طباعة
sada-elarab.com/4125
تتواصل عملية الموصل التي تتصدر الرأي العام الدولي منذ نحو أسبوع وتجذب انتباه الصحف العربية والدولية على حد سواء حيث تقدم 65 دولة بقيادة أمريكا الدعم الجوي للعملية ضد تنظيم داعش الإرهابي بالتعاون مع حكومة بغداد في العمليات العسكرية ضد تنظيم الداعش الإرهابي في مدينة الموصل، أما حكومة أنقرة التي لم تسمح لها المشاركة في العملية فتجري حسابات لحصد الأصوات في الاستفتاء الشعبي للانتقال إلى النظام الرئاسي من خلال خداع شعبها.
في بادئ الأمر نفت مصادر الخارجية العراقية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبعده رئيس وزرائه بن علي يلدرم حول مشاركة تركيا في عملية الموصل.
أما الإعلام الفاسد الموازي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا فلا يزال يروج في صفحاتها أن هناك مشاركة حقيقية لتركيا في عملية الموصل من خلال تلاعب في الكلمات والألفاظ ، فإن اعتبرنا الرئيس أردوغان من ضمن صفوف حزب العدالة والتنمية يمكن القول عندئذ إن جميع أعضاء الحزب يخدعون الشعب بإعلانهم في كل محفل ومناسبة أن تركيا شاركت في عملية الموصل.
بينما ذكرت وكالة فرانس برس ووكالات أنباء أخرى أن تركيا لم يتم إشراكها في عملية الموصل استنادًا إلى تصريحات مسؤولين عراقيين.
"هل شاركت تركيا أم لا تشارك؟" طرحنا هذا السؤال على الملا ياسين مسؤول شؤون الشرق الأوسط في الاتحاد الوطني الكردستاني وهو حزب الرئيس العراقي السابق جلال طالباني أحد ممثلي المنطقة، بالإضافة إلى أن السيد ياسين معروف بقربه من فؤاد معصوم المقرب من الرئيس العراقي الحالي وزميل لطالباني وأكد كلاهما أن تركيا ليست من ضمن الدول التي تشارك في عملية الموصل وبالتالي فإن أردوغان يكذب في هذه المسألة".
إذن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هنا لماذا يحاول أردوغان خداع الشعب في الشأن العراقي؟
ولماذا لا يشعر أردوغان وحكومة العدالة والتنمية بالقلق إزاء البؤر الإرهابية العديدة الموجودة للعمال الكردستاني وداعش داخل أراضي تركيا ولا تتخذ الحكومة خطوات رادعة للقضاء على هذه البؤر بينما يتخوفون من التنظيمين داخل سوريا والعراق.
ولماذا لا يشعر أردوغان وحكومة العدالة والتنمية بالقلق إزاء البؤر الإرهابية العديدة الموجودة للعمال الكردستاني وداعش داخل أراضي تركيا ولا تتخذ الحكومة خطوات رادعة للقضاء على هذه البؤر بينما يتخوفون من التنظيمين داخل سوريا والعراق.
والرد على مثل هذه الأسئلة تكمن في النقاط التالية:
أولا سياسة حملة الدعاية في تركيا تتركز على خطابات حماسية دائمًا ما تنجح وتؤتي أكلها سواء في الانتخابات أو الاستفتاءات، والحكومة تعلم ذلك وتردد في الأوساط بهدف التمهيد للاستفتاء الرئاسي المقرر إجراؤه في العام القادم جملة "إننا ندخل في الأراضي العراقية كما دخلنا الأراضي السورية وها نحن نسترد الأراضي العثمانية القديمة التي فقدناها في وقت سابق".
ثانيا الكاتب الأمريكي "مايكل روبن" الذي كان مسؤولاً عن تركيا وايران في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في وقت سابق، ومستشارَا للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في القضايا الخاصة بتركيا وإيران والعراق أرجع سبب رغبة أردوغان في المشاركة بعملية الموصل إلي مساندة زعيم تنظيم داعش الإرهابي على الهروب فتنظيم داعش الإرهابي ارتكب مجازر بحق التركمان والعرب داخل الموصل على مدار السنوات الماضية فلماذا لم يحرك أردوغان ساكنًا حينها بينما يرغب الآن في المشاركة بكل ما أوتي من قوة؟
يبدو أن نظام أردوغان يريد أن يؤدي المسرحية عينها التي لعبها في طرابلس السورية فحكومة أنقرة كانت قد أعلنت أنها ستدخل طرابلس للتصدي لتنظيم داعش الإرهابي وللصدفة العجيبة تم استعادة المدينة دون أن ينزف أنف عنصر واحد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي وبهذا تمكن داعش من إستعادة أنفاسه بعدما تم تضييق الخناق عليه.
إن أنقرة ترغب في أداء اللعبة نفسها في الموصل فهى تهدف إلى دخول المدينة وإنقاذ عناصر التنظيم الإرهابي بحجة التصدي لعناصر التنظيم، ولهذا السبب تمتنع حكومة بغداد وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مشاركة أنقرة في العملية لأن هذه الدول على علم ويقين بأن العدالة والتنمية بزعامة أردوغان لها علاقة وثيقة مع تنظيم داعش الإرهابي وهناك وثائق لدى الأمم المتحدة تثب هذه العلاقة.
ثالثا القوى العميقة السرية التي توجّه أردوغان من الممكن أن تكون هددته قائلة "إن قسمت تركيا فإنعم بها وإلا فأنت ميت". ومن أين نستنتج هذا؟ من النظر إلى كون كافة الخطوات التي يتخذها أردوغان تجر البلاد إلى كوارث وانقسامات لكنه يجدد معنويات أنصاره بعبارات "دمشق وغزة وحلب والقاهرة والموصل وكركوك" وكأنه يؤسس الإمبراطورية العثمانية من جديد بمعنى أننا مقبلون على الانقسام من خلال إدعاء التوسعية.
رابعا في ظل وجود إدارة غرقت في كل هذا الكم من الفساد وفي ظل تصدر مسألة الأسلحة الكيميائية المزعوم إرسالها إلى داعش من قبل حكومة يُزعم أنها تبيع نفط داعش إلى العالم الي الرأي العام المحلي والدولي فإن خير وسيلة للمراوغة هو جر البلاد إلى كارثة لا عدول عنها.
أيا كان السبب الحقيقي من بين هذه الأسباب الأربعة فإنه من الواضح أن جميعها تدفع تركيا إلى كارثة.