طباعة
sada-elarab.com/537137
من هنا من قلب القاهره تأتي الانتصارات وتتوالي النجاحات التي تزيد المارد المصري قوة وصلابة وتزيد الدجال « العثمانلي » ضعفاً .
إنتصار جديد لدوله تتمسك بالقوانين الدوليه والأمميه ضد دوله متمسكه بمبدأ الغطرسه والبلطجه وفرض سياسة الأمر الواقع وفيها لا خفيها . يوم تاريخي في العلاقات بين مصر واليونان وفي تطور نوعي في العلاقات بين القاهره وأثينا وفي خطوه هامه تم توقيع إتفاقية الإرادة والعزم والقوه للوقوف ضد أي تهديدات في المتوسط . صفعه جديده مدويه علي قفا « العثمانلي » في خطوة ذكيه من القياده المصريه وفي هدوء تام ومن غير أي إعلان مسبق وبدون ضجه اعلاميه وفي سريه تامه أجريت الإتصالات والمباحثات والتنسيق المشترك ، وكانت المفاجأة إعلان توقيع إتفاقية ترسيم الحدود البحريه بين مصر واليونان وتم تعيين منطقه إقتصادية خالصه لكل من البلدين لتعزيز الإستفادة من الثروات في شرق المتوسط من النفط والغاز وتتيح لهما التنقيب عنهم ، كما يمكن أن تقوم شركات التنقيب العالميه بضخ إستثماراتها في هذه المناطق بعد أن اكتسبت الصفه القانونيه . خاصة أن هذا الإتفاق الشرعي والقانوني المودع لدي الأمم المتحدة يتمتع بالحمايه الدوليه .
اتفاقية ترسيم الحدود ضربة معلم من القياده المصريه نسفت ما يسمي بإتفاقية السراج و اردوغان ، وتعد هذه الإتفاقية إنتصاراً جديداً يضاف إلى انتصارات الدوله المصريه لا سيما الدبلوماسية المصريه التي بذلت جهوداً حثيثه لإتمام تلك الإتفاقية ، وهذا يؤكد أنه هناك أموراً لا تحل من خلال استخدام القوة العسكرية لتمرير الإتفاقيات فليست القوة العسكريه وحدها هي من تحدد قوة الدول وثقلها ودورها إتفاقية تعبر عن العلاقات الوطيده بين البلدين الصديقين وقوة وصدق الإرادة بين القياده السياسيه لكلا من الجانبين المصري واليوناني فالحضاره الفرعونية والحضارة اليونانيه علاقات قديمه وتاريخيه . وبخلاف أن هذه الإتفاقية تعطي لمصر واليونان الحق في البحث والتنقيب شرق المتوسط فإنها تعزز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات عدة وتفتح آفاقاً جديده في التعاون الإقليمي في مجال الطاقه ووضعت هذه الإتفاقية حداً للمساعي التركيه للتمدد فهي ضربه كبيره لتركيا وتمنعها من التنقيب ، وتحرمها من تحقيق أهدافها وأطماعها في شرق المتوسط ولن تجرؤ على التنقيب عن غاز أو بترول في المياه الإقتصادية الخالصه لكلا البلدين لأنها إذا حاولت الاقتراب من الأماكن المحدده داخل الإتفاقية ستواجه بالقوة الغاشمة ، وسيكون الرد قاسي وعنيف من مصر واليونان وكله طبقاً للشرعيه الدوليه والقانون الدولي . فبعد تحديد مصر في يونيو الماضي منطقة سرت الجفره خطاً أحمر ممنوع الاقتراب منه أو تجاوزه رسمت مصر واليونان خطاً آخر جديد لتركيا لكن هذه المرة في البحر ليصبح « اردوغان » محاصراً براً وبحراً ، وبعد إتفاق ترسيم الحدود بين اليونان وإيطاليا وبعد توقيع ترسيم الحدود البحريه بين مصر واليونان لم يعد لتركيا وإردوغان أي مدخل بإتجاه ليبيا يتوافق مع قواعد القانون الدولي ، إلا الطرق غير المشروعه التي يسلكها كما هو الحال في إيصال المرتزقه السوريين الذين يتم نقلهم يومياً عبر طائرات مدنيه إلي طرابلس ، وكذلك إيصال الأسلحة بالطرق غير المشروعه . بهذه الإتفاقية تم حصار تركيا من كل إتجاه ، وأصبح خاقان البر والبحر « اردوغان » محاصراً براً وبحراً وتم عزله مثلما تم عزل قطر من دول الخليج ، وكما قال السيد وزير الخارجيه اليوناني إتفاقية طرابلس وتركيا مكانها « سلة المهملات » هذه الإتفاقية ضبطت إيقاع منطقة شرق المتوسط وأغلقت أضلاع المثلث الحدودي في وجه أطماع وبلطجة « اردوغان » الذي يسعي لسرقة ونهب مقدرات الدول والشعوب بمبدأ الغطرسه والبلطجه وفرض سياسة الأمر الواقع . أثارت الإتفاقية حفيظة تركيا واعترضت دون معرفه تفصيليه ببواطن الأمور ، وجعلت العثمانلي مضطرباً وفي حالة ارتباك وجن جنونه ، فكان أول ردود فعل تركيا بأن المنطقه المحدده تقع ضمن " الجرف القاري التركي " وقالت إن الإتفاق باطلاً ولاغياً وهذا يعكس حجم الصفعه التي تلقتها وحجم الإفلاس السياسي مما جعلها تطلق ردود لا أساس لها من الصحه . وسخرت قنوات الفتنه القنوات الإرهابية التي تبث من أراضيها وكتائبها الإلكترونيه لمهاجمة الدوله المصريه مدعين عن تنازل مصر عن بعض من حدودها البحريه في المتوسط لصالح اليونان وأهدرت 11500 كيلو من مياهها الإقليمية بسبب إتفاقية ترسيم الحدود مع اليونان وهو كلام عاري تماماً من الصحه والحقيقه أن مصر كانت مُصره علي مرور الترسيم الذي كانت مختلفه عليه اليونان منذ 2014 ، فكيف لها أن تفرط في سم واحد أو شبر واحد في مياهها الإقليمية ! فترسيم الحدود تم بمعرفة خبراء عسكريين ودبلوماسيين وخبراء مختصين وخبراء مساحه يعني ناس مؤهلين لدراسة مثل تلك الأمور . وهذه الإتفاقية أضافت لمصر ولم تنتقص من حقوقها فمصر لم تفرط في شبر واحد من حقوقها وسيادتها علي مياهها الإقتصادية .
لقد تحطمت آمال العثمانلي وعليه أن يعيد حساباته ، لقد ضاعت أحلام الخليفه الطائش وتلاشت بعد توقيع هذه الإتفاقية فقد قطعت الطريق علي محاولات الإستغلال غير الشرعي للثروات في منطقة المتوسط وكانت قول الفصل بأن تركيا لن يكون لها موطئ قدم في نفط وغاز شرق المتوسط بعد أن حاول مراراً وتكراراً وما زال يحاول إستخدام الورقه الليبيه من أجل الصراع علي غاز المتوسط ومن شدة الصدمه التي تلقاها بعد توقيع الإتفاقية أعلن عن إستئناف عملية التنقيب التركيه لحفظ ماء وجهه وليظهر أمام شعبه بأنه الفارس الملثم وهو يعلم علم اليقين أنه لن يجرؤ على الاقتراب من المناطق الاقتصادية الخالصه لكلا البلدين ، لأن بموجب الإتفاقية ستتصدي مصر واليونان لأي تحركات تركيه غير مشروعه في مياه البحر المتوسط . علي اردوغان أن يراجع نفسه ألف مره قبل أن يقبل علي أي عمل استفزازي لأن التعدي على حقوق وممتلكات الدول ليس فيه تهاون ، ففي السياسه لا يمكن لمشاعرك أن تقودك خصوصاً الغضب أو التهور ولهذا السبب دائماً يقع « إردوغان » في الفخ كعادته .