عربي وعالمي
مفتي موسكو: المسلمون في روسيا عمرهم 1100 عام.. ونتمتع بكامل الحرية
الثلاثاء 03/أغسطس/2021 - 04:04 م
طباعة
sada-elarab.com/594364
في رحاب مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء العالمية بمصر، والتي تنظمه تحت عنوان "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون"، دار حوار بين مفتي موسكو، نائب رئيس الإدارة الدينية بها، الشيخ إيلدار علاء الدينوف، مع وكالة سبوتنيك الروسية.
ودار الحوار عن أحوال المسلمين في روسيا، وطبيعة حضورهم داخل المجتمع الروسي، وعن عمل الإدارة الدينية في موسكو، وكيف تسهم في ترسيخ أوضاع المسلمين هناك بصورة تضمن لهم ممارسة شعائرهم بحرية.
الدينوف أكد على أن مسلمي روسيا يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة، والتي أكد أنها أصل في تعاملهم داخل روسيا.
وتحدث مفتي موسكو عن طبيعة الأسئلة التي يوجهها مسلمو روسيا إلى الإدارة الدينية، مؤكدا أنها تتعلق بالزواج والطلاق وغيرها من الأمور الخاصة، إضافة إلى أسئلة "كورونا"، والتي جعلتها أزمة الوباء تخرج إلى العلن.
نص الحوار..
بداية.. ماذا يعني حضوركم مؤتمرا في رحاب الازهر الشريف ودار الإفتاء المصرية؟
يعني ذلك أننا نلتقي في رحاب الجامعة الكبرى للإسلام، فقد تلقينا الدروس والمحاضرات في موضوع الفتاوى، وهي موضوعات مهمة نحتاج إليها لتوعية المسلمين في بلادنا.
يتطلع الكثيرون لمعرفة أحوال المسلمين في روسيا.. ما الذي يتميزون بهم عن نظرائهم في الدول الأوربية مثلا، وما طبيعة العلاقة بينهم وبين الحكومة الروسية؟
روسيا دولة كبيرة جدا.. عدد سكانها يصل إلى 146 مليون شخص، وعدد المسلمين يصل إلى 20 مليون منهم، المواطنون الأصليون ومنهم وافدون من دول أخرى.
وللعلم فنحن كمسلمين في روسيا نختلف عن المسلمين في أمريكا مثلا أو أوروبا، فالمسلمون موجودون في روسيا منذ 1100 عام، ولنا مطلق الحرية في ممارسة شعائرنا وواجباتنا الدينية، ونتمتع بحقوق المواطنة كاملة دون انتقاص.
ولدينا علاقة جيدة مع الحكومة الروسية، ومع بابا المسيحيين، وحتى مع اليهود الموجودين في روسيا، ومع الجميع، فنحن في روسيا أسرة واحدة، ولا مكان للتفرقة على أساس ديني أو عرقي كما يحدث في أماكن أخرى.
ما أريد أن أقوله أن العلاقة بيننا وبين جميع الأديان والمذاهب والطوائف قائمة على الحب والتعاون لما في خير بلادنا.
تم الإعلان في الجلسة الافتتاحية عن تخريج دفعة جديدة من المفتين في روسيا يصل عددهم إلى 20 مفت.. نود معرفة تفاصيل هذه الدراسة التي يتخرجون بعدها وطبيعتها؟
هذه دورات تدريبية تستهدف إخراج مفتين فقهين بطبيعة الفتوى، ومناهج الإفتاء، ولهذا تضم عددا من العلوم المهمة التي يجب أن يتحصل المفتي عليها.
وأما عن طبيعة المفتين فقد تم اختيارهم من أماكن مختلفة من روسيا، فمنهم من ولاية موسكو، وبعضهم من قازان، تتارستان، ومن ساراتف، ومن بنسا ومدن أخرى.
وسوف يتم الاستعانة بهؤلاء المفتين لخدمة الواقع الإسلامي في روسيا، كل في منطقته وولايته.
هذا يأخذنا إلى سؤال عن طبيعة الفتاوى التي تتلقونها في الإدارة الدينية ويسأل عنها المسلمون.. ما طبيعتها وعن ماذا يستفسرون؟
نعم.. أغلب الأسئلة التي نتلقاها تدور حول الأمور الشخصية، مثل الزواج والطلاق وغيرها، مما يحتاج المسلم بيان الحكم الشرعي فيها لأنها تتعلق بأموره الحياتية، كأحكام البيع والشراء والتجارة وهكذا.
وبالتالي فإن مثل هذه الفتاوى دائما ما يتعرض لها المفتي، أو الإمام في مسجده، ويجب أن يكون ملما بالاحكام حتى يستطيع الإجابة عنها.
وهل تعرضتم خلال أزمة وباء كورونا إلى أسئلة عن أحكام شرعية متعلقة بها، سواء عن اللقاحات أو طبيعة الأزمة نفسها؟
بكل تأكيد.. أزمة كورونا كانت أزمة عالمية، حدث على أساسها تغيرات كثيرة، والمسلمون جزء من هذا العالم، وبالتالي خلفت أزمة كورونا بعض التغيرات التي كان الناس يسألون عنها.
وعندنا فتاوى أصدرها مجلس شورى علماء روسيا تتعلق بحكم اللقاح، وضرورة أخذه، ومثلها وصلتنا أسئلة كثيرة قمنا بالإجابة عنها.
على ذكر أزمة كورونا.. هل تأثر المسلمون في روسيا على مستوى شعائرهم بهذه الأزمة؟
بالطبع.. فقد اتخذنا قرارا بإغلاق المساجد لمدة شهرين في العام الماضي.. وتعطلت صلاة الجمعة والجماعة، وكان ذلك مهما لحفظ أرواح الناس، حيث إن التجمعات وقتها كانت تمثل خطرا.
وحينما خرج اللقاح للنور وبدأت الأمور تتجه نحو طريقة لتعامل المسلمين داخل المساجد أعيد فتح المساجد مرة أخرى، وذلك في نهاية العام الماضي، لكن بإجراءات احترازية محددة.
وهنا أريد أن أؤكد أن المتابعات على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) للخطب والمحاضرات التي نبثها تصل إلى نسبة متابعات متميزة تصل في بعض المواد التي نبثها إلى قريب من ربع مليون متابعة، وهكذا يكون لدينا مضمار آخر نحاول من خلاله بث الوعي للمسلمين في روسيا.
تعلم فضيلتك أن وباء كورونا خلف أزمات فردية كثيرة، فهل لكم في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا جهود في الدعم النفسي أو المادي أو الاجتماعي للمسلمين هناك؟
نعم.. لنا جهود منها توزيع الصدقات والزكاوات للفقراء، وليس للمسلمين فقط بل لكل الفقراء من كل الأديان والمذاهب الموجودة في روسيا.
ويأتي إلينا المسلمون في المساجد ليعرضوا مشاكلهم التي يحتاجون فيها إلى رأي الدين.
تحدثت فضيلتك عن صدقات يتم توزيعها حتى على الفقراء من غير المسلمين، وهذا يجعلنا نسأل عن طبيعة العلاقة بين الإدارة الدينية لديكم وبين مؤسسات من أديان أو مذاهب أخرى؟
لدينا علاقات طيبة مع المسيحيين في روسيا، ويتم دعوتهم إلى احتفالاتنا في المناسبات المختلفة، وكذلك يتم دعوتنا لحضور احتفالاتهم.
وتربطنا أيضا علاقات طيبة بكل المذاهب والديانات الأخرى الموجودة في روسيا، لأن طبيعة المسلم أن يكون مفتوحا على الجميع، فبيننا مشتركات إنسانية ووطنية كثيرة.
انطلاقا من حديثكم عن المشتركات وانفتاح المسلم.. نسأل هل وجود المسلم فى دولة غير إسلامية تجعله أكثر تسامحا أم تشددا؟
الأمر له علاقة بالعلم وليس بمكان معيشة المسلم.. بمعنى أن قلة العلم وقلة العلماء، وندرة الكتب هي من تجعل المسلم متشددا، أو بمعنى أوضح على غير علم بدينه القائم على التيسير والوسطية في كل شيء.
وعندنا في روسيا نحاول سد الثغرة في هذا الأمر، فالمساجد مفتوحة، ومحاولاتنا مستمرة في توعية المسلمين.
انطلاقا من التشدد الذي تحدثت فضيلتك عنه، تعلم أن "داعش" تنظيم محظور في روسيا.. فهل لكم جهود في توعية المسلمين من خطورة التطرف والإرهاب على المجتمعات؟
نعم.. لدينا برامج وندوات ومؤتمرات مهمة في هذا الشأن، وقد انتهينا مؤخرا من مؤتمر تضمن دورة توعوية عن خطورة التطرف والإرهاب.
وقد أصدرنا أكثر من 50 كتابا عن خطورة التطرف والإرهاب، في محاولة منا للإسهام في توعية المواطنين ضد خطورة هذا الفكر المتطرف.
وفي خطب الجمع نحاول أن نفند أفكار الإرهابيين، ونتناولها لتوعية الناس بها، وتحذيرهم منها، لدرجة أن كثيرين يأتون إلينا عقب الخطب ليوجهوا الشكر لنا على ما أضفناه إليهم من معلومات غيرت نظرتهم عن تلك التنظيمات.