بالأمس كان من المدهش بالنسبة لى أن كل أصدقائى الإماراتيين - رجالا ونساء -يضعون على صفحاتهم على الفيس بوك ويرسلون لى عبر باقى وسائل التواصل الاجتماعى الواتساب وفيبر وتويتر وغيرها بطاقة تهنئة بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية .
سعدت كثيرا بذلك الاهتمام من أكثر من جانب ، أولا : بقيام الدولة بتخصيص يوم للاحتفال بالمرأة ، وثانيا : باعتزاز المواطنين - خاصة الرجال - بهذا اليوم ، والحرص على المشاركة فى فعالياته التى يأسسون لها ويرعون إقامتها ويشاركون فيها ويروجون لها .
لكن كانت دهشتى أن احتفال الأمس كان بالعيد الثانى والأربعين ، حيث بدأ الاحتفال عام 1975 - أى بعد أقل من أربع سنوات على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة - وبمبادرة من الرئيس المؤسس للدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، وتبنى قرينته الشيخة فاطمة بنت مبارك ، حيث أعلن فى يوم الثامن والعشرين من أغسطس من ذلك العام إنشاء الاتحاد النسائى للمرأة الإماراتية . ومنذ ذلك التاريخ والدعم يتوالى من الدولة للمرأة على اختلاف مراحلها العمرية .
بدأت بالاهتمام بالتعليم الأولى الذى امتد حتى الجامعة ، وما بعدها بالدراسات العليا فى جميع التخصصات دون أى استثناء أو تمييز . ثم كانت المرحلة التالية التى تمثلت فى تمكين المرأة بأن تأخذ وضعها فى الكادر الوظيفى الذى يتناسب مع مؤهلها الدراسى .
تلى ذلك مرحلة أكثر من الانفتاح على وضع المرأة في الأماكن الحيوية والمتصدرة فى الدولة - بإماراتها السبع - فكانت الوزيرة ، وعضو المجلس الوطنى الاتحادى ، والأستاذة الجامعية ، والطبيبة ، والقاضية ، وأيضا وبعد ان دخلت السلك الدبلوماسى سفيرة ، التحقت بالسلك العسكرى ضابطة ومقاتلة وقائدة طائرة حربية ، تشارك فى المناورات العسكرية ، وأيضا فى الحروب ضمن قوات بلادها المشاركة ضمن التحالفات الدولية فى أكثر من موقع .
وربما كان هذا المجال الذى اقتحمته المرأة الإماراتية بجرأة منها ، وتشجيع من أسرتها ودولتها ، هو الجديد الذى تصل إليه فى مسيرة انطلاقها المشروعة ، والذى دفع الدولة إلى أن يكون شعار هذا العام فى الاحتفال بالمرأة المحاربة العسكرية .
وإن لم يكن هذا المجال غريبا على المرأة العربية ، فالتاريخ يحدثنا عن مشاركات مؤثرة للمرأة مع الرسول عليه الصلاة والسلام فى حروبه وغزواته ، فكانت تشارك فى إعداد السلاح وتجهيزه للجنود ، وكانت تشارك أيضا فى القتال من فوق صهوة الجواد ، وتبلى بلاء حسنا .
إن معظم الدول العربية تحتفل دائما يوم الثامن من مارس من كل عام بالمرأة ، مواكبة مع الاحتفال باليوم العالمى للمرأة ، لكن اختيار تاريخ خاص للاحتفال فهو الذى يمثل مبعث الاهتمام المحمود من الدول . فمصر مثلا تحتفل بيوم المرأة المصرية فى السادس عشر من شهر مارس من كل عام ، وهو التاريخ الذى حصلت فيه المرأة المصرية عام 1956 على حق المشاركة الانتخابية مرشحة ومصوتة .
وهذا الاهتمام هو الذى يحدث الفارق . صحيح أن المرأة لم تحصل بعد على كل ما تتمنى وتستحق من حقوق وتيسيرات وحوافز ، إلا أنها على الطريق ماضية ، تثبت مع كل تقدم تحققه أنها تستحق الأفضل والأكثر .
كل عام و المرأة الإماراتية والعربية بكل خير . وكل عام والمرأة ناجحة متألقة ، مؤكدة أنها على قدر المسئولية ، وأنها دائما تمثل رقما صحيحا فى كل موقف ومجال ورهان ومعادلة .
ونتمنى أن تحذو الدول التى لم تخصص بعد يوما للمرأة ان تقدم على هذه الخطوة ، وإن كان يوم واحد فى العام ليس كافيا لكنه رمز للاهتمام .
كل عام وكل من اهتم بأن يذكّر الآخرين بيوم المرأة الإماراتية بخير ، لأن ذلك ينم عن تقدير للمرأة ، واعتراف بدورها ، وفخر بأن عالم الرجال يعلن صراحة أنه مع المرأة داعما ومشجعا ومقدرا .