طباعة
sada-elarab.com/587978
إن صفحات تاريخ العسكرية المصرية تذخر بالعديد من البطولات والأمجاد، التى تجسد الجهد والتضحية والفداء وتدعو إلى العزة والفخار.
نذكر منها تاريخ 30 يونيو 1970، الذى تحتفل فيه القوة الرابعة المصرية بعيدها الحادى والخمسين، والذى يعتبر بمثابة الإعلان الحقيقى عن بناء حائط الصواريخ، والشاهد على تساقط طائرات العدو وبتر ذراعه الطولى، حيث تم الدفع بكتائب الصواريخ إلى منطقة القناة، وهو اليوم الذى اتخذته قوات الدفاع الجوى عيدًا لها، حيث استطاعت فيه كتائب الصواريخ التصدى لطيران العدو الإسرائيلي، بمجموعة من الإجراءات التى تهدف إلى منع وتعطيل العدو الجوى عن تنفيذ مهمته، أو تدميره بوسائل دفاع جوى ثابتة ومتحركة، طبقًا لطبيعة الهدف الحيوى والقوات المدافع عنها.
وخسر العدو فى حرب أكتوبر المجيدة صفوة طياريه، فى أول يوم من الحرب، وحرم الاستطلاع الجوى لتفوق قواتنا فى دفاعها الجوى.
وانطلقت صواريخ الدفاع الجوى المصرية، لتفاجئ أحدث الطائرات الإسرائيلية- فى ذاك الحين- من طراز (الفانتوم وسكاى هوك)، التى تهاوت على جبهة القتال المصرية، وأخذت إسرائيل تتباكى وهى ترى انهيار تفوقها الجوى فوق القناة، وأصبح العدو غير قادر على الاستطلاع الجوى.
وتوصف قوات الدفاع الجوى دائمًا بأنها درع السماء القادرة على صد أى عدوان جوى- مهما علا شأنه أو تنوعت طائراته- مهمتها بالغة الصعوبة، لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس، بل يشمل أرض مصر كلها، بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية، وقواعد جوية، ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية. ويذكر التاريخ الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر، ما جعل (موشى ديان)، يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها.. ثقيلة بدمائها).
وتحرص قوات الدفاع الجوى على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها فى المجال العسكرى، من خلال تنويع مصادر السلاح، وتطوير المعدات والأسلحة، بالاستفادة من التعاون العسكرى، بمجالاته المختلفة، والارتقاء بمستوى الفرد المقاتل، الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية، بدءًا من اختيار الطالب بكلية الدفاع الجوى، الذى يتعامل دائمًا مع أسلحة ومعدات ذات تقنية حديثة وأنظمة إلكترونية معقدة.
وقد ثابرت قوات الدفاع الجوى القوة الرابعة للقوات المسلحة المصرية فى المحافظة على كفاءتها سلمًا وحربًا، وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوى، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات، بحيث تكون قادرة ليلًا ونهارًا، سلمًا وحربًا، فى كل ربوع مصر، عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها، وتحت مختلف الظروف، على تنفيذ مهامها بنجاح.
حمى الله مصر، شعبًا عظيمًا، وجيشًا باسلًا يحمى إنجازاتها، ويصون مقدساتها.