طباعة
sada-elarab.com/586815
أغلبنا لايعرف عن الهنود الحمر (السكان الأصليين لأمريكا) سوى أنهم كانوا يعيشون فى الغابات، يغطون "عوراتهم" ب"الريش" ويرقصون كما "المجاذيب" حول النيران، وآكلى لحوم بشر، و"همج"، هذا ما صدرته لنا الأفلام الأمريكية، للتغطية على أكبر جريمة إنسانية، ارتكبها الأوروبيين الذين توفدوا على الأمريكتين، وفى مقدمتهم بريطانيا وأسبانيا، الذين أبادوا قرابة "150 مليون" من الهنود الحمر، بأقذر الطرق، مثل أهدائهم بطاطين مليئة بالأوبئة ك"الكوليرا" و"الطاعون"، ورصد مكافآت لمن يأتى بأكبر عدد من رؤوسهم، ونظرا لأن حمل الرؤوس يعيق قتل أكبر عدد من "الهنود الحمر"، أصبحوا يكتفون ب"فروة الرأس".
ومن سذاجة "الهنود الحمر" اعتقادهم بأن السماء سترسل لهم "ملائكة" من وراء البحر ذات بشر بيضاء" فكانوا يجمعون الذهب لإهدائه لهؤلاء الملائكة، وعندما جاء الأوروبيين لإبادتهم منحوهم الذهب اعتقادا بأنهم الملائكة، فكان رد الجميل "قتلهم" وكأنهم "حشرات"فى مجزرة هى الأبشع فى تاريخ الإنسانية.
وعندما تقرأ "القانون الأخلاقى" ل"الهنود الحمر" تكتشف أنهم وصلوا إلى مرحلة متقدمة من "الرقى الإنسانى" بعكس الصورة التى حاولوا تصديرها لنا الأوروبيين الذين احتلوا الأمريكتان.
وأبرز بنود هذا القانون الأخلاقى: "انهضْ للصلاة مع الشمس، صلِّ وحدك، صلِّ دائمًا، فالروح العظمى سوف تصغي بمجرد أن تتكلم".
"ابحثْ عن نفسك بنفسك، لا تسمح للآخرين أن يخطُّوا لك دربك، إنه طريقك أنت..طريقك أنت وحدك. يجوز للآخرين أن يقطعوه معك، لكنْ ليس لأحد أن يقطعه عنك".
"عامِل الضيوف في بيتك بكثير من الإجلال، وفِّرْ لهم أحسن الطعام، قدِّمْ لهم أحسن سرير، وعامِلْهم باحترام وتكريم".
"الأطفال بذور مستقبلنا. ازرعْ في قلوبهم المحبة واسقِها بالحكمة ودروس الحياة. وعندما يكبرون أعطِهم فسحة للنمو".
"تجنَّبْ جرحَ قلوب الآخرين؛ فسُمُّ ألمك سيرتدُّ إليك".
"احترمْ خصوصية الآخرين ومساحتهم الشخصية. لا تمس ملكية الآخرين الشخصية، وبخاصة الأمور المقدسة والدينية؛ فهذا حرام".
فهل يصدق أحد، أن هذه البنود التى تعمق "الرقى الإنسانى" من تأليف "رعاع" و"همج" كما حاول الأوروبيين الذين احتلوا الأراضى الأمريكية تصوير لنا ذلك، ولكنهم نجحوا للأسف فى تصدير هذه الصورة لنا بجدارة، فالقليل جدا، الذى يعلم أن "الهنود الحمر" ضحايا لأقذر معركة إنسانية، فى تاريخ كوكب الأرض، وأنهم كان لديهم "الحس الأخلاقى العميق".
وهنا الإشكالية الكبيرة فى التاريخ، أن من صنعوه يعتمدوا على "الكسالى"، الذين لم يكلفوا أنفسهم البحث عن الحقيقة.
على الأقل لا تصدق قبل أن تعرف الحقيقة.