طباعة
sada-elarab.com/758320
مع التحضيرات لشهر رمضان المعظم لهذا العام ، بدأ سوق السيارات المصرى فى سباق محموم لتقديم حسومات سعرية على العديد من طرازات السيارات المطروحة للبيع – وبخاصة للفئات التى لا يزيد سعرها عن 2,5 مليون جنيه – حيث تراوحت التخيضات بين 50 ألف جنيه ووصولاً إلى ما يقرب من 250 ألف جنيه ، الأمر الذى يعد (فى المطلق) ظاهرة إيجابية لتحريك السوق ، ولكنه قد أعطى بنفس الوقت العديد من المؤشرات .. كما خلق العديد من التساؤلات بنفس الوقت، والتى كان من أبرزها:
· هل هذه الحسومات السعرية المقدمة من العديد من الشركات حقيقية ولا تخفى مفاجآت للمشترين عند التنفيذ؟
· وإذا كانت هذه الحسومات السعرية حقيقية ، فما هى أسباب عرضها الآن ؟ هل هى خصماً من صافى أرباح تلك الطرازات ؟ أم أنها تعديل لأسعار السيارات التى كانت محملة بما يعرف بـ (Over Price) لما يتخطى هوامش ربحيتها الحقيقة ؟ أم أنها تصفية لطرازات راكدة ويخشى أن لا تباع مع ورود الطرازات الأحدث؟
· وهل تعد هذه الحسومات السعرية نتيجة لفترة "الركود التضخمى" التى شهدها القطاع خلال العامين والنصف المنصرمين ؟ أم أنها محاولة لتقليد أسواق الخليج بما يقدمونه من عروض سعرية غير مسبوقة خلال شهر رمضان من كل عام؟
· أم أن ما حدث من تخفيضات خلال هذه الفترة يعد رد فعلى إستباقى لبدء تشبع السوق بالسيارت وعلى رأسها المجمعة محلياً سواء سابقاً ، أو مؤخراً ، أو القادمة فى الطريق؟
على الجانب الآخر ، وبحسب تعليق بعض التجار بالسوق .. فلم تؤت هذه الخصومات نتائجها بشكل مباشر مع تنفيذ عمليات شراء فعلية ، ولكنها بالأغلب خلقت حركة إهتمام (فقط) من العملاء إنتظاراً لمرحلة تنفيذ عمليات شراء فعلية.
ووجهة نظرى البسيطة فى هذا الأمر – ومع الأخذ بالإعتبار لما مر به سوق السيارات من تقلبات سعرية كبيرة بعد قرار مارس 2022 الشهير – وما ترتب عليه من أسعار مبالغ فيها للسيارات من جانب وعدد من التعويمات للجنيه المصرى أمام العملات الحرة من جانب آخر.. وهو الأمر الذى قد يخلق حالة من عدم الإطمئنان لدى المشترين والتى قد تصل إلى الإحساس بعدم الأمان والمصداقية لما هو قادم .. فقد كان من الأجدر أن تقدم تلك الحسومات السعرية فى شكل عروض على الصيانة وقطع الغيار – ولكن بشكل محترم – أو عقود إمتداد للضمان على السيارات ، أو حتى كعروض سعرية على عمليات إستبدال طرازات قديمة بأخرى أحدث ، وغيرها من العروض الإضافية.
العديد والعديد من التساؤلات تطرح نفسها إنعكاساً على أمر لم يعتاده السوق لعدة سنوات ، وحتى فى أسوأها عندما مر السوق بحملة (خليها تصدى) منذ عدة سنوات .. وهو الأمر الذى من المؤكد لا نتمناه بأى شكل من الأشكال لهذا السوق الكبير الذى يعد بدوره أحد أهم القاطرات الإقتصادية بالإقتصاد المصرى.