طباعة
sada-elarab.com/548603
هل هناك في الكرة المصرية "لصوص"؟ بالطبع عزيزى القارئ يوجد "لصوص"، وهناك " تجار رقيق" أيضا، فمن هم هؤلاء اللصوص، فالأجابة بشكل قاطع هم غالبية السماسرة، الغير مقيدين رسميا في اتحاد الكرة، والذين يلعبون أدوار " قذرة" في الكرة المصرية، فهم يجلبون المخدرات والنساء، لعدد من لاعبي الدورى الممتاز، فهم لا يخجلون من فعل أى شيء، لجلب المال، فهم الذين يطلق عليهم المثل الشعبي" لا شغلة ولا مشغلة".
ولكن ربما نتجاوز عن قيامهم بأدوار "الديلر" أو "القوادين"، فهناك كثيرون يلعبون هذه الأدوار خارج إطار الوسط الكروى.
ولكن أن يصل الأمر إلى درجة "تجارة الرقيق" أعتقد أنه أمر لا يحتمل السكوت عليه، فهناك أندية في الدرجة الثالثة والرابعة، لا تكفي مواردها لجلب الوجبات للاعبين قبل المباريات الرسمية، ولا يخفى على أحد أن معظم لاعبين هذه الأندية يعملون في أشغال أخرى، مثل السباكة، والنجارة، إلى أخره.
فهناك لاعبون في هذه الأندية، لا تتجاوز عقودهم "5 ألاف جنيه" في الموسم.
وهذه هي البيئة الخصبة ل"تجار الرقيق" أو ما يطلقون عن أنفسهم "سماسرة" حيث يتفقون مع مسؤولى هذه الأندية، بإرسال دعوات للاعبين أفارقة " فرز خامس" من شتي بقاع القارة السمراء، للاختبار بهذه الأندية، وبذلك يحصلون على تأشيرة دخول البلاد، وتحصل هذه الأندية على مقابل زهيد أمام كل تأشيرة، مع وعد مبلغ لا يتجاوز ال"5 ألاف جنية" في حال بيع أى لاعب منهم لأى ناد.
ويقوم "تجار الرقيق" بانتظار هؤلاء الأفارقة في المطار، وأول شيء يفعلونه سحب جوزات السفر منهم، مقابل المسكن والمأكل، ويقومون بتجمعيهم في شقق، غير أدمية، ولا يأكلون سوى "الفول" و"الطعمية"، وإذا أكلوا "الجبن" يكون يوم عيد لديهم.
ويستلم هؤلاء اللاعبين الأفارقة، مدرب مغمور، في ملعب بالإيجار لتدربيهم بدنيا وفنيا، ويكون ذلك عندما يأتي المساء، تمهيدا لتسويقهم لأندية الدرجة الثانية.
ولكن ماذا يفعلون هؤلاء الأفارقة في الصباح، هنا تكمن الحقارة والكارثة، حيث يقوم هؤلاء "السماسرة" بالاتفاق مع مايسمي "مقاول أنفار" لتشغيل هؤلاء الأفارقة معاهم باليومية، ويحصلون على متوسط "100 جنيه" يومية عن كل لاعب، ولا يمنحون اللاعب سوى " 10 جنيهات" ليجلس بها على أحدى المقاهي الشعبية، عقب الانتهاء من العمل والتدريب.
هل تنتظرون ماهو أسوأ من ذلك، هناك ما هو أسوأ، فهؤلاء "السماسرة" يكونوا على اتصال ب"شبكة شذوذ جنسي" ويجبرون هؤلاء الأفارقة على ممارسة الشذوذ، ويضطرون هؤلاء "المغلوب على أمرهم" بالموافقة على فعل أى شيء فهم لا يملكون حق الرفض، وكيف يرفضون وهم لايملكون حتي ما يثبت هوايتهم، فهل هناك "قذارة" أكثر من ذلك، أليست هذه تجارة الرقيق بعينها أم مجرد تشبيه.
وفي النهاية يقومون بتسويقهم في أندية الدرجة الثانية، ومن يسعده الحظ، ويتعاقد مع نادى، يتحرر من "عبودية" هؤلاء السماسرة، وغالبية اللاعبين الأفارقة في دورى الدرجة الثانية على وجه التحديد مروا بهذه التجربة المريرة.
فمن يحاكم هؤلاء "القذرة" على تلك الأفعال المشينة، والذين يستعبدون اللاعبين الأفارقة أصحاب البشرة الداكنة و"القلوب البيضاء"؟، وإلى متي سيترك مسؤولو الأندية هذه "الفئة الحقيرة" تتودد إليهم؟