اخبار
العميد أ ح علي الببلاوي: التنسيق العسكري مفتاح الانتصار في حرب أكتوبر
الأحد 06/أكتوبر/2024 - 09:33 ص
طباعة
sada-elarab.com/739692
كشف العميد أ ح علي الببلاوي، أحد أبطال حرب أكتوبر عن تفاصيل مثيرة حول التكتيكات الجوية والتنسيق العسكري الذي ساهم في تحقيق الانتصار.
يقول العميد الببلاوي: "كان لدينا تفوق جوي لأننا فهمنا تكتيكات الطيران بشكل جيد، هذا الفهم كان يساعدنا في تحديد ما إذا كانت الطائرة القادمة تستهدفنا أم لا، ومن الأنسب لإسقاطها، وكان هناك دائمًا تنسيق بيننا وبين مجموعات الدول والفرق على المستوى الأكبر، والوحدة الأقرب التي لديها احتمال تدمير أعلى هي التي تتولى المهمة لتجنب إهدار الموارد."
وأضاف: "خسائر إسرائيل وفقًا لمستنداتهم كانت كبيرة، كنا نراجع كل وسائل الحصر، وتم تأكيد تدمير عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية خلال الحرب، أحيانًا كانت تعمل كتيبتان على الهجوم على طائرة واحدة، وعندما تسقط الطائرة، يبلغ كل منهما أنه أسقطها، فكان يتم تحديد عدد الطائرات التي تم إسقاطها من خلال تحديد مكان سقوطها ومكان تدميرها، وبناء عليه كان يتم تحديد الكتيبة التي أسقطتها بالفعل."
وأشار العميد الببلاوي إلى أن بعض الطائرات كانت مزودة بأجهزة تداخل وكانت تُستخدم كطائرات انتحارية، "ولدينا سجل بالأيام التي أسقطنا فيها هذه الطائرات." لافتا ان حصيلة خسائر إسقاط الطائرات للعدو 325 طائرة اسرائيلية ومنها طائرات مسيرة .
وعن يوم 6 أكتوبر 1973، قال العميد الببلاوي: "كنا مكلفين بمهمة واضحة، وكتيبة الصواريخ كانت مجهزة بالمعدات اللازمة ومعامل التسجيل، وقبل الحرب، خلال فترة الإعداد، أرسل قائد الدفاع الجوي مستشاره الخاص لحساب الزمن الذي نحتاجه لتحقيق أهدافنا، وكان مندهشًا من السرعة التي حققنا بها النتائج."
وأضاف: "في نهاية العملية، استدعاني القائد وسلم عليّ وقال إنه فوجئ بالتوقيت الذي حققناه، ولم يكن يعتقد أننا نستطيع تحقيقه، وكانت هذه شهادة عظيمة بالنسبة لي."
وعن المواقف الإنسانية خلال الحرب، قال العميد الببلاوي: "القائد كان دائمًا في وسط جنوده، كان هناك احترام متبادل بين القائد والجندي، لأن الجندي الذي لا يشعر بكرامته لن يحافظ على كرامة الدولة.
وخلال الحرب كنت ترى الإصرار والعزيمة في عيون المقاتلين وكان القائد يتناول الطعام مع جنوده، ويشاركهم في كل تفاصيل الحياة اليومية، مما خلق روحًا من التضامن والتعاون.
كما كان هناك حرص على توفير الدعم النفسي للجنود، حيث كان القادة يتحدثون معهم بشكل دوري، يستمعون إلى مشاكلهم ويقدمون لهم النصائح، هذا الاهتمام بالتفاصيل الإنسانية ساهم في تعزيز الروح القتالية وزيادة التلاحم بين أفراد الجيش."
وهذه المواقف الإنسانية تعكس الروح الوطنية والتفاني الذي أظهره الجنود والقادة خلال حرب أكتوبر، وتبرز أهمية القيادة الحكيمة والإنسانية في تحقيق النصر.
وأضاف أن الفرصة المستحيلة أصبحت فى متناول الأيد بعد ٦ سنوات عجاف كنا نريد أن نحارب حتى علمنا بموعد العبور ونجاح قواتنا المسلحة فى تحطيم خط "بارليف" وخطت اقدامنا سيناء لأول مرة بعد العبور.
ويقول ان هناك بطولات سطرتها قواتنا أثناء حرب الاستنزاف عقب بناء حائط الصواريخ استغرق بناؤه 40 يوما ونجحنا خلال تلك الفترة بالتدريب المكثف والعمل المستمر فى توفير غطاء جوى كامل غرب القناة، ورغم التفوق العددى والنوعى للقوات الجوية الإسرائيلية بفضل الطائرات الأمريكية الحديثة خاصة الفانتوم، فإنه خلال فترة وقف إطلاق النار بعد مبادرة روجرز التى قبلها الرئيس عبدالناصر فى أغسطس 1970، لم تجرؤ طائرة إسرائيلية على اختراق المجال الجوى المصرى ، وحتى فى شرق القنال كانت الطائرات الإسرائيلية مجبرة على أن تبتعد بما لا يقل عن 10 كيلومترات حتى تهرب من نطاق صواريخنا، وكانت جميع كتائبنا جاهزة للاشتباك مع أى هدف يحاول أن يخترق الجبهة المصرية .
وفي رسالة للشباب، قال العميد الببلاوي: "اعترفوا بأخطائكم، وصلحوا أخطاءكم، لديكم القدرة على تحقيق المستحيل، وأشار إلى أن من أبرز الدروس المستفادة من حرب أكتوبر هي الروح الوطنية والتفاني الذي أظهره الجنود والقادة خلال حرب أكتوبر، ويبرز أهمية الفهم العميق للتكتيكات والتنسيق العسكري في تحقيق النصر.
