عربي وعالمي
البيان التمهيدي لبعثة الجامعة العربيـة لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية
الخميس 14/ديسمبر/2023 - 12:48 م
طباعة
sada-elarab.com/709378
في إطار حرص جامعة الدول العربية على دعم مسيرة الديمقراطية والحكم الرشيد في جمهورية مصر العربية، وتلبيةً للدعوة التي تلقاها معالي السيد/ أحمد أبو الغيط،الأمين العام لجامعة الدول العربية من معالي المستشار/ حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، وجه معالي الأمين العام بتشكيل بعثة لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية برئاسة السفير/ خليل إبراهيم الذوادي، الأمين العام المساعد، وعضوية مجموعة من المتابعين ذوي الخبرة من موظفي الأمانة العامة ينتمون إلى 12 جنسية عربية هي: مملكة البحرين، الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية، جمهورية جيبوتي، المملكة العربية السعودية، جمهورية العراق، سلطنة عمان،
جمهورية جزر القمر، دولة الكويت، الجمهورية اللبنانية، دولة ليبيا، المملكة المغربية.
هدفت البعثة إلى متابعة مجريات كافة مراحل العملية الانتخابية واستندت خلال أداء مهمتها على ما يلي:
1. الإطار القانوني المنظم للعملية الانتخابية والمتمثل في دستور جمهورية مصر العربية وكافة القوانين ذات العلاقة بالانتخابات والقرارات التي أصدرتها الهيئة الوطنية للانتخابات.
2. إعلان مبادئ المراقبة الدولية للانتخابات الذي ينظم عمل البعثة والتزامها.
3. وثيقة التطوير والتحديث والإصلاح التي اعتمدتها جامعة الدول العربية في قمة تونس عام 2004 بالإضافة إلى الميثاق العربي لحقوق الإنسان.
4. مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع الهيئة الوطنية للانتخابات.
ملاحظات البعثة حول مجريات المراحل المختلفة للعملية الانتخابية
أولاً: الإطار القانوني
جاء الإطار القانوني المنظم للعملية الانتخابية متوافقاً إجمالاً مع الالتزامات الانتخابية الدولية الواردة في المعاهدات الدولية التي اعتمدتها جمهورية مصر العربية، وشكّل أساساً كافياً يرتكز عليه لإجراء انتخابات صحيحة. تضمن الإطار القانوني كل من دستور جمهورية مصر العربية والقوانين ذات العلاقة بالعملية الانتخابية والقرارات التي أصدرتها الهيئة الوطنية للانتخابات. لم يطرأ على الإطار القانوني أي تغيير يذكر مقارنةً بالانتخابات الرئاسية السابقة عام 2018.
ثانياً: الهيئة الوطنية للانتخابات
اكتسبت الهيئة الوطنية للانتخابات خبرة متراكمة من خلال تنظيمها العديد من الاستحقاقات الانتخابية منذ إنشائها. وقامت الهيئة بالتحضير والإعداد للحدث الانتخابي الذي خططت له عبر تصميم الجدول الزمني بطريقة محكمة حيث أعطت كل مرحلة من مراحل العملية الانتخابية الفترة الكافية لها. وتيسيراً منها على الناخبين، سمحت الهيئة بتغيير مراكز الاقتراع، كما جهزت للناخبين الوافدين من المحافظات المختلفة لجان انتخابية خاصة بهم تم توزيعها على مختلف المحافظات المصرية، الأمر الذي ساهم في تيسير ممارسة الناخب لحقه الانتخابي.
ثالثاً: تسجيل الناخبين
نص الدستور بوضوح على حق الاقتراع، وضمن القانون عملية التسجيل التلقائي لمن تتوفر فيهم شروط الناخب على قاعدة بيانات الناخبين التي تستمد بياناتها ومعلوماتها من قاعدة بيانات الرقم القومي التابعة لمصلحة الأحول المدنية. تضمن قيد الناخبين أكثر من 67 مليون ناخباً توزعوا على أكثر من 11600 لجنة فرعية على مستوى الجمهورية. حظي قيد الناخبين بشكل عام بثقة الناخبين وقد سمح القانون لمن بلغ 18 عاماً بالتصويت في الانتخابات في حال انطبقت عليه باقي شروط الناخب، وعليه، يتوافق سن الاقتراع في مصر مع متوسط سن الاقتراع العالمي.
رابعاً: توعية الناخبين
قام العديد من شركاء العملية الانتخابية بأنشطة لتوعية وتثقيف الناخبين، من ضمنها المجالس القومية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الانتخابات. وكان للهيئة الوطنية للانتخابات الدور الأبرز في عملية التوعية حيث بذلت جهوداً متميزة لإعلام الناخب بالطرق المختلفة للتعرف على لجنة الاقتراع الخاصة به ولتحفيزه على التصويت وعلى أهمية ممارسته لحقه الدستوري في اختيار من يمثله، وقد تميزت هذه الأنشطة التوعوية بشمولها لكافة فئات الشعب المصري. إلا أن التوعية بإجراءات الاقتراع لم تكن بنفس الزخم، وقد يرجع هذا الأمر إلى سهولة إجراءات الاقتراع الخاصة بالانتخابات الرئاسية.
خامساً: تسجيل المرشحين
جاءت الشروط القانونية للترشح في الانتخابات الرئاسية موضوعية ومنطقية، وقد امتدت فترة الترشح 10 أيام تم خلالها إيداع ملفات أربعة مرشحين وتم قبولها جميعاً، كما أنه لم يتم تقديم أي انسحابات أو اعتراضات من قبل المرشحين بحسب الهيئة. كان أغلب المرشحين رؤساءً لأحزاب سياسية وهو ما يؤشر على اهتمام الأحزاب السياسية المصرية بهذه الانتخابات وحرصها على المشاركة فيها.
سادساً: الدعاية الانتخابية
جرت فترة الدعاية الانتخابية التي امتدت إلى حوالي شهرفي بيئة هادئة وجو يسوده الاحترام بين المرشحين، وذلك منذ بدايتها وحتى الصمت الانتخابي، حيث كان متاحاً للمرشحين خلال هذه الفترة تنفيذ دعاياتهم الانتخابية والأنشطة المتصلة بها وتعريف الناخبين ببرامجهم الانتخابية من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل مثل التجمعات الجماهيرية والبرامج التلفزيونية واللوحات الإعلانية والمنشورات بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي. ولاحظت البعثة أنشطة الدعاية المكثفة وخاصة تلك المنفذة من قبل الأنصار والمؤيدين.
سابعاً: أيام الاقتراع
جرى نشر المتابعين في 6 محافظات داخل الجمهورية وهي: (القاهرة – الجيزة - الإسكندرية – بورسعيد - الإسماعيلية -الفيوم). زارت فرق البعثة خلال أيام الاقتراع 507 لجنة اقتراع متضمنة لجان للوافدين تواجدت في 356 مركز اقتراعفي المحافظات، حيث قام المتابعون خلال الأيام الثلاثة للاقتراع بملء الاستمارات الالكترونية وإرسالها إلى غرفة العمليات التي تلقتها على شكل رسوم بيانية وإحصائيات مئوية.
تتلخص ملاحظات البعثة فيما يلي:
1. إجراءات أيام الاقتراع
رصدت البعثة تواجد القضاة رؤساء لجان الاقتراع وأعضائهافي معظم اللجان التي تمت زيارتها طوال الأيام الثلاثة للاقتراع، كما لمست البعثة المهنية والحيادية والشفافية لديهمبالإضافة إلى تعاونهم مع المتابعين وإلمامهم الجيد بإجراءات أيام الاقتراع. وتشيد البعثة بالإشراف القضائي على العملية الانتخابية، الأمر الذي يعد ضمانةً هامةً لنزاهة العملية الانتخابية، كما تثني على التواجد الملحوظ للنساء كرئيسات أو عضوات في 85% من لجان الاقتراع التي زارتها البعثة، كما تشيد بما رصدته من تواجد ذوي الاحتياجات الخاصة للمرة الأولى ضمن موظفي لجان الاقتراع.
سجلت البعثة افتتاح معظم لجان الاقتراع التي زارتها في الوقت المحدد لها قانوناً وهو الساعة التاسعة صباحاً وذلك بحضور مندوبي المرشحين في بعضها، كما أغلقت أغلبيتها في الوقت المحدد مع تأخير في بعض الأحيان حرصاً من رئيس اللجنة على إدلاء الناخبين بأصواتهم داخل مراكز الاقتراع. وقد سجلت البعثة صحة وسلامة إجراءات الاقتراع في 99% من اللجان التي زارتها.
أما فيما يتعلق بعمليتي العد والفرز، لم يتمكن بعض المتابعين من متابعتها نظراً لعدم السماح لهم بذلك، إلا أن الفرق التي تمكنت من متابعتها أفادت بأن الإجراءات تمت في جو هادئ ومنظم وبكل شفافية بحضور مندوبي المرشحين أو المتابعين المحليين في 80% من اللجان التي تواجدت فيها البعثة، حيث تم الالتزام بالإجراءات القانونية وتم تعليق نسخة من النتيجة خارج معظم لجان الفرز التي زارتها البعثة، كما لم تسجل البعثة أي شكوى خلال عملية الفرز.
2. المواد الانتخابية
لاحظت البعثة سلامة وتوافر المواد الانتخابية الأساسية في لجان الاقتراع التي تواجدت فيها، كما أن بطاقة الاقتراع كانت واضحة وسهلة الفهم، وسمحت للناخب بالتعرف على المرشح المراد انتخابه بثلاث طرق، اسمه أو رمزه الانتخابيأو صورته، كما لاحظت البعثة استخدام بطاقة اقتراع برايل من قبل الناخبين المكفوفين في عدد من اللجان، الأمر الذي يدل على حرص الهيئة على وضوح الاختيارات في التصويت لمختلف الفئات من الناخبين.
بالإضافة إلى ذلك، ساعد حجم ورقة الاقتراع الصغير على سرية التصويت كما رصد متابعو البعثة وضع كابينة الاقتراعفي أغلب الأحيان بطريقة تسمح لرئيس اللجنة ملاحظة أي تصرف غير مألوف من قبل الناخب، حيث سجلت البعثة ضمان كابينة الاقتراع لسرية التصويت في 92% من اللجان التي تواجدت فيها. وقد ساهم الحبر الفوسفوري المستخدم إلى الحد من تكرار التصويت.
3. تأمين اللجان والمتابعون المحليون والدوليون ومندوبو المرشحين
رصدت البعثة تواجداً مكثفاً لقوات الأمن في محيط مراكز الاقتراع التي زارتها وذلك لتأمينها خلال أيام الاقتراع،بالإضافة إلى تأمين صناديق الاقتراع خلال فترات الإغلاق.وقد أتاحت قوات الأمن دخول فرق بعثة جامعة الدول العربية إلى مراكز الاقتراع في أغلب الأحيان.
بالإضافة إلى ذلك، رصد متابعو البعثة تواجداً ضعيفاً للمتابعين المحليين أو الدوليين في لجان الاقتراع التي زاروهاتمثل في 28%، مع تسجيل تواجد أكبر لمندوبي المرشحين وصل إلى أكثر من نصف اللجان التي تمت زيارتها.
4. الإقبال والصمت الانتخابي
كان المناخ الانتخابي متشابهاً في مختلف المناطق التي تواجدت فيها البعثة، وسجلت البعثة إقبالاً على مراكز الاقتراع منذ ساعات الصباح الأولى، وذلك في عدة مراكز زارتها على مدار الأيام الثلاثة، وخاصة من قبل المرأة المصرية وكبار السن الذين يحرصون في كل استحقاق انتخابي على ممارسة حقهم وتواجدهم في المشهد الانتخابي، كما رصدت البعثة مشاركة للشباب خلال الفترة المسائية من أيام الاقتراع وفي لجان الوافدين التي شهدت إقبالاً مكثفاً. وقد سجلت البعثة إقبالاً على لجان الاقتراع بين متوسط وكثيف في 76% من لجان الاقتراع التي زارتها.
رصد متابعو البعثة استمراراً لبعض مظاهر الدعاية الانتخابية خارج 17% من مراكز الاقتراع في المحافظات التي تواجدت فيها، والتي قد يكون سببها عدم الوعيالكافي بضوابط وقواعد فترة الصمت الانتخابي.
5. كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة
تشيد البعثة بالجهود الكبيرة التي قامت بها المجالس القومية ومحافظات مصر التي تواجدت فيها البعثة، حيث رصدت التسهيلات التي تم توفيرها لكبار السن وذوي الاحتياجاتالخاصة في المراكز التي زارها المتابعون،
...