طباعة
sada-elarab.com/551671
ما علاقة محمد فضل، عضو اللجنة الخماسية باتحاد الكرة بـ”طفل المرور”؟ ربما يكون سؤالاً مثيراً للدهشة؟ ولكن الإجابة بسيطة أن كليهما من أبناء القضاة؟ وقبل الدخول فى التفاصيل لابد من تنويه لاحترامنا الكامل لقضاء مصر الشامخ، وثقتنا المطلقة فى “نزاهته” و“عدالته” بصرف النظر عن أى مواقف فردية، تحدث من الأبناء فى أى طبقة مهما علا شأنها.
ولكن ما الفرق بين “طفل المرور” و”فضل”؟ أن الأول طفل، رغم تصرفاته الحمقاء، هو فى نهاية طفل قدرته الاستيعابية العقلية والنفسية مازالت محدودة، وجميع أطفالنا يمتلكون نوعاً من “الحماقة”، ويكفى اعتذار والده “القاضى الجليل” للشعب المصرى عن تصرفات نجله، التى أثارت الضجيج.
ولكن ما مبرر “فضل” وهو الذى أتم عامه الـ “40” فى تصرفه الغريب، الذى يشبه “عراك الشوارع” على الملأ، مع محمود عبدالمنعم “كهربا”، واللجوء إلى دفع اللاعب بهذه الصورة “المستفزة”، بصورة لا تليق بأحد قيادات الكرة المصرية، وصانع قراراتها، وأمام محمود الخطيب، رئيس أكبر نادٍ فى مصر، وأحد أساطير كرة القدم فى القارة السمراء.
ورغم أن “كهربا” تركيبته العصبية “انفعالية” و”متهورة”، غير أنه كان “رابط الجأش” واكتفى بالدفاع عن نفسه أمام تصرف “فضل” الذى يكسوه غرور وكبرياء السلطة، والإحساس بـ”الأفضلية”، ورغم أنه فى حالة المقارنة بينهما على الصعيد الكروى، فتذهب “النجومية” و”الأفضلية” لـ”كهربا” ولا يشغلنى تطور الأحداث الخبرى لهذه الواقعة، فهى متاحة للجميع فى الصحف والمواقع الإلكترونية، ولكن يشغلنى تصرف “فضل” لأنه يسقط الكثير من الأقنعة عن هذالمسؤول الكروى.
من المعروف فى المطبخ الكروى المصرى، أن “فضل” يتعامل بـ”كبرياء” لا محدود مع العاملين فى مبنى اتحاد الكرة، ومع رؤساء أندية الدرجة الثانية أثناء الاجتماعات، حتى مع زملائه على طاولة المجلس، ويقوم بتهميش دور الجميع، ويدعى أنه مسنود من “جهة عليا”، بل وصل به الأمر أن يدعى أنه وزير الشباب والرياضة القادم.
ويبدو أن “فضل” تناسى أنه فى عهد الرئيس عبدپالفتاح السيسى، ليس هناك مجال لـ“المحسوبية” أو “المجاملات”، فكانت تتواتر أنباء بأن خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة السابق، كانت علاقته جيدة بالرئيس، ورغم ذلك تم تغييره، وتعيين أشرف صبحى، خلفاً له.
وينبغى على “فضل” عدم التمادى فى “نبرة العلاقات”، لأن الحديث عن الواسطة والمحسوبية بمثابة اللعب بـ”النار” التى تحرق صاحبها، فـ”المجاملات” خط أحمر لدى الرئيس، ولم ولن يسمح “السيسى” بأن يقوم أحد بالافتراء على أى مواطن مصرى بدعوى أنه “مدعوم” من جهات لم يفصح “فضل” عنها، لأنه يردد مصطلح “أنا مسنود” فى كل تصرفاته.
أعتقد أن “فضل” بحاجة إلى إعادة حساباته، والتخلى عن “كبريائه” خاصة أنه كتب جزءاً كبيراً من سيناريو نهايته فى عالم الإدارة الكروية والرياضية، وتصرفه الذى شاهده الملايين ضد “كهرباء” وأغضب الجماهير الأهلاوية، وعكر صفو فرحتهم بالاحتفال بالدورى، يثبت أن “فضل” تصرفاته لا ترتقى لأى منصب رفيع المستوى يتطلب “ضبط النفس” فى المقام الأول، وعليه أن يعتذر عن تصرفه لجماهير الأهلى، فهو ليس أفضل من القاضى الجليل والد طفل المرور الذى اعتذر لجموع المصريين.