منذ عدة أسابيع طالعتنا صفحات التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الإعلامية، وامتلأت شوارعنا ضجيجا، إثر قيام أحد المطربين بصفع أحد المعجبين على وجهه الكريم لقيام الأخير بمحاولة التقاط صورة "سيلفى" مع سيادته، وقامت الدنيا ولم تقعد وهاج الإعلام وماجت صفحات "الميديا"، وخرج علينا المحللون والمبررون، وانشق المجتمع مابين مؤيد للمطرب وبين مشفق على المصفوع، والبعض حاول جر الموضوع لصعايدة وبحاروة، وراح صناع "التريند" يسكبون الزيت على النار لإشعال "الريتش" وزيادة المشاهدات، ولم يخل الأمر من ظهور بعض محامين "اللقطة"، ليعلنوا التضامن مع المصفوع والمطالبة بتعويض مليارات الجنيهات، ووالد الضحية يتوعد المطرب "ويتشحتف" على "ضناه"، الذى لم يذق طعاما منذ الصفعة المدينة.
والسؤال الذى يطرح نفسه،
من أهان من؟!، مطرب يغنى للبهوات فى أحد الحفلات صعد إليه أحد المتطفلين للتصوير معه للتفاخر والتباهى بين أقرانه فتلقى الصفعة المباغته دون رد، فهل يجدى البكاء على اللبن المسكوب؟.
وانشغلنا بالصافع والمصفوع لعدة أيام ، وما إن بدأ الحدث الجلل يتلاشى إلا وقد ظهر حدث أجل منه وهو قيام أحد الشباب بمبادلة "نمبر وان" الصفعة بالصفعة ليعلن هذا الشاب نهاية أسطورة جعفر العمدة، وأن الحكاية ليست عضلات وإنما قلب جسور وردة فعل حاضرة ماطرة، وما أن تجرأ "نمبر ون"، على صفع الشاب إلا وبادله الأخير بهجمة مرتدة افقدت جعفر العمدة توازنه لعدة دقائق.
وكالعادة وجد صناع "الميديا" و"الترند" ضالتهم فى ذلك الحدث لكن من سوء حظ شاب مراسيا الجرئ أنه لم ينل شهرة المصفوع الأول، لإنشغال الميديا "بجرح تانى"، وكعادة معارك حسام وشيرين الطاحنة عادة ما تنتهى بإصابات وجروح وكدمات ومحاضر شرطة وتبادل الاتهامات ثم صلح وزواج بمباركة كبار الإعلاميين.
وهكذا تواصل صفحات التواصل الاجتماعى طغيانها علينا وممارسة دور الإلهاء ببراعة، وكأن مشاكلنا وجل همنا أصبح متابعة صناع "الترند"، ومشاهدة حواراتهم "الحمضانة"، والحمد لله أصبحت حياتنا كلها "فواتح" يا أم سجدة.