طباعة
sada-elarab.com/514861
هذا ما فعله فيروس كورونا ... حتى لو أنها أزمة مفتعلة تحكمها قوانين
الجاذبية المنفعية والأطماع الاقتصادية والأحقاد البشرية التي تحكم العالم
تحت كل المسميات الضخمة الفخمة التي نعجز عن تكرار نطقها بعد سماع نشرات
الأخبار.
إنه ذلك الفيروس الذي أظهر العالم هشًا فوضويًا منبعجًا في إتجاهات عديدة كلها مظلمة.
هل هي مصادفة ؟ أن يظهر هذا االفيروس ليوقف الحروب والقتل والفتن والطائفية والتبعية والانتهازية والقرصنة.
سؤال راودنا جميعا منذ بداية الأزمة، هل هذا إنذار للبشر؟ الذي أغضب كل شيء على سطح الارض، هل هذا إنذار للقيادات الدولية والعالمية الرخوة التي كشفت بوجهها العبوس نظرية (كأن) التي تحكم العالم أجمع بكامل أنظمته ليعيد البشر حساباتهم بعيدًا عن طرح قلوبهم، هل طرحت قلوبنا كل هذا السواد لنستحق .... "كورونا".
تتغير الحياة من الآن الى ما بعد كورونا تغيرًا جذريًا، فلم يعد الحديث بلغة حضارة السنين والتطور وحقوق الإنسان مضيفًا أو مستحبًا بل أصبح فقاعيا بعدما أجهد البشر الطبيعة وتجبروا على مقدراتهم.
وصارت معركة "كورونا"، معركة وعي وقيمة وأولويات، رسالة أخيرة لكل من يضجعون على أسرة خواء التفكير والبينية والعدم والسقط واللأدرية.
وبرغم ما خلفته وستخلفه الأزمة من ألم وفقدان للأحبة وبكاء على أطلال الإنسانية، الا أنه يجب علينا أن نقف احترامًا وتعظيمًا وشكرًا لـ"كورونا"، كما نشكر جيوشنا البيضاء والبرتقالية، فبسببه أصبح العلماء والأطباء وطواقم التمريض نجوم المجتمع بدلا من التافهين والامعات والرويبضة.
وبسببه احترمنا نظامًا جديدًا للتعليم، حتى وإن جاهده الكثيرون في السابق، وتحت ضغط الظروف بدأنا في التصديق بأن التعليم أون لاين، سيقضي على أكذوبة المدارس الأجنبية وسيصرف شبح الدروس الخصوصية التي أجهضت رحم الأسرة المصرية المسكينة.
وأخيرًا اقتنع الشعب بقرارات حكومته الرشيدة في إدارة الأزمة وأثبت التطبيق الذكي بحسن التدبير أنه مثالي، سيطر على جشع التجار في وقت وجيز في زمن الكورونا الأحلى كثيرا من الأزمان السابقة.
ليست هناك مصافات، إنها اعادة ترتيب آلهي للنظام العالمي والشخصية الإنسانية المتلولوة وتعزيزًا لقبضة الحكومات كلها، حيث باتت تظهر في الأفق قوى جديدة، حين مثلت أزمة "كورونا" المستجد ضربة قاسية شطرت ظهر القوى العالمية إلى نصفين، وأدت إلى إختلال موازين العالم في أعتى قاراته، القارة العجوز والقارة السمراء وقارة بنت مزاحم.
فوجدنا أنفسنا أمام إنقسام أوروبي أوروبي بالقارة العجور، وانقسام أوروبي أمريكي، وصراع أمريكي صيني، ودب روسي صرف انتباه العالم عن الوضع الحقيقي للكورونا الروسية في محاولة منه ربما تنجح على موازين الازمات في سحب بساط العولمة المتمحور حول أمريكا سائرًا ليفترش تحت أقدام الصين الى تغيير وجهته إلى تحت أقدام الدب.
وعلى صعيد دفع الفيروس فيه توجهات المجتمعات لحشد قوتها لمواجهة فترات إنعزال طويلة على الذات مع خوف يصل الى العزلة بعد العزل، وتوقع أن يكون العالم أقل إنفتاحًا وأقل حرية وأكثر فقرًا وانكفاءًا إلى الداخل وبحثا عن الاكتفاء الذاتي.
كما يتوقع أن ينشط مناهضي العولمة، بعدما تلطخت سمعة النموذج الغربي الذي تربعت دوله على عرش الدول المنكوبة بـ"كورونا".
وبمزاج إيجابي أدارت مصر الأزمة باحترافية على الصعيد القيادي والحكومي والشعبي بقراراتها الاقتصادية الحانية الحكيمة، وأظهرت قوة مكنوناتها القدرية المتمثلة في الجيش الأم، وابنيه الجيش الأبيض والبرتقالي.
الدكتورة لمياء لطفي
عضو بيت العائلة المصرية
إنه ذلك الفيروس الذي أظهر العالم هشًا فوضويًا منبعجًا في إتجاهات عديدة كلها مظلمة.
هل هي مصادفة ؟ أن يظهر هذا االفيروس ليوقف الحروب والقتل والفتن والطائفية والتبعية والانتهازية والقرصنة.
سؤال راودنا جميعا منذ بداية الأزمة، هل هذا إنذار للبشر؟ الذي أغضب كل شيء على سطح الارض، هل هذا إنذار للقيادات الدولية والعالمية الرخوة التي كشفت بوجهها العبوس نظرية (كأن) التي تحكم العالم أجمع بكامل أنظمته ليعيد البشر حساباتهم بعيدًا عن طرح قلوبهم، هل طرحت قلوبنا كل هذا السواد لنستحق .... "كورونا".
تتغير الحياة من الآن الى ما بعد كورونا تغيرًا جذريًا، فلم يعد الحديث بلغة حضارة السنين والتطور وحقوق الإنسان مضيفًا أو مستحبًا بل أصبح فقاعيا بعدما أجهد البشر الطبيعة وتجبروا على مقدراتهم.
وصارت معركة "كورونا"، معركة وعي وقيمة وأولويات، رسالة أخيرة لكل من يضجعون على أسرة خواء التفكير والبينية والعدم والسقط واللأدرية.
وبرغم ما خلفته وستخلفه الأزمة من ألم وفقدان للأحبة وبكاء على أطلال الإنسانية، الا أنه يجب علينا أن نقف احترامًا وتعظيمًا وشكرًا لـ"كورونا"، كما نشكر جيوشنا البيضاء والبرتقالية، فبسببه أصبح العلماء والأطباء وطواقم التمريض نجوم المجتمع بدلا من التافهين والامعات والرويبضة.
وبسببه احترمنا نظامًا جديدًا للتعليم، حتى وإن جاهده الكثيرون في السابق، وتحت ضغط الظروف بدأنا في التصديق بأن التعليم أون لاين، سيقضي على أكذوبة المدارس الأجنبية وسيصرف شبح الدروس الخصوصية التي أجهضت رحم الأسرة المصرية المسكينة.
وأخيرًا اقتنع الشعب بقرارات حكومته الرشيدة في إدارة الأزمة وأثبت التطبيق الذكي بحسن التدبير أنه مثالي، سيطر على جشع التجار في وقت وجيز في زمن الكورونا الأحلى كثيرا من الأزمان السابقة.
ليست هناك مصافات، إنها اعادة ترتيب آلهي للنظام العالمي والشخصية الإنسانية المتلولوة وتعزيزًا لقبضة الحكومات كلها، حيث باتت تظهر في الأفق قوى جديدة، حين مثلت أزمة "كورونا" المستجد ضربة قاسية شطرت ظهر القوى العالمية إلى نصفين، وأدت إلى إختلال موازين العالم في أعتى قاراته، القارة العجوز والقارة السمراء وقارة بنت مزاحم.
فوجدنا أنفسنا أمام إنقسام أوروبي أوروبي بالقارة العجور، وانقسام أوروبي أمريكي، وصراع أمريكي صيني، ودب روسي صرف انتباه العالم عن الوضع الحقيقي للكورونا الروسية في محاولة منه ربما تنجح على موازين الازمات في سحب بساط العولمة المتمحور حول أمريكا سائرًا ليفترش تحت أقدام الصين الى تغيير وجهته إلى تحت أقدام الدب.
وعلى صعيد دفع الفيروس فيه توجهات المجتمعات لحشد قوتها لمواجهة فترات إنعزال طويلة على الذات مع خوف يصل الى العزلة بعد العزل، وتوقع أن يكون العالم أقل إنفتاحًا وأقل حرية وأكثر فقرًا وانكفاءًا إلى الداخل وبحثا عن الاكتفاء الذاتي.
كما يتوقع أن ينشط مناهضي العولمة، بعدما تلطخت سمعة النموذج الغربي الذي تربعت دوله على عرش الدول المنكوبة بـ"كورونا".
وبمزاج إيجابي أدارت مصر الأزمة باحترافية على الصعيد القيادي والحكومي والشعبي بقراراتها الاقتصادية الحانية الحكيمة، وأظهرت قوة مكنوناتها القدرية المتمثلة في الجيش الأم، وابنيه الجيش الأبيض والبرتقالي.
الدكتورة لمياء لطفي
عضو بيت العائلة المصرية