اقتصاد
نجح الإكتتاب ..وسقط السوق
السبت 23/أكتوبر/2021 - 10:49 ص
طباعة
sada-elarab.com/609655
أنهت البورصة المصرية أسبوعا من التداول ظهر بالعديد من الأحداث التي أثرت على مجريات التعاملات بصورة كبيرة، فى السطور القادمة وبدون أى مقدمات، والتزاما بتعاليم المهنة وميثاق الشرف الصحفى..سنقرأ مزيدا من الحقائق، مع الأخذ فى الإعتبار الهدف الأسمى وراء رصد السلبيات وهو إصلاحها للمحافظة على بيئة استثمارية جيدة جاذبة للإستثمار، لتنتهي بحالة من الرواج والمصداقية والشفافية..
"أيمن فودة" يرصد كواليس جلسة الأربعاء بين الوافد الجديد وانهيار الأسهم..
فى حديثة لجريدة السوق العربية حول آخر المستجدات قال "أيمن فودة" رئيس المجموعة الإفريقية بالمجلس الإقتصادى الأفريقى، أن الأسبوع المنتهى شهد الاكتتاب الحكومي الأكبر منذ 15 عاما "أى فاينانس" والذى أظهر نجاحا كبيرا بتغطية فاقت الـ 61 ضعف الأسهم المطروحة لينتظر السوق يوما حافلا لبدء تداول الأسهم، إلا أن الرياح قد أتت بما لا تشتهي السفن، حيث نجح الاكتتاب و سقط السوق و لم تطله الفرحة بقدوم الوافد الجديد وما يحمله من نشاط ايجابى و 5.8 مليار جنيه أعيدت للمستثمرين هى باقى التخصيص فى الاكتتاب و لكن المتوقع لها ضخ نصفها على الأقل فى الأسهم .. إلا أن قرارات هيئة الرقابة المالية بوقف اكواد بعض أصحاب الملاءة و التى قيل أنهم متلاعبين بالاسهم ليكون الايقاف عن الشراء فقط مع السماح لهم بالبيع . وكذلك نقل بعض الأسهم للقائمة د ، لتتوالى انهيارات الأسهم و تغيب الطلبات و ترتفع العروض بكميات هائلة و تتراجع العشرات من الأسهم بالحدود القصوى 20% .. و هو ما سيحتاج لوقت طويل لتعويضه .. علاوة على ارتفاع نسب المارجن التي أدت إلى مزيد من المبيعات وبالتالى التراجعات .. إلا أن ذلك خفت حدته مع النصف الثانى من جلسة الأربعاء الماضي واستطاعت المؤشرات تقليص الجانب الأكبر من خسائرها ليغلق المؤشر الرئيسي أعلى مستوى عن فتح الأسبوع عند 11132 نقطة والذى لازال مستهدفا مستوى المقاومة الاخير 11350 نقطة ، فيما أنهى المؤشر السبعينى أعلى مستوى دعمه 2400 نقطة بعد كسره خلال تداولات الأربعاء الماضى و العودة للتداول أعلاه منهيا عند 2413 نقطة، فيما نجح سهم أى فاينانس الصعود بأكثر من 60 % فى أولى تداولاته ليغلق عند 21 جنيه بنسبة صعود 50.21% و بقيم تداول فاقت المليارين جنيه.
حالة من الاستياء بين مستثمري سوق المال بسبب القرار المفاجئ بتعديل حدود الايقاف المؤقت للمؤشر العام وسط إنهيار السوق..
وتعليقا على الأحداث قال "حافظ سليمان" إستشارى إدارة الأعمال ومن قدامى مستثمرى البورصة المصرية، أنه بالفعل نجح طرح وتداول سهم إي فاينانس أول يوم للتداول، وفشل السوق كله فى ذات اليوم، حيث لم يعبر السوق عن هذا النجاح، فالجميع يدرك أن جميع مستثمري السوق هم بقايا ضحايا 2008 لليوم، حيث لم يتم تطوير قاعدة المستثمرين حتى انكمشت لتصل لأقل من 100 ألف ومع إجمالي عدد عمليات يومية حول 20 الف، وبافتراض أن المتعامل ينفذ فقط 4 عمليات علي الأقل، سنصل لنتيجة كارثية أن عدد المتعاملين النشطين علي المستوي اليومي لا يتجاوز خمسة آلاف، تعديلات مفاجأة برفع حد ايقاف السوق الي 10% بدلا من 5% دون سابق تنويه غرضها في الأساس التغطية علي مشاكل جوهرية ببورصة مصر منذ 2008 لليوم ... الإدارة بالمصادفة دون خطة ودون محاسبة، وإستنكر "سليمان" مفاجأة مجتمع مستثمرو بورصة مصر يوم الأربعاء بقرار عشوائي فوري التنفيذ بتغيير حد الإيقاف للسوق ككل والذي يعتبر حدث جلل، ليتم صدوره بعشوائية.
وطالب "سليمان" بسرعة التحرك بمطالبة رئيس البورصة بتوضيح خطة عاجلة محددة الأرقام والمسؤوليات لبورصة مصر، وتحديدا مستهدفات قاعدة المستثمرين ورسملة السوق والإجراءات المطلوبة لذلك من الجهات ذات الصلة، وفي واقع الأمر مع الانخفاض الحاد لرسملة سوق المال المصري بقاع أسواق العالم وهروب المستثمرين كان مفترض من جميع منظومة سوق المال بورصة ورقابة واستثمار أن تتحول إلي الترويج وجذب مستثمرين بدل من تلك الحالة من التنمر والتدخل المستثمر بآليات العرض والطلب لنصل ببورصة مصر لتلك الحالة الكارثية، والمتمثلة فى إنهيار مؤشرات سوق المال المصرى فى أول يوم تداول طرح لشركة مملوكة لبنوك الدولة ، ليتم تغيير القانون للتغطية على الحقيقة.
"إى فاينانس" وافد جديد استطاع الصعود بنسبة 80% وسط انهيار سوق المال المصرى كاملا..
وفى سياق متصل قال الدكتور "سعيد الفقى" خبير أسواق المال، أنه وبعد صعود مؤشر البورصة الرئيسى لعشرة جلسات متتالية مدعوما بإرتفاعات فى الأسهم القيادية حدثت حالة من البانِك نتيجة لبعض القرارات التي اتخذتها البورصة متمثلة فى إيقاف بعض أكواد الأفراد ذوي الملاءة المالية الكبيرة بجانب قرارات نقل بعض الأسهم إلى القائمة "د"،لتأتى جلسة الأربعاء مميزة بالوافد الجديد "أى فاينانس" والذى صعد فى أولى جلساته بنسبة 80 % عن سعر الإكتتاب، وذلك نتيجة لتهافت الصناديق والمؤسسات على شراء السهم، لتتركز السيولة داخل السهم الجديد.
ويتساءل "الفقى" مستنكرا ما حدث أثناء جلسة الأربعاء والمتمثل فى تعديل حدود الايقاف المؤقت علي المؤشر العام للسوق ليصبح ايقاف التداول علي السوق ككل عند هبوط مؤشر EGX100 بنسبة ١٠٪ بدلا من ٥٪ وايقافه لنهاية جلسة التداول عند هبوطه بنسبة ٢٠٪ بدلا من ١٠٪ وذلك بدلا من النسب الحالية، فهل كان القانون مفعلا ولم يطبق أم أنه خرج فجأة بتعديله الجديد خلال جلسة الأربعاء دون أى تنويهات مسبقة.
وتطرق "الفقى" للحديث حول تأثير القرار المتعلق بتطبيق ضرائب الأرباح الرأسمالية والمؤجل منذ سنوات، مؤكدا أن السوق فى الوقت الحالى غير مستعد لهذا التطبيق وهو ما أعلنه السوق صراحة نظرا لوجود عدم إستقرار فى السوق الحالى بجانب العديد من التراجعات والخسائر المرحلة، فلا أحد يمانع فى فرض تلك الضريبة ولكن مايمنع هو وجود خسائر وليس أرباحا.
وعلى المستوى الفنى، أضاف "الفقى" أن المؤشر الثلاثيني كان متماسك إلى حد ما وسط التراجعات، حيث كان لديه مقاومة عند المستوى 11350 نقطة، ليحدث عمليات جنى أرباح بالقرب من تلك النقطة، لتتحول المقاومة عند النقطة الجديدة 11000 نقطة ثم 11100 نقطة، ومن المتوقع أن يحدث توازن فى الأسبوع الجديد، وأن يحدث إمتصاص للأحداث التى تمت خلال الأسبوع المنقضى، ليبدأ السوق فى استعادة توازنه مرة أخرى.
"محمود محسن"..ماحدث بجلسة "الأربعاء" بالبورصة المصرية جريمة قانونية ضربت القواعد الأساسية فى بناء أسواق المال..
وتابع الحديث "محمود محسن" مدير غرفة المعاملات الدولية ومدير الاستثمار العالمى، ضاربا المثل على ماحدث بجلسة إغلاق الأسبوع "الأربعاء" أنه أثناء انعقاد جلسة المحاكمة هل يصح أن يُغير رئيس المحكمة القانون لصالح أحد أطراف القضية ؟ ..هل تعرف السير توماس مور وزير العدل الإنجليزي والذي أعدمه الملك هنري بعد أن رفض تغيير القانون لصالحه وأعدمه بتهمة الخيانة العظمي ؟ وقد أصبح اسم توماس خالدا في تاريخ العدالة الإنسانية وتستطيع قراءة تاريخه علي ويكيبيديا وتفاصيل الواقعة المشهورة .
ما حدث في البورصة المصرية بجلسة إغلاق الأسبوع "الأربعاء" تغيير قانون الإيقاف أثناء الجلسة بحيث يتم إيقاف التداول علي الأسهم في حالة هبوط المؤشر ٥٪ليصبح ١٠٪ والتي تبعها خسائر لكثير من المستثمرين في السوق ... هذا القانون في مجال البورصات وضع في الأساس لأي بورصة في العالم لتهدئة المتعاملين وإعطائهم فرصة لمراجعة قراراتهم البيعية أو الشرائية ولحماية استثمارات جميع المتعاملين كافة في أي سوق مالي، وهذا هو أصل أي قانون قائم علي مراعاة مصلحة جميع المتعاملين في أي سوق ، لكن ما حدث من تغيير قانون إيقاف التداول اثناء انعقاد جلسة "الأربعاء" الماضي لصالح سهم الحصان الرابح والذي كان النجم المتوج بارتفاع ٥٠٪ في أول يوم تداول وهذا لا بأس به وليس موضوعي علي الإطلاق وقد يصل لمستويات أكبر في الفترة القادمة نتيجة حملة الترويج الناجحة لشركة ناجحة وهذا شيء محمود ... الموضوع هنا كيف تغير من قانون وضع لحماية كافة المستثمرين والحرص علي مصالح كافة المتعاملين في البورصة ؟
وتابع "محسن" ..قوانين البورصة وضعت لمراعاة جميع المصالح ودون محاباة طرف علي حساب طرف آخر والأصل هو تطبيق القواعد علي الجميع بدون استثناء او تمييز او تغليب مصلحة طرف علي حساب طرف آخر .. ما حدث بجلسة الأربعاء تعتبر سُبة في جبين القائمين علي البورصة المصرية وجريمة قانونية تسببت في خسائر لمستثمرين في البورصة المصرية وضربت القواعد الأساسية التي تبني عليها أي سوق مالي فعال الا وهو قواعد الشفافية والحوكمة والسوق العادل والذي لا يغلب مصلحة طرف علي حساب الآخر ..
ووجه "محسن" رسالته للقائمين على منظومة سوق المال قائلا .."اذا أردتم سوق مالي وبورصة فعالة كالبورصات العالمية
تحوذ علي احترام الجميع وتحقق الدور المرجو منها يجب أن يحاسب من اتخذ هذا القرار والذي طُبق في حينها وبعث اكبر رسالة سلبية تُدمر أي سوق مالي سواء في الداخل او في الخارج بأن القواعد قد تتغير لصالح أي طرف وأن القائمين علي السوق يغيروا القوانين ويستجيبوا لضغط اي طرف علي حساب الآخر" .
وأنهى محسن حديثه هكذا لا تدار الأمور في عالم الأسواق المالية وما حدث بجلسة الأربعاء والذي لا يهمني من صعود او هبوط ولكن كسر القواعد و الاستهانة بالقوانين وليست هكذا تستقيم الأمور.