قناة «الوثائقية» رمز الإعلام الهادف

والقناة بتنوعها تجعل المشاهد مشدودًا إليها ينتقل من حقبةٍ إلى حقبة بكل احترام ورغبة في الاستفادة مما يعرض للاستفادة من تلك المواقف الوطنية والقومية والإنسانية.. وأحسب أن وطننا العربي من المحيط إلى الخليج العربي مرَّ بظروف كثيرة نحتاج إلى إلقاء الضوء عليها والتذكير بتلك المواقف المشرفة التي يفخر بها الأبناء والأحفاد، بالإضافة إلى كنوز الآثار والتنوع في التراث، بالإضافة إلى الرجال والنساء الذين برعوا في خدمة أوطانهم، وكانت لهم بصمات ناصعة، وأجهزتنا الإعلامية التلفزيونية والإذاعية والسينما والكتب والمراجع والمؤلفات تزخر بهذه الكنوز التي نحن بحاجة إلى إلقاء الضوء عليها والتذكير بها في المواقف التي نحن وإلى اليوم بحاجة ماسة إليها وبلدي مملكة البحرين ولله الحمد لها من التاريخ الناصع والمواقف ما نفخر به ونعتز كأبنائنا لهذا الوطن الغالي الذي ينعم بالأمن والأمان في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وما قام به الأجداد والأباء من آل خليفة الكرام وما أنجزه شعبنا الوفي من إنجازات هي لخير الوطن والمواطنين مع الإسهام مع إخوانهم وأشقائهم من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمتهم العربية والإسلامية، علاوة على ما تزخر به بلادنا من آثار ممتدة من عهد ديلمون بمراحلها المتعددة إلى تايلوس إلى العصر الإسلامي وما قام به الأجداد والأباء من جهود في سبيل إعلاء المكانة اللائقة والتطلع إلى المستقبل والرؤية التي نادت بها المملكة للعام 2030م.

إن إذاعة البحرين العريقة ضمت كنوزًا من الإبداع الإذاعي، كما أن أرشيف شركة النفط بابكو حوى الكثير من الأحداث المسجلة اقتصاديًا ونفطيًا وحراكًا ثقافيًا واجتماعيًا وعندما أنشئ تلفزيون البحرين منذ العام 1973م وإلى اليوم وهو قد سجَّل الكثير من الإنجازات واللقاءات مع شخصيات كثيرة لها أدوارها الثقافية والإبداعية والتجارية والاقتصادية، ونحن بحاجة إلى التركيز على ذلك من خلال ما يمكن أن نطلق عليه توثيقًا لأحداث من المهم التذكير بها، وهناك جهود مقدَّرة نعلم ما قام به شباب التلفزيون من توثيق وتركيز وذكر، وآن الأوان أن نلقي الضوء على كثير من هذه الأحداث التي يمر بها الوطن المعطاء، فالأرشيف هو ذاكرة أي وطن، والحفاظ عليه من الأمور الحيوية والتي تفتخر بها الشعوب وتحافظ عليها لأن فيها العطاء الخير للوطن ورجال ونساء هذا الوطن الذين بذلوا الكثير من أجل عزته ونصرته وقيامه بالدور الوطني والقومي والإنساني المنوط به.

أتابع يوميًا بشغف قناة «الوثائقية» المصرية وهي تحكي لنا الكثير من المواقف في الماضي وتلقي الضوء على كنوز وذخائر مصر التاريخية والثقافية والدينية والسياسية العريقة، كما تقوم بتسجيل الأحداث الآنية بأسلوب التوثيق والمعهود في مثل التطرق إلى هذه الأحداث والمواقف والتي تعتبر التقنية فيها نموذجًا للاستفادة منها والعرض المبتكر الذي يجعل المشاهد يتعاطف مع كل ما يعرض ويدرس بأسلوب راقٍ واحترافي دقيق.. إنه من حسن الطالع أن نستفيد من بعضنا بعضًا، وأحسب إنه من حسن الطالع أن القائمين على قناة «الوثائقية» عندهم الاستعداد لنقل خبرتهم وتجربتهم إلى أشقائهم العرب، ويحق لنا كأمة عربية أن نستفيد من بعضنا بعضًا، وأن نسهم جميعًا في توثيق كنوزنا الآثارية وإنجازاتنا الوطنية، وأن ننقل تجاربنا إلى بعضنا البعض، وحسنًا فعلت الوثائقية ليس فقط في الاستفادة من القناة الفضائية التلفزيونية ولكنها تثبت أيضًا موادها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة والتي هي متاحة للدول وللمواطنين في وطننا العربي، والاستفادة من تجاربنا وخبراتنا إثراءً للتعاون الوثيق بيننا كأمة عربية نتشارك في الكثير من الأهداف والغايات ونشعر بأن كل إنجاز يحققه أي وطن عربي هو إنجاز لكل العرب، والإعلام هو رئة ومتنفس الثقافة والعلم والاطلاع.. فتحية للقائمين على «الوثائقية» المصرية وإلى مزيد من التقدم في هذا المجال الحيوي ونحن مطالبون بأن نحافظ على كنوزنا الثقافية والأدبية والعلمية وأن نحافظ على منجزات الرجال والنساء الذين خدموا أوطاننا بكل أمانة وشرف، وعلينا أن ننقل هذه الإنجازات لأجيالنا المستقبلية. 

وعلى الخير والمحبة نلتقي