الكويت ومصر.. علاقات تاريخية متجذرة ومواقف راسخة

تأتي  زيارة دولة  التي يقوم بها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى مصر والتي يلتقي خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تتويجا لعلاقات تاريخية وثيقة ومتجذرة و تأكيدا للعلاقات الأخوية الوطيدة بين الشعبين الشقيقين على مدار عقود طويلة ، وما تستندان إليه من أسس متينة لأواصر التاريخ المشترك.

ان زيارة سمو أمير البلاد «من شأنها أن تعطي دفعة للعلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتنموي والأمني ، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، ونقلها إلى آفاق أرحب لتغطي مجالات أوسع» في ظل القيادة الرشيدة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

كما أنها تكتسب أهمية خاصة فى ظل التحديات العديدة والمخاطر التي تحيط بالمنطقة وتستلزم المزيد من التنسيق والتشاور سعيا وراء الخروج برؤية مشتركة تسهم في بلورة موقف موحد لمواجهة هذه التحديات والمخاطر .

ان ما بين الكويت وجمهورية مصر العربية  من علاقات ووشائج، هو أكبر من كل الكلمات، وأكثر سعة ورحابة من كل الأوصاف ، و الحديث عن العلاقات الكويتية المصرية لا يحتاج إلى مناسبة أو توقيت، فهي دائما حاضرة في القلب والعقل ، تلك العلاقات الأخوية الراسخة والتي امتزجت من دماء الشهداء المبذولة من كلا البلدين خلال الأزمات والحروب .

شهدت العلاقات الكويتية – المصرية  والتي تتميز بالخصوصية محطات مواقف مهمة ستبقى محفورة في سجل التاريخ وذاكرة الشعبين الشقيقين ،  فقد نددت الكويت بالعدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 ، وفي 8 سبتمبر 1958 افتتح الرئيس جمال عبد الناصر مبنى بيت الكويت في القاهرة والمخصص للطلبة الكويتيين الدارسين بحضور رئيس دائرة المعارف آنذاك المغفور له  الشيخ عبد الله الجابر الصباح و المغفور له  الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح .

وحين استقلت الكويت، في عام 1961، أرسل الرئيس جمال عبد الناصر برقية إلى أمير دولة الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح، كما رفضت مصر تهديدات الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم لضم الكويت، وأصدر الرئيس جمال عبد الناصر بيانًا وقال كلمته الشهيرة “مصر ترفض منطق الضمّ”، وأيدت مصر في جامعة الدول العربية استدعاء الكويت حينها لقوات بريطانية بل وشاركت في القوات العربية التي تجمعت وقتها للدفاع عن الكويت .

وشاركت دولة الكويت في حرب 67 وحرب أكتوبر 1973 من خلال لواء اليرموك الذى كان يعادل ثلث حجم جيش الكويت، كانت مصر إحدى دول التحالف الدولي التي ساهمت في تحرير الكويت عام 1991 وكان لها دور فعال في عودة السيادة الكويتية على كامل أراضيها.

وفي ثورة 30 يونيو 2013 وقفت الكويت وأيدت إرادة الشعب المصري وقدمت دولة الكويت حزمة مساعدات اقتصادية لمصر على مرحلتين بقيمة 8 مليارات دولار، وأكدت وقوفها مع مصر في كل ما يصون المصالح المصرية، ويحفظ حقوقها.

وتحضر الاستثمارات الكويتية بقوة في كثير من القطاعات المصرية حيث تسهم الحكومة والقطاع الخاص الكويتيان بشكل فاعل في تنمية وتطوير عجلة الاقتصاد المصري فيما تعد الكويت ثالث أكبر شريك تجاري عربي بعد السعودية والإمارات باستثمارات تبلغ نحو 20 مليار دولار ورابع شريك تجاري عالمي بين الدول المستثمرة. وتتوزع الاستثمارات الكويتية على كثير من المحافظات والمناطق المصرية لاسيما القاهرة والإسكندرية ومحافظات الدلتا والصعيد وتتنوع لتغطي كل الأنشطة الاقتصادية والمالية.

ولا ننسى الدور التنموي الكبير والذي يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في دعم مشاريع التنمية في مصر في ضوء ما تقوم به مصر من فتح أبوابها أمام الاستثمارات العربية والأجنبية بصفة عامة والكويتية بصفة خاصة في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الحكومة المصرية لتحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية.

ولا يفوتني الاشادة بالرئيس السيسي  وحرصه في عديد من المحافل الدولية والإقليمية التأكيد على أن أمن الكويت والخليج مسألة مهمة لمصر ومرتبطة بشكل مباشر بالأمن القومي لمصر.

اننى على يقين أن مصر في عهد الرئيس السيسي ستبقى موصولة بقوة بأشقائها في الخليج والمنطقة العربية كلها، وأنها ستواصل القيام بدورها الرائد تجاه إخوانها.

وأن ما تشهده مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي من طفرة تنموية ونهضة حضارية غير مسبوقة يبعث على الفخر والاعتزاز، ويفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي المشترك بين دولة الكويت وجمهورية مصر العربية الشقيقة.

أحمد اسماعيل بهبهاني