اخبار
اللواء طيار حسين القفاص: 6 أكتوبر تمكنت وزملائى من تدمير 90% من الأهداف المطلوبة للعدو
الأحد 11/أكتوبر/2020 - 04:01 م
طباعة
sada-elarab.com/546785
■ استدعيت للجبهة بعد أسبوع زفافى وسربنا تسبب فى أسر عساف ياجورى
اللواء طيار حسين إسماعيل القفاص ابن قرية البهتيمى بالبر الثانى بمحافظة الإسماعيلية التحق بالكلية الجوية 1966 عاش كابوس يوم 5 يونيه 1967 بجدران الكلية الجوية ببلبيس عندما شاهد الساعة 8 صباحا ضربات الإغارة فرجع إلى الخنادق قائلين انها اغارة تجريبية وبعدها سمع دوى صوت الطيران الإسرائيلى يعبر بجواره إلى مطار انشاص والصالحية الجديدة وتم تدمير الممرات والطيران، وفى نهاية اليوم كنا فى مدرسة بلبيس الثانوية وظل بها مع زملائه حتى رجع إلى الكلية الجوية.
وأوضح القفاص ان يوم 5 يونيه لم تكن حربا لاننا ضربنا بدون سابق انذار وبدون خطة وكان قبلها فى طلعة عمليات وعاد إلى قاعدة بنى سويف فى منتصف شهر مايو 1967 وعند حضور مندوب من القيادة العامة وسأله مبارك قال دى مجرد استعراض ومظاهرة بالقوات لأن إسرائيل أعلنت استدعاء الاحتياطى لديها.
وشدد ان الرئيس الراحل مبارك استطاع بمهارة فائقة ان يتصل بالجيوش الميدانية حتى يتمكن من الهبوط فى أى مطاراتها فاتصل بالوادى الجديد فوجد الممر الخاص به قصيرا ولا يتناسب مع المقاتلة يو 16 وأيضا مطار اسوان فلم يكن امامه الا مطار الاقصر فحافظ على 13 طائرة ثم عاد بالقطار إلى القاهرة.
واكد اللواء القفاص انه من ضمن خطة القيادة العامة للقوات المسلحة لاعادة تشكيل الجيوش من جديد خاصة القوات الجوية تم تعيين العقيد طيار حسنى مبارك مديرا للكلية الجوية فى نوفمبر 1967 وعندما جاء كنت بالكلية الجوية فحضر صباحا اثناء الطابور واعطى الينا بعض النصائح العسكرية فعرفنا انه عسكرى ذات انضباط عال «كنا نجرى 25 لفة صباحا و50 بعد الظهر». لافتا بان الدفعة كان بها 200 طالب وتم ضغط الفترة إلى 14 شهرا للتخرج، وعندما قصر ومعه 71 طالبا فقال هؤلاء يذهبون إلى امبابة وكان يأتى الينا ليلا فى قاعات المذاكرة واصدر قرارا باننا دفعة 22 منفصلة، اثناء وجودنا فى امبابة، فعرفنا انه عين رئيس اركان القوات الجوية وكان الكل يهاب منه ويحترمه لانه شعلة نشاط من الانضباط العسكرى والمهارة العالية.
واوضح انه فى 1972 تم تعيين الفريق مبارك قائدا للقوات الجوية وكنت برتبة نقيب وذهبت إلى الاستدعاء بعد أسبوع واحد من حفل الزفاف إلى جبهة القتال «والأسرة كانت جايبة السبوع وأنا نازل للحرب» وطلب منه القائد أن يأتى فى الليل، فقد كنت من الطيارين الرئيسيين بمطار الصالحية فى منطقة الضفة الشرقية، ورغم ذلك استجبت للأوامر وحصلت على إجازة دون ان اعرف ان الحرب وشيكة، اذكر اننى هاتفت عاطف السادات وكان زميلى بذات السرية وكنت متشوقا مثل كل زملائى لخوض معركة العبور وتحرير سيناء لم اكن اعرف ان صديقى عاطف سيكون من أوائل الشهداء فى الطلعة الأولى المشكلة من 220 طائرة، وأشار إلى أن الجميع لم يعلم موعد الحرب حتى عاطف السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات.
وفى يوم 6 أكتوبر ادار الفريق حسنى مبارك قائد القوات الجوية المعركة بنفسه من غرفة العمليات للقوات الجوية وقال ان «خطة الهجوم للقوات الجوية كانت مصرية خالصة» وعد الضربة الجوية بانها مفتاح النصر للحرب مما جعله يحصل على تكريم الرئيس الراحل أنور السادات ظل يلازمه حتى وفاته، لافتا انه أول تشكيل يقوم بعبور القناة لأنه كان موجودا بمطار الصالحية وقام بضرب مواقع الصواريخ على الجبهة تمهيدا لعبور القوات، وسربنا تسبب فى اسر عساف ياجورى.
ومن المهام المكلف بها يوم السادس من أكتوبر تمكنت بمشاركه زملائى من تحقيق 90% من الأهداف المطلوبة، الأمر الذى ابهر قياداتهم، لكون سلاح الطيران كان مشكلا وقتها من طائرات قديمة بالمقارنة بسلاح الطيران الإسرائيلى، الحاوى لأحدث ما انتجته العسكرية الأمريكية والأوروبية.
لم يسهل قيام القفاص وزملائه بتدمير جانب كبير من الدفاعات الجوية الإسرائيلية من مهامهم فى الطلعات الجوية التالية، وهو ما يفسره بقوله «كنا نعرف كل التفاصيل عن العدو، وتمكنا بالفعل من تدمير 90% من دفاعاته الجوية خلال اليوم الأول للمعركة، لكن طائراته المتقدمة كانت تحمل لنا خطورة دائمة».
يذكر القفاص احدى طلعاته فى منتصف المعركة، كان محلقا لتنفيذ التغطية الجوية لكتيبة مشاة، واضطر لدخول مناورة مع طائرات إسرائيلية كان عليه هو وزملاؤه فى التشكيل أن يقصفوها من مدى قريب، بعد تنفيذ المهمة فوجئ القفاص أنه صار غير قادر على رؤية المدى، وإنه لم يعد يرى سوى ميسرة الطائرة فحسب، ونجح القفاص فى الهبوط بالطائرة وسط تهليل واستقبال حافل من زملائه ليطلب منه قائده النظر للطائرة التى هبط بها لتوه، فوجدها قد تعرضت للانصهار الكامل ما جعل من هبوطه بها سالما وبهذه الكفاءة معجزة حقيقية.