عربي وعالمي
تأتي زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى دولة الكويت والتي يلتقي خلالها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تتويجا لعلاقات تاريخية وثيقة ومتجذرة وتأكيدا للعلاقات الأخوية الوطيدة بين الشعبين الشقيقين على مدار عقود طويلة، وما تستندان إليه من أسس متينة لأواصر التاريخ المشترك.
ان زيارة الرئيس السيسي «من شأنها أن تعطي دفعة للعلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتنموي والأمني، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، ونقلها إلى آفاق أرحب لتغطي مجالات أوسع» في ظل القيادة الرشيدة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما أنها تؤكد حرص القيادة في البلدين الشقيقين على توثيق التواصل والتشاور بين الكويت والقاهرة حول مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً في ظل التحديات العديدة والمخاطر التي تحيط بالمنطقة وتستلزم المزيد من التنسيق والتشاور سعيا وراء الخروج برؤية مشتركة تسهم في بلورة موقف موحد لمواجهة هذه التحديات والمخاطر إلى جانب بحث القضايا محل الاهتمام المشترك وتطوير العلاقات الثنائية في مجالات عدة بما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين.
ان ما بين الكويت وجمهورية مصر العربية من علاقات ووشائج، هو أكبر من كل الكلمات، وأكثر سعة ورحابة من كل الأوصاف والحديث عن العلاقات الكويتية المصرية لا يحتاج إلى مناسبة أو توقيت، فهي دائما حاضرة في القلب والعقل، تلك العلاقات الأخوية الراسخة والتي امتزجت من دماء الشهداء المبذولة من كلا البلدين خلال الأزمات والحروب.
وترتبط الكويت ومصر بعلاقات تاريخية راسخة ومتجذرة ومواقف مهمة ستبقى محفورة في سجل التاريخ وذاكرة الشعبين الشقيقين
وفي عام 1936 مع إنشاء مجلس المعارف في الكويت توالت البعثات الكويتية إلى الخارج لرفع مستوى التحصيل العلمي للطلبة المبتعثين فشهد عام 1938 إيفاد بعثة من خمسة طلبة إلى مصر ثم إرسال أربعة طلبة في عام 1939 أتبعها المجلس بإرسال 17 طالباً عام 1943 فيما تبنى الأزهر الإشراف على المعهد الديني في الكويت عام 1945
وفي عام 1945، افتتحت الكويت «بيت الكويت في القاهرة» للإشراف على شؤون الطلبة الدارسين هناك ثم افتتح البيت رسمياً في الأول من أكتوبر عام 1958 بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والشيخ عبد الله الجابر الصباح رئيس دائرة المعارف الكويتية آنذاك
وكان الطلبة الكويتيون يواصلون الدراسة التي توقف عندها التعليم في الكويت فينهون المرحلة الثانوية ثم يلتحقون بجامعة القاهرة وما شابهها من معاهد عليا لمتابعة الدراسات الجامعية والعليا
وقد نددت الكويت بالعدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 ، وكانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال البلاد عام 1961، كما رفضت مصر تهديدات الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم لضم الكويت، وأيدت مصر في جامعة الدول العربية استدعاء الكويت حينها لقوات بريطانية، بل وشاركت في القوات العربية التي تجمعت وقتها للدفاع عن الكويت .
وشاركت الكويت في حرب 67 وحرب أكتوبر 1973 من خلال لواء اليرموك، وكان موقف مصر السياسي والعسكري مميزا في تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم للكويت في أغسطس 1990 .
وفي ثورة 30 يونيو 2013 وقفت الكويت وأيدت إرادة الشعب المصري وأكدت وقوفها مع مصر في كل ما يصون المصالح المصرية، ويحفظ حقوقها.
وتحضر الاستثمارات الكويتية في مصر بقوة في كثير من القطاعات المصرية في ظل جهود مصر لتحسين بيئة ومناخ الاستثمار وفتح أبوابها أمام الاستثمارات العربية والأجنبية بصفة عامة والكويتية بصفة خاصة حيث تسهم الحكومة والقطاع الخاص الكويتيان بشكل فاعل في تنمية وتطوير عجلة الاقتصاد المصري فيما تعد الكويت ثالث أكبر شريك تجاري عربي بعد السعودية والإمارات باستثمارات تبلغ أكثر من 20 مليار دولار ورابع شريك تجاري عالمي بين الدول المستثمرة.
ولا ننسى الدور التنموي الكبير والذي يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في دعم مشاريع التنمية في مصر من خلال تمويل المشروعات التنموية في ظل الطفرة التنموية والمشروعات العملاقة التي تشهدها مصر.
ان العلاقات الاخوية الوثيقة بين الكويت ومصر استقرت جيلا بعد جيل مستندة على إرث ثمين وأساس متين وركائز سليمة قوامها المحبة والتلاحم والثقة ضمنت لها الثبات والتماسك مهما كانت التحديات وهي تمضي قدما إلى الأمام وتزداد رسوخا يوما بعد يوم” في ضوء رعاية د صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحرصهما المشترك على النهوض بالتعاون الثنائي في المجالات كافة والعمل المشترك لمواجهة التحديات التي تهدد مستقبل المنطقة.
حفظ الله الكويت ومصر من كل شر وأدام عليهم نعم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار لمزيد من التقدم والنماء .
