طباعة
sada-elarab.com/734880
سنوات عاشها طلاب الثانوية العامة من التخبط والإزدواجية فى التقييم واختلال المعايير ، سنوات عديدة من التجهيل والتهويل بل من القهر النفسى و التعليمى
سنوات عديدة من التجارب ، تصيب مرة وتخيب مرات ،والضحية كانت دائما ابنائنا الطلاب .
حتى أصبح البيت الذى يحوى بين جدرانة طالب ثانوية عامه بيتا للرعب والخوف والترقب وكأنة تحت سقفه قنبلة موقوتة
بداية من الدروس الخصوصية التى تبدأ فى نزيف موارد الأسرة المالية بلا رحمة ولا هوادة ، حتى أصبحت تلك الدروس تجارة رابحة تدر ملايين الجنيهات على أصحاب السناتر التعليمية ومدرسين الصدفة والفهلوة، ولكم أن تتخيلوا حجم ما يتحصل عليه هؤلاء من أموال ،ان أحدهم أهدى أحد طلابه المتفوقين هذا العام سيارة فارهة تقدر بالمليون والنصف .
ونهاية بأسئلة الامتحانات التى دائما ما تحتوى على اسئلة تعجيزية بل إن هذا العام جاءت اسئله بعض المواد مضحكة ومخجله فى نفس الوقت حتى أن خبراء المواد أنفسهم حاروا فى الإجابة عليها ، هذا بالإضافة إلى بعض الأسئله التى تحتمل أكثر من إجابة والكثير من المسالب التى دائما لا تخلوا منها امتحانات الثانوية العامة
من تثريب الأسئلة تارة ، وتارة أخرى من عمليات الغش الجماعى سواء بواسطه مايعرف "بالسماعات " او مايعرف بلجان اولاد الأكابر
وغيرها من الخروقات والحيل التى تفاجئنا كل عام ، ناهيك عن الأخطاء ف التصحيح وحصر الدرجات والأمثلة على ذلك عديده وكم شاهدنا طلاب من المتفوقين على مدار أعوام الدراسة وكانت نتائجهم فى الثانوية العامة مخيبة لأمالهم من قمة التفوق لقمة التدنى فى الدرجات لدرجة حصول العديد منهم لدرجة" صفر " حتى أصبح هذا الأمر ظاهرة نشاهدها كل عام .
لكن جاء الوزير الحالى ليعلن عن نفسة ويثبت أن هناك فرق بين من مارس العمل التعليمى عن خبرة ومن نزل فوق سطح الوزارة " ببراشوط "
هذا الوزير الذى عايش معاناة الطلاب وأسرهم
جاء ليخفف عنهم هم الحشو فى المناهج والمقررات ، جاء هذا الوزير ليقول كفى لبعبع الثانوية العامة ، وان كنا ننتظر منه المزيد من التطوير والتحديث ف المناهج حتى تصبح تلك المناهج أكثر عملية وإفادة بدلا من كونها مناهج صماء روتينية بعيدة عن الواقع وما شمله من تطور وحداثة متلاحقة
ورغم أننى كنت من اوائل المهاجمين للوزير الحالى لما ثار من لغط حول مؤلاته العلمية ، إلا أننى الأن ايقنت حقا أن التعليم " فى الرأس مش ف الكراس "
وما اثار إعجابى وتقديرى لهذ الوزير هو جراءته فى تعديل نتيجة القسم العلمى حينما وجد خطأ استوجب التعديل لم يتوانى لحظة واحده ولم يرهبه نقد ولم يخشى ممن يتصيد له الأخطاء ، فحاز على احترام الجميع ليفاجئنا أيضا بإصدار قراره بتعديل مناهج الثانوية العامة بما يصب فى مصلحة العملية التعليمية زاتها قبل مصلحة الطالب .
ولكن يبق لنا كلمة وبعض التساؤلات التى تفرض نفسها ومنها
هل هذا التعديل سيسرى على الطلاب الراسبين هذا العام ،،؟ وأن كان كذلك فما موقف الطالب الراسب فى بعض المواد وناجح فى اللغة الأجنبية الاولى والتى تعدل مجموعها من 50 درجة لتصبح 60 درجه إذن اصبح هناك عشرة درجات فرق ستضاف للمجموع الكلى لم تكن فى المجموع الكلى الذى امتحن على أساسه فى السنة الماضية ، فهل ستضاف ال عشرة درجات بشكل تلقائى الى مجموعه فى العام القادم ؟
وماذا عن الطالب الذى رسب فى ثلاثة مواد منهم مادة الجيولوجيا هل مع إلغاء هذه المادة يصبح الطالب ناجحا ويدخل الدور الثانى لهذا العام ؟
وماذا عن الطالب الذى حصل هذا العام على درجات عالية فى مادة الفرنساوى التى تم إلغاؤها
ورسب فى بعض المواد واعاد السنة هل سيخصم منه درجات تلك الماده العام القادم ام ماذا ،،؟
ونفس الاسئلة تنطبق على باقى اقسام الثانوية العامة
وهناك العديد من التساؤلات التى تحتاج إلى توضيح لم يبينها قرار معالى الوزير ونريد من سيادتة الإجابة عليها وتوضيحها .
واخيرا لا يسعنا فى هذا المقام الا الثناء على قرارات سيادتة ونشد على يديه ونريد من سيادته مزيدا من التطوير والتحديث لينير للثانوية العامة الطريق لتبصر من جديد .