طباعة
sada-elarab.com/91660
دائماً ما كانت تقاليد ديننا ومجتمعنا تحرص على مراعاة خصوصية المرأة وهذا أمر مفروغ منه ولا يقبل النقاش أو الجدل فيه، لكن رسالة وصلتني من إحدى المعلمات تشكو من التعرض لخصوصية مدارس البنات وبخاصة التي يكون تواجد الرجال فيها أمر غير وارد.
فقد سردت المعلمة في رسالتها ما يحدث من مفتشي هيئة جودة التعليم والتدريب، عند زيارتهم لمدارس البنات، حيث لا يمكن لأحد أن يعترض طريقهم فيقومون بالتفتيش والاطلاع على كافة أنشطة المدرسة بالتفاصيل وكذلك زيارة الفصول والمكاتب، وهو أمر لا يعترض عليه أحد أبداً، فهذا عملهم ويحترمه الجميع ويتفهم العاملين في كافة المدارس طبيعة هذا العمل.. ولكن.
ما تتحسس منه المعلمات في مدارس البنات، هو أن يأتي إليهن مفتش رجل ليبدأ في الدخول والخروج إلى كافة المكاتب والفصول الدراسية دون التريث والتحوط من الوضع الذي تكون عليه المعلمات مع تلميذاتهن عادة أو في مكاتبهن والأريحية في العمل التي تتطلب في بعض الأحيان منهن التحرر من التحفظ والالتزامات التي يتطلبها الظهور في العلن، ولهن علينا الحق في ذلك بأن نحفظ تلك الخصوصية ولا ننتقص منها أو نخترقها.
وتشير المعلمة صاحبة الرسالة إلى وجود عناصر نسائية ضمن موظفي ومفتشي هيئة جودة التعليم والتدريب، لكن لا يحضرن دائماً وتتفاجأ المعلمات في المدرسة بوجود رجال يتجولون في المدرسة والصفوف ومكاتب المدرسات بحجة التقييم ودون سابق إنذار أو تحذير حتى.
نحن على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم وهيئة جودة التعليم والتدريب لن ترضى بأن تتردد مثل هذه الشكاوى، لأنها بالتأكيد نتيجة خطأ غير مقصود، أو لربما لعدم وجود عناصر نسائية في بعض الزيارات التفتيشية، ولذلك أناشد الرئيس التنفيذي لهيئة جودة التعليم والتدريب، بالنظر في الشكوى، والتي تخشى صاحبتها من أن تصرح بموقعها أو تفصح عن شخصيتها.
ولقد كانت الشكوى فرصة بالنسبة لي للاطلاع على آخر مستجدات هيئة جودة التعليم والتدريب عبر موقعهم والذي أظهر تقارير دورية كان آخرها مراجعة أداء 27 مدرسة حكومية، و 19 زيارة للمتابعة، ونتائج 6 مدارس خاصة، وزيارة واحدة للمتابعة، ومراجعة أداء 10 مؤسسات للتدريب المهني، وزيارة للمتابعة، ونتائج زيارتين تابعيتين لبرنامجين أكاديميين، بالإضافة إلى إدراج مؤسسة تدريب مهني، وتسكين 3 مؤهلات، وإسناد مؤهلين أجانبيين على الإطار الوطني للمؤهلات بما يظهر وضع التعليم والتدريب في البحرين بكل دقة وشفافية ونزاهة.
جهود الهيئة يثمنها الجميع لأنها تبني وتؤسس لمستقبل مملكتنا الغالية بوضع أفضل معايير التعليم والتدريب، وهو ما تسعى إليه كافة الحكومات في الدول المتحضرة، وهو أيضا المسار الأبرز في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله ورعاه، فتجربة البحرين التعليمية جعلتها مثالا رائدا يحتذى به في دول العالم، بشأن قياس جودة أداء المخرجــات التعليميــة والاستفــادة مــن أفضــل الممارسات الإقليمية والدولية.