طباعة
sada-elarab.com/76320
لو أردنا حصر الصفات النبيلة في صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، لما وجدنا المساحة الكافية لسردها كاملة والتعريف عنها بتفاصيلها التي تظهر مع كل موقف ولفتة ومناسبة، ومازلنا نكتشف الكثير من تلك الصفات في كل يوم يمر علينا تحت قيادته الحكيمة لمملكتنا الغالية.
ولا أجد في تلك الأخلاق الكريمة غرابة أو تكلف، فهي كما عهدناها من الصفات الوراثية الحميدة لوالده المغفور له بإذن الله تعالى الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، الذي كان والدا للجميع، صغارا قبل الكبار، وكان قصره العامر مفتوحا للعامة أجانب كانوا أم أبناء الوطن، فورث جلالته حفظه الله ورعاه، تلك الصفات وزاد عليها من كرم أخلاقه ما جعله ملكا يتربع في قلب كل بحريني قبل الجلوس على كرسي العرش.
ولعل أهم ما يجعل ملك البلاد محبوبا لدى شعبه هو إرساء العدل والعدالة والمساواة بمفهومها الواسع لتشمل كافة مناحي الحياة، فيتمكن كل ذي حق من استعادة حقه وفق القانون والدستور، ولا يضار إنسان في أرض الخلود بحرينيا كان أو وافدا أو زائرا، وهو ما لم اخترعه بل شهدت به أحدث استطلاعات الرأي للوافدين حول العالم، والذين وضعوا البحرين على رأس البلاد الأفضل للعيش فيه بكرامة، والأعلى مرتبة في حفظ الحقوق للجميع بغض النظر عن الجنس والدين والطائفة.
وللملوك منذ فجر التاريخ قواعد في المثول بين أيديهم في كافة المناسبات، وهو ما أوردته كافة الكتب المتخصصة في البروتوكول، فعلى سبيل المثال، عند مقابلة ملكة بريطانيا ينحني الحاضرون، وخاصة عند الوقوف المباشر أمام الملكة، والغريب في البروتوكول الملكي البريطاني أيضا هو عدم لمس الملكة ولو حتى بالإشارة إليها، ولا يجب المبادرة بالسلام عليها والانتظار حتى تبادر هي بمد يدها، كما يمنع على الضيف التطرق للموضوعات الشخصية أو السياسية والانتظار حتى تحدد هي موضوع الحديث، وعند مغادرتها يجب الانحناء والانتظار حتى تخرج من القاعة.
ويقال إن البروتوكول مصطلح مشتق من كلمة بروتوكولان الإغريقية وتعني الغراء الأول، وقد أتى هذا المصلح من فعل لصق ورقة على الجزء الأمامي من وثيقة مختومة للحفاظ عليها، فيما ذكرت مصادر أخرى أن معنى الكلمة اللاتيني هو «القاعدة العامة»، ثم استنبط الاتيكيت كأسلوب لتفصيل وشرح البروتوكول وفروعه، واشتقت كلمة اتيكيت من اللغة الفرنسية، وتعني في الأصل البطاقة التي تلصق على طرد أو منتج للتعريف بالمحتوى، واستعملت للدلالة على البطاقات التي كانت توزع على المدعوين إلى القصور الملكية الفرنسية للتقيد بالتعليمات والسلوك القويم في حضرة الملك.
لكن مليكنا ولله الحمد وضع بروتوكولًا حديثًا وفريدًا من نوعه، مختلطًا بين عظمة الملوك وحكمة وتواضع آل خليفة الكرام، فشمل بهذين الجناحين كل من حظي بشرف لقائه، ولا أجد مثالا على ذلك أقرب مما حدث بمناسبة الاحتفالات بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس جلالته رعاه الله، فقد حرص مليكنا المعظم على أن يتجول بين الحاضرين ويسلم عليهم جميعا دون تمييز أو اتباع برتوكلات محددة في السلام، فمنهم من قبل كتف جلالته ومنهم من قبل يده، وآخرون انحنوا احتراما وغيرهم اكتفى بالسلام باليد، فتنوعت أشكال البروتوكول البحريني لتشمل كافة الحركات البروتوكولية العالمية ممزوجة بالبهجة والفرح والتقدير والاحترام للمقام السامي، وكذلك ممزوجة بعبق تاريخنا العظيم مع حكامنا.
ولعل الأمر الأكثر تميزا في ثقافتنا البحرينية هو ما جسده جلالة الملك عند السلام على الحضور، حيث كان يسلم على كل شخص ويناديه باسمه، ليؤكد أنه الأقرب إلى أعماق القلوب البحرينية والعارف بعوائلها وأبنائها، وهي لفتة بروتوكولية أيضا تحمل سمة بحرينية خاصة لا تجدها في المجتمعات الأخرى.
حفظ الله لنا مليكنا وجعل لقاءه عيدنا وكل عام وانتم بخير ومملكتنا الغالية في أمن وأمان.