فن وثقافة
باحث أثري: المرأة المصرية أول من عرفت الزينة ومستحضرات التجميل قديماً
الخميس 16/سبتمبر/2021 - 04:25 م
طباعة
sada-elarab.com/602260
قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن المصريين القدماء اعتنوا بالتجمل في مختلف مناسبتهم الدينية والاجتماعية مثل احتفالهم بالنصر في معاركهم الحربية أو احتفالاتهم الاجتماعية مثل حفلات تنصيب الفرعون وحفلات الزواج، ويرتبط التجّمل بما يتطلبه من مواد للتجميل توارثوا صناعتها منذ أقدم العصور أو استوردوه من البلاد المجاورة أو التي فتحوها وهي مواد لا تزال تستعمل في مصر حتي يومنا هذا، وكانت لديهم منتجات للتجميل ولتجديد البشرة وتقوية الجسم وآخري لإزالة البقع وحبوب الوجه كما أنهم كانوا يستعملون مسحوق المرمر أو مسحوق النطرون أو ملح الشمال ممزوجاً بالعسل لتقوية البشري، كما وجدت لديهم وصفات آخري أساس تركيبها لبن الإتان، أما جلد الرأس فقد كانوا يعتنون به عناية كبيرة ودائمة كانت تتمثل تارة في انتزاع الشعر الأشيب من الرأس أو شعر الحاجبين، كما عرفوا أن زيت الخروع أحسن علاج لتلافي الصلع أو إعادة نمو الشعر وكذلك عالجوا النمش وتجاعيد الشيخوخة والبقع التي تشوه الجلد.
وأشار "عامر" إلي أن زينة المرأة كانت حدثاً هاماً مثل زينة زوجها، وتبين لنا بعض النقوش كيف تتم زينة إحدى محظيات البلاط الملكي حيث نجدها قد جلست علي مقعد مريح ذي مسند كبير للظهر ومتكآت جانبية ممسكة بيدها مرآتها المصنوعة من الفضة ذات مقبض من الأبنوس والذهب بينما تقف عاملة الزينة قد انتهت من عمل مجموعة من خصلات الضفائر الصغيرة بأصابعها الرقيقة الماهرة وقد حجزت خصلات الشعر المتناثرة التي لم تتناولها بعد بمشبك من العاج، وقد عرفت المرأة المصرية المشط لتصفيف شعرها وهما نوعين أحدهما بسيط ذو صف واحد من الأسنان والآخر ذو صفين وكانت عادةً تُصنع من الخشب أو العاج في العصور القديمة جداً، ومن أروع ما نراه علي جدران المقابر ذلك المنظر الذي يمثل ابنتي "أوسرحات" كبير كهان طيبة في عصر الأسرة الثامنة عشرة وقد بدت كل منهما في أبهي زينتها، ونجد أنه من أجل الترفيه عند السيدة كُلف خادم بإحضار كأس صبّ فيه شراباً من قنينه ويقول عندما يُمس الكأس شفتي سيدته "في صحة قرينك الكا"، وقد كان سمة الحياة عند المصريين القدماء حيث أنه قد شمل كل نواحي الحياه، كما أن الجمال لم يقتصر علي الآلهة والملوك، حيث أنهم قد عرفوا مستحضرات التجميل وصنفوها من مركبات كيميائية معقدة.
وتابع "عامر" وذكر أن من أهم لوازم المرأة المصرية منذ أقدم العصور المرآة التي تنعكس صورتها علي صفحتها المعدنية وتُصنع المرايا النفيسة من الذهب أو الفضة وتعد من الأدوات التي لا غني عنها للمرأة، كما أننا نجد أن الحضارة المصرية القديمة كانت متقدمة جداً في صناعة الصبغات والعقاقير الطبية ومن هنا جاء الخليط السحري بين الطب والتجميل، كما أكدت الدراسات أن الملكة كليوباترا قد استخدمت زيت الحلبة في إزالة التجاعيد والنمش من بشرتها، كما أننا نجد مئات الوصفات في البرديات لعمل مستحضرات لا تختلف في مكوناتها كثيراً عن مستحضرات التجميل الحديثة، ونستطيع الاستدلال من ذلك عن طريق الآثار التي تم العثور عليها وأيضاً التي نُقشت علي الجدران والوصول إلي الأساليب التي اتبعتها المرأة المصرية لإضافة اللمسات الرقيقة إلي جمالها، كما أمكننا أيضاً التعرف علي الأدوات والمواد التي كانت تستخدمها في عمليات التجميل.