طباعة
sada-elarab.com/735252
ودعت سلطنة عمان مساء الأحد، المستشار عبد العزيز بن محمد الرواس، وزير الاعلام العماني الأسبق والمستشار الثقافي للمغفور له السلطان قابوس بن سعيد، عن عمر يناهز 79 عاما.، بعد رحلة عامرة بالعطاء والإنجازات ومسيرة حافلة بالعمل الوطني المخلص في خدمة بلاده
وهنا فإن الذاكرة تعود بي حتما وبشكل تلقائي، إلى المرة الأولى التي زرت فيها السلطنة الشقيقة في آواخر السبعينات، وزيارتي المتعددة لها ، وفي المسافة بينهما يمر بذهني شريط طويل وجميل أيضا من الذكريات الحافلة بصور مشرقة واللقاءات الكثيرة التي كانت تجمعني مع المغفور له المستشار عبد العزيز بن محمد الرواس سواء عندما كان وزيرا للاعلام اوالمستشار الثقافي للمغفور له السلطان قابوس بن سعيد وكان أخرها عندما دعاني إلى حفل عشاء بمطعم فى الاوبرا السلطانية في حفاوة وكرم ضيافة وهذا ليس بغريب عليه ولا على الأشقاء في سلطنة عمان .
و كانت تجمعنا أحاديث طويلة عن النهضة الشاملة التي تنتهجها السلطنة في كل المجالات وما حققته السلطنة من منجزات عديدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مما ساهم في أن تتبوأ السلطنة مكانة رفيعة في العالم .
وعند الحديث عن العلاقات الكويتية ـ العمانية كان المغفور له المستشار عبد العزيز بن محمد الرواس يؤكد أنها نموذج للعلاقات الأخوية الطيبة والمتميزة التي ترسخت على مدى عقود طويلة ، وان الكويت حققت الكثير من الانجازات وخطت خطوات متقدمة في جميع الميادين خاصة المجالات محققة قفزة نوعية نقلتها الى رحاب المدنية الحديثة.
وقد شهدت فترة تولي المغفور له المستشار عبد العزيز بن محمد الرواس وزارة الإعلام في سلطنة عمان العديد من الانجازات من بينها إنشاء دار جريدة عمان للصحافة وتأسيس دار للصحافة تحت إشراف وزارة الإعلام في عام 1980، وتأسيس الهيئة العمانية للإنتاج الفني التليفزيوني هيئة متخصصة في الإنتاج الفني التليفزيوني بين عامي 1983 و1997، وإصدار قانون ينظم المطبوعات والنشر في عام 1984، وتأسيس وكالة الأنباء العمانية في عام 1986 كمصدر رسمي للأخبار المحلية والعالمية.
وتأسيس نادي الصحافة، كمؤسسة تهدف إلى دعم الصحفيين وتطوير العمل الصحفي في السلطنة، وتأسيس مؤسسة عمان للصحافة والأنباء والنشر والإعلان عام 1997 لتكون الجهة المشرفة على الصحافة والنشر.
وتقديرا لجهود المغفور له المستشار عبد العزيز بن محمد الرواس فقد حصل على الدكتوراه الفخرية من اتحاد المؤرخين العرب تقديرًا لجهوده وإسهاماته، بعد تلقيه دورات تدريبية مكثفة في مجال الإعلام والاتصال الجماهيري.
كما كانت انجازاته واضحة عندما عُيِّن المستشار عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشارًا للمغفور له السلطان قابوس للشؤون الثقافية، حيث أشرف على العديد من المشاريع الثقافية الكبرى، وقاد جهودًا كبيرة للحفاظ على التراث العماني بصفته رئيسًا للجنة الوطنية للحفاظ على الآثار في ظفار، وتمكن من إدراج العديد من المواقع التراثية ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي، كما قام بتنفيذ أعمال تطوير مهمة في مواقع تاريخية وتراثية في مختلف المحافظات .
ورغم تقاعد المغفور له المستشار عبد العزيز بن محمد الرواس في 1 أبريل 2020، الا أن رحلة عطائه لم تتوقف إلى أخر يوم في حياته تاركًا وراءه مسيرة عظيمة من و العطاء والتفاني في خدمة وطنه.
رحم الله المستشار عبد العزيز بن محمد الرواس ، وأنزل عليه سحائب رحماته وبرد عفوه. سائلين المولى عز وجل أن يتغمد المغفور له بإذن الله بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ، وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان..
إنا لله وإنا إليه راجعون