الشارع السياسي
أبو الغيط: مطالبات للقادة العرب بضرورة إيجاد حلول للمشكلات العربية ووقف التدخلات الخارجية
الخميس 03/نوفمبر/2022 - 01:01 م
طباعة
sada-elarab.com/662295
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن هناك مطالبات من القادة العرب بضرورة أن تكون هناك حلول للمشكلات العربية وأن تتوقف الأطراف الخارجية عن التدخلات في الشأن الداخلي العربي،لافتا إلى أن البعد الاقتصادي في العمل العربي المشترك استحوذ على اهتمام أساسي في القمة العربية الحادية والثلاثين؛ وذلك بسبب وجود أزمات الطاقة والغذاء والمياه فضلا عن التغيرات المناخية التي لها تأثيرات على الأوطان العربية.
وقال أبو الغيط ، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في ختام أعمال القمة العربية الـ31 مساء اليوم /الأربعاء/، إن "حديث القادة العرب في القمة تناول ملامح للمطالبة بأن تكون هناك حلول عربية للمشكلات وأن تتوقف الأطراف الخارجية عن التدخلات في الشأن العربي"، مشيرا إلى أن قمة الجزائر من أكثر القمم العربية حضورا من حيث المستوى .
وأضاف إن 17 رئيسا ورئيس حكومة وأميرا ووليا للعهد من 21 دولة شاركوا في أعمال القمة العربية، والدول الأربع الباقية كان تمثيلهم رفيع المستوى، منوها إلى أن الجزائر وفرّت كل الظروف من أجل إنجاح القمة العربية سواء من حيث الترتيبات والتنظيم المتقن والمبادرات الموضوعية لإثراء أعمال القمة.
وتابع أبو الغيط :إن القمة شهدت حضورا قويا من العرب والأجانب الذين شاركوا الجزائر الاحتفال بمرور 68 عاما على الثورة الجزائرية، كما اتسمت القمة بقدر كبير جدا من التوافق بين القادة العرب بالإضافة إلى العمل الإلكتروني من خلال شاشات الكمبيوتر للمرة الأولى .
وأشار أبو الغيط إلى أن مداخلات القادة العرب أكدت الحاجة لأن يكون المجتمع العربي قادرًا على التفاعل مع العالم الخارجي في صورة كتلة عربية قادرة على مخاطبة العالم وليست كدول منفردة.
وقال أبو الغيط إن الأمن الغذائي العربي حظى باهتمام القادة العرب في القمة، حيث تم إعداد دراسة نحو استراتيجية عربية للأمن الغذائي، مضيفا أنه"من خلال متابعة قرارات القمة، كان هناك عرض من السودان لإتاحة الفرصة لزراعة قوية توفر الأمن الغذائي العربي في الأقماح، وكذلك الحديث عن الميكنة في الزراعة والاهتمام بالمراعي في الوطن العربي".
ونوه أبو الغيط إلى أن القمة العربية الحادية والثلاثين اهتمت بالدول التي تشهد أزمات : سوريا وليبيا واليمن، والتي تعرضت لأزمات على مدى العقد الأخير، لافتا إلى القرار الصادر عن القمة العربية بعنوان "صيانة الأمن القومي العربي" والذي يتناول كل المحاور التي تحظى بالاهتمام العربي، ومنها على سبيل المثال، الأمن المائي لجميع الدول العربية كجزء من الأمن القومي العربي، والتنويه بالقرارات السابقة التي تناولت الأمن المائي العربي على مدى السنوات الثلاث الماضية والمطالب المصرية - السودانية بضرورة أن يكون هناك اتفاق ملزم بشأن أي سد أو للسد الذي تقيمه إثيوبيا على نهر النيل.
وقال أبو الغيط، إنه فيما يتعلق بالأزمة السورية كان هناك حديث مطول عنها خلال القمة العربية رغم عدم مشاركتها .
وأكد أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للأمم العربية وكان هناك تصميم بأن تجدد القرارات الصادرة عن قمة الجزائر، تمسك الدول العربية بحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية مر عليها 100 عام وهناك نجاحات وخسائر"، مؤكدا قناعته بأن فلسطين ستنتصر في النهاية وتحظى بدولة لها.
وقال أبو الغيط إن "الشعب الفلسطيني عدد سكانه الآن 8 ملايين نسمة بينما يوجد حوالي 7 ملايين إسرائيلي وهذا يعني أنه إذا انتظرنا 10 سنوات أو 20 سنة مع استمرار النضال سيتفوق التعداد السكاني الفلسطيني ويصل تعدادهم إلى 10 ملايين نسمة ويكونون قادرين على انتخاب رئيس وزراء بالأغلبية وبالتالي تنتصر الإرادة العربية"، مضيفا" لو فرّطت إسرائيل في فكرة حل الدولتين ستكون قد ارتكبت خطأ فادحا" ، لافتا إلى أنه كان يتمنى مشاركة الفلسطنيين في انتخابات الكنيست الأخيرة والحصول على 15 مقعدا .
وردا على سؤال حول وجود لجنة وزارية تتابع التوصيات الصادرة عن القمة العربية بشأن فلسطين، قال أبو الغيط "هناك بالفعل عدة لجان داخل الجامعة العربية تتابع مثل هذه التوصيات"، موضحا أن هناك لجنة عربية دائمة مٌشكّلة من ست دول للتعامل مع القضية الفلسطينية إضافة إلى لجنة القدس للتعامل مع قرارات الجامعة العربية، كما أن هناك قرارا بتشكيل لجنة جديدة في القريب العاجل تكون مهمتها أيضا فلسطين والقرارات الخاصة بها.
وفيما يتعلق بالتعاون العربي مع الكيانات والدول الصديقة، قال أبو الغيط، إن الجامعة العربية لديها منتديات عديدة تشمل التعاون مع كل من : الاتحاد الأوروبي، وروسيا الاتحادية، والهند، واليابان،والصين، وأمريكا اللاتينية )، لافتا إلى وجود قمم مختلفة واجتماعات وزارية عديدة تعقد على هذا المستوى.
وأعلن أبو الغيط أنه سيتم عقد قمة عربية- صينية في التاسع من شهر ديسمبر المقبل في العاصمة السعودية (الرياض) وهو مسار ناجح للغاية، مؤكدا وجود توافق عربي- صيني وكذلك عربي- ياباني، وعربي - هندي، وعربي - أوروبي، وعربي -أمريكي، وعربي -عربي، على أن التعاون والتنسيق بين هذه الدول والكتلة العربية يستمر وبالتالي في هذا السياق يأتي انعقاد القمة العربية - الصينية .
وردا على سؤال حول التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية العربية، قال أبو الغيط، إن "القمة تناولت هذه التدخلات حيث صدر عنها قرار تحت عنوان "حماية الأمن القومي العربي"، والذي يتضمن إشارات إلى التدخلات الأجنبية وحماية الأمن المائي العربي، وهو قرار جامع ، مشيرا إلى أن هناك تأييدا وإعادة تأكيد لكل القرارات التي صدرت على مدار ثلاثة أعوام منذ قمة تونس وحتى اليوم وتناولت بالاسم أطراف الإقليم المتدخلة في الشأن العربي".
وأوضح أبو الغيط أن القمم العربية تعقد دائما قبل 30 مارس من كل عام ، وأنه تم الاتفاق على عقد القمة العربية المقبلة في الرياض قبل 30 مارس 2023، مؤكدا أن الجزائر قامت بجهود قوية جدا في هذه القمة، وهناك أفكار للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون طرحها على القادة وصدّق القادة على قبولها ، مشيرا إلى أنه تم تكليف وزراء الخارجية العرب بالتدقيق في هذه الأفكار وبحثها وإعداد الدراسة اللازمة مع الأمانة العامة للجامعة العربية للنظر في كيفية تنفيذها .
وأضاف أن هذه الأفكار تشمل تطوير أعمال الجامعة العربية لأنها تتحدث عن المجتمع المدني ودوره في التفاعل مع الحكومات لتحقيق أهداف تلك الحكومات ، ودور الشباب في بناء المجتمعات العربية بالأفكار.
ولفت إلى أنه من بين مقترحات الرئيس عبد المجيد تبون : لجنة حكماء تعمل على مساعدة رئيس القمة بشكل مستمر عندما يرغب في تنشيطها والاعتماد على أفكارها، ووصفها بأنها " فكرة طيبة تحتاج إلى وضع نظام أساسي لمجموعة الحكماء وكيف يتم اختيار أعضائها ومن أي الأقاليم العربية يتم اختيارهم ".
وأشار أبو الغيط إلى أن هناك تقدما بشأن إقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ، موضحا أنه مع التقدم الحاصل سيتحقق مفهوم منطقة التجارة الحرة العربية الكاملة الشاملة بنظام ضرائب شامل على الواردات.
ومن جانبه ، أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن كلمة الرئيس عبد المجيد تبون الختامية للقمة العربية لخصت الأمور الأساسية التي نعتبرها السمات المميزة لمخرجات القمة العربية .
وقال لعمامرة إن "القمة العربية تعد نجاحا للجزائر وللعرب جميعا وأن الجزائر كانت حريصة كل الحرص على جمع كافة شروط النجاح لعقد القمة ، سواء فيما يتعلق بالجوانب التنظيمية واللوجستية، وأيضا فيما يتعلق بالجوانب السياسية الجوهرية".
ونوه لعمامرة إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عقد عدة لقاءات مع أشقائه العرب وشرح لهم موقف بلاده، حيث تم استعراض بعض الجوانب التنظيمية والجوهرية للقمة العربية، معتبرا أن "قمة الجزائر لم يسبق لها مثيل من حيث الكم والكيف وذلك بعد غياب دام ثلاثة أعوام ونصف العام من الانقطاع بسبب جائحة كورونا "، مؤكدا أنه كان هناك حرص من الرئيس تبون والقادة العرب على ضرورة انعقاد القمة العربية في دورتها الحادية والثلاثين .
وأكد لعمامرة أن جامعة الدول العربية برهنت بهذه المناسبة على قدرة التفاعل مع الأحداث والتأقلم مع مستجدات العمل العربي المشترك، والتنبؤ بما قد يحدث مستقبلا، وقدرتها على أداء دورها كاملا في التسريع بوتيرة التجديد وايجاد الترتيبات العملية والضروية من أجل مواكبة التطورات التي تحدث على الساحة العالمية ولتجعل من العرب فئة مؤثرة مستفيدة من التطورات وقادرة على فرض قيمها ومصالحها المشتركة .
ووصف لعمامرة بأنها قمة "نوفمبرية" من حيث السياق وتاريخ انعقادها باعتبارها رمزا لرفع التحديات والحرص على لم الشمل والرغبة في فتح آفاق واعدة للعمل العربي المشترك وجعل الجوامع تأخذ الأولوية على كل الجوانب التي من الممكن أن تحمل في طياتها بذور خلافات،وقال "إن القمة تعد قمة "التجديد والتجدد" ووضعت لبنة كبيرة على درب عملية تعزيز وتطوير العمل العربي المشترك".
وأكد أن نجاح القمة هو نجاح للعرب لأنهم عرفوا كيف يجتمعون عقب جائحة كورونا وأدركوا بحس سياسي شديد أهمية توحيد الكلمة والصف وحساسية وخطورة الوضع الاقليمي والعالمي اللذين تنعقد في سياقهما هذه القمة المتميزة، لافتا إلى أن القمة ستسجل في التاريخ أنها قمة ناجحة جزائريا وعربيا ودوليا، معربا عن شكره لكافة الجزائريين الذين شاروكوا في تحضير القمة، مؤكدا أن اسهاماتهم كان لها دورها في إنجاح هذه القمة .
وردا على سؤال حول "إعلان الجزائر" وما إذا كان بمثابة خارطة طريق للعمل العربي المشترك، قال لعمامرة إن "الجزائر كانت حريصة كل الحرص على بناء توافقات على كافة الأصعدة والمستويات، وعملت بمثابرة على بناء جسور بين كافة المواقف حتي تم الخروج بمواقف متفق عليها مع الجميع بتوافق جميع الآراء تارة، وبالإجماع تارة أخري".
وأضاف لعمامرة، أن "إعلان الجزائر" كان ممكن أن ينجز من طرف الوفد الجزائري، وأن تتحمل الجزائر بمفردها مسئولية ذلك، ولكنها حرصت على مناقشته مع كافة السفراء والوزراء، ثم العرض على القادة العرب، مؤكدا أن الإعلان شاركت فيه جميع الوفود ويعكس الروح السائدة في القمة العربية.
وفيما يتعلق بالآليات المستحدثة لتفعيل قرارات القمة العربية التي يعلق المواطن العربي آماله عليها، قال لعمامرة "إن هناك تركيزا على آليات تفعيل القرارات، ولكن العنصر الأول والأهم هو الارادة السياسية التي تبلورت أثناء القمة"، مشيرا إلى أن العرب أدركوا ضرورة العمل المشترك وتضافر الجهود والاعتماد الجماعي على النفس حتى تصنع الأوضاع الجديدة التي تسمح للجانب العربي لفرض مصالحه ومبادئه في الساحة الدولية.
وأوضح أن طريقة تفعيل القرارات تنتج من خلال العمل العادي في إطار الجامعة العربية، وأن هناك آليات وجدت منذ زمن يجب تنشيطها وأخرى يمكن التغيير فيها، مشددا على توافر الإردة السياسية، وأن القادة العرب تدارسوا القرارات خلال جلساتهم التشاورية لكي تخرج مستجيبة لتطلعات الشعوب العربية بما يحقق مصداقية العمل العربي المشترك ومشروعيته التي تنبثق من الشعوب .
وردا على سؤال حول ما قدمته الجامعة العربية لعودة سوريا لمقعدها الشاغر بالجامعة، قال لعمامرة إن "سوريا في قلب وضمير الجزائر باستمرار، وأن شغل سوريا لمقعدها هو أمر طبيعي وسيتحقق ، ونحن على يقين أن سوريا لديها من التاريخ والقدرات ما يجعلها ستأتي بقيمة مضافة للعمل العربي المشترك من شأنه أن يعزز الحلول السلمية للنزاعات في عالمنا العربي ويعزز الموقف العربي لتحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط يضمن استرجاع سوريا للجولان المحتل".