طباعة
sada-elarab.com/542987
تؤكد كل المؤشرات، أن سيناريو الرئيس جمال عبد الناصر، والمشير عبدالحكيم عامر، اللذان جمعتهما "صداقة العمر" و فرق بينهما "نكسة 67"، يتكرر بين محمود الخطيب، رئيس النادى الأهلى، وإكرامى الشحات، المشرف على مدربى حراس المرمى بقطاع الناشئين الأحمر، ولكن على نطاق أضيق داخل جدران "القلعة الحمراء".
فربما لا تعلم الأجيال الحالية عمق العلاقة بين "ناصر" و"حكيم"، لدرجة أن كل منهما سمى نجله على أسم الأخر، وكان هناك شبه "اتفاق ضمني" بينهما بأن يكون "ناصر" الرئيس ويستحوذ على الصورة الكاملة، ويبقى "حكيم" قائدا للجيش.
وشهدت العلاقة بين "الخطيب"و"إكرامي" نفس الاتفاق بأن يكون "الخطيب" فى مركز القيادة بمجلس الإدارة، وأن يبقى "إكرامي" فى منصب الهيمنة على حراس المرمى داخل النادى، وطيلة السنوات الماضية، كان يدعم كل منهما الأخر.
وكان يملك "إكرامي"، أن يتولى رئاسة النادى الأهلى، لو أراد وسلك المسلك الإدارى، فهو يمتلك شعبية جارفة بين "الشعب الأحمر" لكنه فضل أن يسخر شعبيته لخدمة "الخطيب"، فى أى انتخابات، خاصة وأن "إكرامي" صاحب "كاريزما" لايستهان بها، وله طلة وحضور طاغي، وتجلى ذلك أثناء مشاركته فى بطولة 4 أفلام سينمائية منهم فيلمين مع وحش الشاشة فريد شوقى "رجل فقد عقله" 1980، "يارب ولد" 1984، "مرسى فوق مرسى تحت" 1981، و"احنا بتوع الإسعاف" 1984، وكان الطريق مفروشا بالورود أمام "إكرامي" ليصبح نجم سينمائي، لكنه مع انتشار "الحركة الوهابية السلفية" فى مصر، رجح "إكرامي" كفة التدين، على حساب متاع الحياة.
وأدرك "الخطيب" أن شعبيته إلى جانب شعبية "إكرامي" ستقوده إلى رئاسة النادى الأهلى فى يوما ما، وهو ما حدث بالفعل. وبالعودة إلى "ناصر" و"حكيم" سنجد أنه قبل "النكسة" مباشرة، كانت الخلافات قد اشتعلت بين "أصدقاء العمر" بسبب اعتراض "المشير" على معظم قرارات " ناصر" السياسية، وأبرزها أرسال الجيش المصرى إلى اليمن، وتأميم قناة السويس الذى تسبب فى العدوان الثلاثي، والعديد من القرارات التى أدت إلى "خريف العلاقة"، ولم يكن "حكيم" يميل إلى الإعلام، وكان ينصح "ناصر" ويغضب منه فى الغرف المغلقة، حتى كشف التاريخ أوراق الأزمة كاملة.
وفعل "إكرامي" مثلما فعل "حكيم"، وحرص على نصيحة "الخطيب"، وحذره من الكوارث التى وقع فيها فعليا رئيس الأهلى، وأبرزها أزمة تركى أل الشيخ .
ولكن جاء الاستغناء، عن نجله شريف إكرامي، ثم رحيل رمضان صبحي، زوج أبنته" إلى "براميدز"، بمثابة "النهاية المؤلمة ل"صداقة العمر" بين الطرفين.
وبدأ "الخطيب" فى توجيه "طعنات الإهانة" ل "إكرامي" عندما أصدر قرار بمنعه من الظهور الإعلامي، وبدأ تضيق الخناق عليه عن طريق خالد بيبو رئيس قطاع الناشئين، الذى قدم تقرير للمجلس بأن " إكرامي" لا يلتزم باللوائح، على خلفية ظهوره الإعلامى المتكرر، وهو تقرير يحمل كل معانى "الإهانة"ل"إكرامي" أحد أهم رموز النادى على مدار تاريخه.
ووصل الأمر إلى أن "الإعلامي" الذى يلقب داخل جدران النادى ب"الشيطان يعظ"، بالتأكيد فى برنامجه أن مجلس الأهلى سيحدد مصير "إكرامي" فى غضون الأيام المقبلة، فى أشارة واضحة وصريحة بأن "الخطيب" يخطط ل" عزل إكرامي"، مثلما كان يخطط "ناصر" للإطاحة ب"حكيم" قبل النكسة، ليبقى السؤال هل الأهلى على أعتاب "نكسة" فى ظل الأحداث الخريفية المتتالية التى تشهدها "القلعة الحمراء" فى الأونة الأخيرة؟