طباعة
sada-elarab.com/636435
مع دخول شهر رمضان، يعتاد الكثير على متابعة الأعمال الدرامية فى الموسم السنوى للسباق بعدما نجحت الدراما فى التأثير بشكل كبير على الجمهور بالإحصائيات العالية فى نسب المشاهدة.
ولعل أبرز ما يميز هذا الموسم عدد الأعمال التى تطرقت إلى مناقشة القضايا والأزمات التى مرت بها الدولة خلال السنوات الماضية وتسليط الضوء عليها وكيف تم التعامل معها خلال تلك الفترة.
ويأتى من بين هذه الأعمال مسلسل "الاختيار 3" الذى يجسد فترة مهمة عاشتها البلاد فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية والكشف عن طريقة تعاملها مع الأزمات التى عاشها المصريون سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى.
المتابع جيدا للأحداث سيكشف الواقع المر الذى عاشه الشعب خلال عام واحد دون أى اهتمام من الجماعة الإرهابية سوى مصلحتها فقط وأهلها وعشيرتها وكأن باقى الشعب ليس لهم وجود وهو ما ظهر فى المحاولات المستمرة لأخونة الدولة والسيطرة على كل قطاعاتها.
ومنذ الوهلة الأولى لحلقات المسلسل، خطفت كل المتابعين باللحظة الحاسمة التى قرر فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى كان يتولى منصب وزير الدفاع حينها، وقف تجاوزات جماعة الإخوان الإرهابية ودعوة كل أطياف الشعب لاتخاذ القرار المناسب والاستجابة لرغبة الشعب الذى ملأ الشوارع وطالبه بالتدخل لإنقاذ البلاد من الانهيار، ليبدأ المسلسل فى سرد الواقع الحقيقى لتلك الفترة القاسية ما ظهر منها وما بطن تزامنا مع المحاولات المستمرة للرئيس السيسى بتحذير محمد مرسى من سياساته الخاطئة التى تقود البلاد نحو نفق مظلم.
على المستوى الاقتصادى، كشفت أحداث المسلسل الواقع الحقيقى للأزمات الطاحنة واتجاه البلاد نحو الانهيار دون أن تحرك الجماعة ساكنا وأظهرت كيفية تعاملها مع أزمة الوقود بعدما بينت الأحداث تهريبه للخارج رغم معاناة المواطنين داخل البلاد، ناهيك عن تدخل مكتب الإرشاد فى الأزمة وتكليف مسؤول الطاقة بالجماعة بالتفاوض مع قطر دون أى اعتبار لوزير البترول الذى أبدى اعتراضه حينها على التدخل المباشر من الجماعة الإرهابية فى شؤون الوزارة.
وعن أزمة الكهرباء، عرضت الجماعة فى أحد اجتماعات مجلس الوزراء الحلول لمواجهة الأزمة التى نتذكرها جميعا خاصة وأن البلاد حينها كانت تعيش ظلاما ولم يكن النور حينها سوى كلمة فقط.
واكتفت بدعوة المواطنين لترشيد الاستهلاك فقط دون وجود أى خطط لحل المشكلة من جذورها وكأن المواطنون هم من تسببوا فى تلك الأزمة.
أما على المستوى السياسى وتطبيق فكرة أخونة الدولة تزامنا مع محاولات السيطرة على الأجهزة الأمنية، فكشفت الأحداث أسرارا كثيرة لم يكن الشعب على علم بها تبين مدى الجهد الكبير الذى بذلته الأجهزة الأمنية فى التصدى لمخططات الجماعة الإرهابية ومؤامراتها ضد البلاد بمحاولات جرها لحرب أهلية وكذلك إنشاء حرس ثورى وجيش موازى للجيش المصرى، لكن صلابة وقوة الأجهزة الأمنية كانت بالمرصاد لتلك المخططات وأفشلت كل مساعى الجماعة لتحقيق أهدافها التخريبية، فضلا عن التسريبات الحقيقية التى فضحت الجماعة الإرهابية وعرتها أمام المصريين.
ورغم أن تلك السنة التى حكمتها الجماعة الإرهابية تحتاج لمجلدات لسرد الواقع المرير، إلا أن المسلسل جسدها فى عمل سيظل يعيش لسنوات وسيكشف للأجيال القادمة والتى عاصرت تلك الفترة ولم تستوعب أحداثها مدى وقاحة الإخوان ونواياهم الخبيثة بتدبير المخططات ضد الدولة. ولعل أبرز رسالة من هذا العمل أن مصر فى تلك الفترة كانت تدار بطريقة عروسة ماريونت ممثلة فى محمد مرسى يحركها خيرت الشاطر كيفما يشاء باتخاذه كل القرارات واقتصار دور مرسى على تنفيذها فقط بتلقى أوامر خيرت الشاطر ومكتب الإرشاد.