طباعة
sada-elarab.com/608983
أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤخرا زيارة إلى المجر استغرقت 3 أيام، شارك خلالها فى قمة دول تجمع "فيشجراد"، للمرة الثانية عقب عام 2017، والذى يضم كلا من المجر والتشيك وسلوفاكيا وبولندا، وتعكس هذه القمة حرص الجانبين على تطوير العلاقات بينهما، والتباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقبل الدخول فى تفاصيل القمة وما دار بها، يمكن أن نلقى الضوء على تحالف فيشجراد، فهو يُعرف باسم مجموعة V4، نسبة إلى الدول الأربع التى تقع فى وسط أوروبا، وهى أعضاء فى الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو، ويعد واحدًا من أقوى التحالفات الأوروبية وترأسه المجر، وتأسس هذا التحالف فى أول إبريل عام 2004، بهدف تعزيز التعاون فى المجالات العسكرية والثقافية والاقتصادية والطاقة بجانب تعزيز التكامل الأوروبى.
القمة تناولت عددًا من الموضوعات، وعلى رأسها دور مصر فى منطقة الشرق الأوسط، والتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وأمن الطاقة، وبحث فرص تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية والسياحية بين الجانبين، وسبل تطوير التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى، الذى تتمتع دول تجمع فيشجراد بعضويته، بحسب ما جاء فى بيان المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، ألقى كلمة فى مؤتمر قمة تجمع فيشجراد، أصدر خلالها مجموعة من الرسائل تعلق أبرزها بالهجرة غير الشرعية، ومنها أن مصر لا تسمح بالهجرة غير الشرعية حفاظًا على حياة اللاجئين، فضلا عن أنها لديها 6 ملايين مواطن أفريقى تسميهم ضيوفًا وليس لاجئين، وأكد الرئيس خلال كلمته، أن مصر لا تقبل من منظور إنسانى ترك اللاجئين ليلقوا مصيرهم بالبحر، ولم تخرج مركب هجرة غير شرعية واحدة من مصر، وعلى الصعيد الداخلى شدد الرئيس السيسى على أن مصر تسعى بإصرار وعزيمة للتقدم والتحضر فى كل المجالات، وأن ما بذل خلال آخر 7 سنوات خير دليل على أننا نوفر حياة كريمة للمواطنين.
وهناك نقطة مهمة لا ينبغى أن نتغاضى عنها وتؤكد دور مصر القوى بعد أن عادت لثقلها على الساحة العالمية بفضل سياسات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى اتبعها منذ توليه إدارة شئون البلاد، وهى أن مصر الدولة الوحيدة من خارج تجمع وسط أوروبا التى تواجدت فى هذه القمة، وهذا يمثل تقديرًا لدور مصر، خاصة أنه لم يسبق توجيه دعوة لزعيم أو رئيس دولة من قبل إلا لثلاث دول فقط هى ألمانيا باعتبارها دولة أوروبية، والثانية اليابان، والدولة الثالثة هى مصر، وهذا يعكس اهتمام دول تجمع فيشجراد بدور مصر.
من هنا جاءت مشاركة الرئيس السيسى فى هذه القمة، ضمن السياسة التى تنتهجها الدولة خلال السنوات الأخيرة بالانفتاح على مختلف التجمعات وتوسيع قاعدة الشراكة والتعاون التى تستهدف تحسين العلاقات مع مختلف الدول وتنويع التحالفات بما يخدم المصالح المشتركة بالتزامن مع الاحتفاظ بمسافة متساوية مع القوى الدولية الكبرى وعدم الاعتماد على حليف واحد.
وأبرز نموذج فى هذا السياق وتحديدًا فى أوروبا، التحالف الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، ورغم أن تلك الدولتين تربطهما حدود بحرية مع مصر، إلا أنها كانت بعيدة عن أجندة الدبلوماسية المصرية خلال العقود السابقة التى ركزت على الدول الأوروبية الكبرى ومنها ألمانيا وفرنسا.
فى النهاية يمكن القول إن الرؤية المصرية لم تعد مقصورة على الدوائر التقليدية لكنها اتبعت منهجًا جديدًا يستهدف توسيع نطاقها بخلق دوائر وتحالفات جديدة وهو ما ظهر فى مشاركة مصر بتجمع قمة فيشجراد، لتكشف هذه المشاركة الدور القوى لمصر إقليميا ودوليا.