رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
ads
اخر الأخبار
السفير: خليل الذوادي

السفير: خليل الذوادي

عقيلي تلفت رمز الضيافة

الأربعاء 09/أبريل/2025 - 11:07 ص
طباعة

الأعياد تذكرنا بتلك الأيام التي تجتمع نساء الحي للإعداد لقدوع العيد، بتعاون فيما بينهن وكانت يرحمها الله أمي من الرضاعة حميدة بنت عبدالله بن عيسى الذوادي زوجة المرحوم النوخذا هلال بن راشد الذوادي تجمع أهل الحي في بيتها وتوزع عليهن المهمات للإعداد لقدوع العيد، وقد تفننت يرحمها الله بالإعداد الجيد لكعك العيد «عقيلي أم إبراهيم»، وكانت تأبى استخدام التقنية الحديثة، وذلك باستخدام الفحم وكانت يرحمها الله تعد الكثير ليتم توزيعه على الجيران ويقدم في مجلس المرحوم هلال بن راشد الذوادي، حيث يلتئم شمل الأهل والجيران بمجلسه بمدينة الحد... ظل العقيلي مرتبطًا بأيام الأعياد والمناسبات العديدة المفرحة، وهو يرمز لتعاون الجميع في التجهيز والإعداد والطباخ.. وقد ظل «العقيلي» الأثير في قدوع العيد بمدن وقرى مملكة البحرين وكل بيت يتفنن في الإعداد والتجهيز ويتم التهادي به كرمزٍ للوفاء والبذل والتكاتف بين الجيران والأصدقاء والمعارف.


وفي مدينة الرفاع تشرفنا بالالتقاء أسبوعيًا في منزل الصديق محمد بن علي تلفت من أهل الحورة بالمنامة سابقًا وحكمنا الدولي لكرة القدم، وكنا نسعد بما تعده زوجته الكريمة أم علي السيدة بدرية بنت عبدالله العسومي الله يعطيها الصحة والعافية وتتفنن أسبوعيًا بإعداد «العقيلي» الذي يقبل عليه رواد المجلس وهم يدعون لأبي علي وأم علي بالتوفيق، فما يقدمه من وجبات لذيذة يتوجها العقيلي بإعداده اللذيذ والمتميز كما كان يحرص بوعلي وأم علي على تزويدنا كل عيد بهدية جميلة هي «العقيلي» بحيث تسعد أسرتنا بهذه الحلوى البحرينية الأصيلة وبما تحمله من مكونات تشمل البيض والدقيق والزعفران والسمسم، بالإضافة إلى بعض المحسنات التي تجعل من مقاومته من الأمور الصعبة.


لقد خصني بوعلي بأن آخذ معي إلى القاهرة بجمهورية مصر العربية بعض كعكات «العقيلي» ليتم المشاركة مع الزملاء من الدول العربية العاملين في جامعة الدول العربية وزوارنا من الأخوة المصريين في تناول قطع من حلوى «العقيلي» الذي أصبح من الكعكات التي نفخر بها؛ لأنها بأيدٍ بحرينية متخصصة، ورغم أن التجديد في بيع مكونات العقيلي يتم الآن بيعه في محلات بيع الحلويات وفي أسواق المنامة والمحرق وبعض مدن مملكة البحرين وقراها إلا أن الإعداد المنزلي للعقيلي له خصوصية ومذاقه خاص.


ويظل تعلقنا بأكلاتنا الشعبية موضع تقدير واعتزاز وفخر، وقطعًا كل بلادنا العربية تمتاز ببعض المأكولات والمشروبات والحلويات ما يميزها عن غيرها، وهذا التنوع في الغذاء دليل ثقافة وقيم اجتماعية علينا الحرص عليها وتوريثها لأجيالنا، فلكل شعوب تميزها سواء كان في الأكل أو اللباس أو العادات والتقاليد وليس في ذلك غضاضة وعيب أن نستفيد من بعضنا البعض، فقد بات التواصل بيننا واقعًا ملموسًا، وما نجده اليوم في عواصمنا من مأكولات سورية ولبنانية وخليجية ويمنية ومصرية وفلسطينية وأردنية ومن دول المغرب العربي، وبعض الدول الصديقة الإسلامية والأفريقية والغربية يعكس إمكانية التعاون والتكاتف، فالتماثل في العادات والتقاليد وبعض الأطعمة يجعل إمكانية التقارب أكثر شريطة أن يكون شعار التعاون والتكاتف عنوان العلاقات بين الشعوب...


العقيلي كونه يحتاج إلى جهد كبير وحرص على الإتقان فهو يقدم في المناسبات، ويستعاض عنه ببعض الحلويات التي لا يتطلب الإعداد لها الجهد المضاعف كما هو الحال في «العقيلي»...
الله يرحم الأمهات والجدات اللاتي كنَّ يتفنن في الإعداد الجيد «للعقيلي» ويفتخرن بالإعداد الجيد له، ويقدم بكل فرح وسرور للزوار والضيوف.


سيظل عقيلي تلفت يذكرنا بتلك الأيام الجميلة التي تقاربت بيوتنا وأصبحنا وكأننا في بيت كبير في أحد أحيائنا في المدن والقرى، وكنا ونحن أطفالاً نتنقل من بيت إلى بيت ونأكل ما يقدم لنا من وجبات وكأننا في بيتنا وكان التهادي بالأطباق وبالذات في مناسبات شهر رمضان والأعياد وأيام الجُمع بمثابة عنوان وعربون الصداقة والجيرة والأهلية، وكانت بعض نساء الحي قد تميزن بإعداد الوجبات المتميزة وأشتهرت نساء في مجتمعنا بإجادتهن لأنواع من الأطعمة وكنَّ يفخرن بأن يشاد بهن وبطباخهن... رحم الله جداتنا وامهاتنا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر