طباعة
sada-elarab.com/189561
** إشارة البداية :
يبقى الأثر هو الدليل على من عاش او عبر ذات يوم بمكان احتواه او تفاعل مع بيئته و أسلوب حياة اهله في حقبة من حقب الزمان أما صيانة الأثر ذاته والحفاظ عليه من تقلبات الأجواء وعوامل الفناء فهي الأمانة الكبرى التي يجب ان تحملها أجيال الحاضر قبل ان تسلم راية الأمانة إلى أجيال المستقبل لتبقى سلسلة التاريخ أكثر ترابطا وابعد تأثيرا واثرا.
وها هي الاشارة الكبرى تضيء اخيرا في مبادرة تحمل دعوة مخلصة إلى صون معالم الحضارة تنطلق من قلب منطقة بالعراقة شهيرة وجديرة هي إمارة الفجيرة في دولة الامارات العربية المتحدة شرق الوطن العربي الكبير حاملة لكل أقطاره من الخليج إلى المحيط ذلك الحرص الكبير على الاعتزاز بكل ما تركه الأجداد من مبان أصبحت بمرور الزمن تاريخية باعتبارها تمثل بصمات معمارية في رحلة الإنسانية.
وتأتي هذه السطور لتكون تحية واجبة بل هي حق مكتسب لأصحاب فكرة رائدة تحولت إلى مؤتمر علمي كبير تستضيفه إمارة واعدة تعيش أبهى عصور الحداثة دون ان تنسى جذور الاصالة التي صنعها الأجداد القدامى.
وها نحن على مشارف يوم الافتتاح لمؤتمر المباني التاريخية الذي تنظمه لاول مرة عربيا هيئة الفجيرة للسياحة والآثار بمشاركة خبراء في الحفاظ على التراث المادي ينتمون الى 16دولة عربية سوف يركزون جميعا على أساليب وطرق الترميم لكل مبنى أثري في مواقع التاريخ القديم على امتداد الوطن العربي الكبير الزاخر بالتراث الحضاري على امتداد العصور والأزمان.
أن هذا المؤتمر. المتفرد في مجاله هو انعكاس مباشر لأهمية الحفاظ على تلك المعالم والمواقع التي تعد حلقة من حلقات السلسلة التاريخية لأي مكان توطنت فيه الجموع البشرية كما انه مؤشر لحركة التحولات المجتمعية التي تؤسس بدورها لاستشراف المستقبل كي تكون له بالتالي إضافات إيجابية على خارطة المعالم التاريخية التي يتم استثمارها في تعزيز الخرائط والاجندات في القطاع السياحي الذي يعد بدوره رهانا مستقبليا على الازدهار الاقتصادي وعلى استدامةالتنمية في كل القطاعات.
ومن هنا تكمن أهمية الأثر المعماري القديم في الحاضر المقيم والمستقبل المستديم لكل من أراد ان يترك بصمته في سجل الابداع الإنساني ولنا في "برج خليفة" في امارة دبي خير وثيقة على ما يمكن صنعه معماريا في الحاضر ليكون موضع فخر للمستقبل .