منوعات
تقرير توقعات الطاقة الشمسية 2025 يكشف عن رؤية إيجابية حول قطاع الطاقة الشمسية في المنطقة
الخميس 16/يناير/2025 - 02:57 م
طباعة
sada-elarab.com/750992
كشفت فعاليات اليوم الثالث من القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 في أبوظبي، عن رؤية إيجابية حول مستقبل قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالتزامن مع إطلاق تقرير توقعات الطاقة الشمسية لعام 2025.
ونشرت جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية، المنظمة غير الربحية الرائدة في المنطقة والمتخصصة بتطوير حلول الطاقة الشمسية، التقرير الشامل الجديد والذي يسلط الضوء على الإنجازات غير المسبوقة في مجال الطاقة الشمسية بالمنطقة، ودور هذه الطاقة المحوري في رسم ملامح مستقبل الطاقة المستدامة. وشهدت حصة الطاقة الشمسية نمواً كبيراً في مزيج الطاقة على صعيد المنطقة، مدفوعة بالتطورات السريعة في مجال التكنولوجيا والدعم الحكومي وتنامي استثمارات القطاع الخاص.
ويشير التقرير إلى التوسع السريع الذي يشهده قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تبلغ نسبته حالياً 2% من إجمالي مزيج الطاقة في المنطقة. وسجلت القدرة المركبة للطاقة الشمسية نمواً بنسبة 23% في عام 2023 بالمنطقة، لتصل إلى 32 جيجاواط ذروة، مع توقعات بأن تتجاوز 180 جيجاواط ذروة بحلول عام 2030. وتقود دولة الإمارات هذا النمو مدفوعة بمبادرات مثل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 الرامية إلى توليد 75% من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، ورؤية أبوظبي 2030 الهادفة إلى توليد 30% من الطاقة المتجددة خلال خمس سنوات. ويفيد التقرير بأن شمال أفريقيا ستسد الفجوة الكامنة في تنامي الطاقة الشمسية، لتصبح المنطقة نموذجاً عالمياً يحتذى به على صعيد الطاقة الشمسية.
ويسلط التقرير الضوء على التزام المنطقة بحلول الطاقة المستدامة ودوره في رسم ملامح مشهد الطاقة على المستويين المحلي والعالمي، بفضل مشاريع الطاقة الشمسية الرائدة والتطورات الكبيرة في مجال التحول الرقمي.
كما يفيد التقرير بأن التبني السريع للتحول الرقمي والأنظمة المؤتمتة في التشغيل والصيانة، وتحقيق الإنجازات الهامة في مجال تخزين الطاقة، يعكس التزام المنطقة الراسخ بإيجاد حلول فعالة لتحديات توسيع نطاق محافظ الطاقة الشمسية. ويثمر دمج التقنيات المبتكرة، مثل التوائم الرقمية وأنظمة التنظيف المؤتمتة، عن تحسين أداء محطات الطاقة الشمسية مع ضمان إنتاجية أعلى للطاقة وتكاليف تشغيل أقل.
ويتناول التقرير مجال الهيدروجين الأخضر الذي يشهد نمواً سريعاً ويمثل أحد محاور التركيز الرئيسية في تحول الطاقة بالمنطقة. وتمنح موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الوفيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميزة تنافسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يرسخ دور المنطقة الرائد عالمياً في هذا القطاع الناشئ. وبالرغم من التحديات التي يواجهها هذا المجال مثل تأمين التمويل وتطوير البنية التحتية، يتيح التزام المنطقة بالهيدروجين الأخضر وتوفير بنية تحتية متطورة للسوق، المجال أمام توفير فرص جديدة.
وتشكل الجهود المستمرة التي تبذلها المنطقة لتوطين تصنيع الطاقة الشمسية وتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين، عاملاً محورياً في تحقيق النجاح طويل الأمد لاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومع استمرار دول مثل المغرب ومصر وتونس في توسيع قدراتها في مجال الطاقة الشمسية، ستتمكن المنطقة من تلبية متطلباتها من الطاقة، فضلاً عن المساهمة في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
ويُبرز التقرير الدور الهام للاستثمار في تعزيز مكانة المنطقة لتكون مركزاً رئيسياً لتحول الطاقة في منطقة البحر المتوسط.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال فضل معين قاضي، رئيس جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية: "يحسن ظهور التقنيات المتطورة من الجيل التالي كفاءة ومرونة مشاريع الطاقة الشمسية، إذ يفتح نضوج هذه التقنيات مسارات جديدة لتحقيق أهداف المنطقة في مجال الطاقة المتجددة، مع معالجة القضايا الهامة مثل التقطع وعدم استقرار الشبكة".
ويؤكد التقرير قدرة الابتكارات، مثل الخلايا الشمسية المتقدمة وأدوات دمج الشبكة وأنظمة المراقبة الرقمية، على تعزيز الكفاءة التشغيلية، بالإضافة إلى تنامي دور استثمارات القطاع الخاص والشراكات بين القطاعين العام والخاص وبنى التمويل المبتكرة في تسريع تبني الطاقة المتجددة.
وأضاف قاضي: "شهدت المنطقة نقلة نوعية في الشراكات بين القطاعين العام والخاص ومناقصات الطاقة الشمسية التنافسية والمعاملات المالية المبتكرة، والتي تثمر جميعها عن تسريع وتيرة تبني الطاقة المتجددة. ومع التوجه العالمي نحو تحقيق الحياد الكربوني، تشير التوقعات إلى نمو التعاون الدولي وزيادة تدفق رأس المال إلى قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يوفر مزيداً من الفرص للجهات البارزة محلياً وعالمياً".
ويكشف التقرير عن الفرص المتاحة لتوسيع نطاق المشاريع على مستوى المرافق، ومنشآت الطاقة الشمسية الموزعة، والتقنيات الناشئة مثل الهيدروجين الأخضر. كما يسلط الضوء على التحديات أمام مواكبة السياسات الإقليمية ومعالجة اضطرابات سلسلة التوريد وتحديث البنية التحتية للشبكة لاستيعاب مزيج الطاقة المتجددة.
وأردف قاضي: "إن ضمان التوافق مع السياسات الإقليمية ومعالجة اضطرابات سلسلة التوريد وتعزيز مبادرات بناء القدرات، بما يشمل الاستثمار في تحديث البنية التحتية للشبكة، يتطلب تضافر جهود الحكومات والمطورين وقادة القطاع، إذ يمثل التعاون العامل الرئيسي لإطلاق أقصى إمكانات الطاقة الشمسية في المنطقة، لا سيما مع تسارع وتيرة تحول الطاقة".
وتندرج الطاقة الشمسية ضمن محاور التركيز الرئيسية للقمة العالمية لطاقة المستقبل التي تستضيفها شركة مصدر هذا الأسبوع في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. ويتضمن برنامج المحتوى المعرفي للقمة مؤتمراً مخصصاً للطاقة الشمسية، مما يوفر منصة حيوية للجهات المعنية لاستكشاف أحدث التوجهات والصفقات والابتكارات في مجال الطاقة الشمسية.
ومن جانبها، قالت لين السباعي، المديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط ورئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل: "تمثل الطاقة الشمسية أحد المسارات الرئيسية العشرة للقمة، مما يتيح لشركات الهندسة العالمية ومزودي التكنولوجيا والممولين التواصل على مدى ثلاثة أيام مع الجهات الحكومية ومؤسسات المرافق العامة في المنطقة، ويعزز مكانة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوصفها سوق رائد للطاقة الشمسية".
وتختتم القمة فعاليتها غداً 16 يناير بجلسات ومعارض وفرص تواصل تهدف إلى النهوض بواقع حلول الطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم.