طباعة
sada-elarab.com/188406
بداية أنتهز هذه الفرصة السعيدة لأتقدم بالتهنئة والتبريكات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قيادة وشعبا بمناسبة العيد الوطني المجيد، وأود هنا الحديث عن واقعة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي والإسلامي وحدثت خلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية مؤخرا، حين حاولت طفلة إماراتية أن تسلم على سموه لكن لم يحالفها الحظ.
فقد أظهر فيديو للأميرين يسيران بين صفين من الأطفال يسلمون على سموهما، وكانت الطفلة عائشة محمد مشيط المزروعي، تقف في صف الأطفال من جهة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، لكنها قررت تغيير موقعها لتحاول الوصول إلى يد الشيخ محمد بن زايد على أمل مصافحته، وبالفعل انتقلت إلى الصف المواجه، لكن لم يحالفها الحظ حيث انشغل سموه بالحديث مع الأمير محمد بن سلمان وخرجا من المكان.
والتقطت الكاميرات هذه الواقعة، وكان واضحا طموح الطفلة ومحاولتها الجريئة واتخاذها القرار في لحظات ساعية للتشرف بمصافحة الشيخ محمد بن زايد دون أن تتمكن من ذلك، وفي لحظات عندما علم سموه برغبة الطفلة بالسلام على سموه، فما كان من سمو الشيخ محمد إلا أن قرر الانتقال بنفسه إلى منزل الطفلة عائشة ولقائه بأهلها وتقبيله يدها، وجلس معهم في البيت الذي لم يتوقع أهله أن يأتيهم سموه في لمسة إنسانية أثارت إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي.
وعلى الرغم مما في هذه الواقعة من شيم الكرام ودماثة الخلق التي تجدها في كل قادة الخليج الكرام، إلا أنني هنا أود التطرق لأمور أخرى، وأولها التعاطي الإعلامي مع الحدث الذي ربما يتكرر في العديد من مثل تلك المناسبات، لكن لا يلتفت إليه إلا أصحاب الحرفية في العمل الإعلامي والصحفي، وأسلوب التناول الإعلامي لأي حركة وأثرها الكبير على المواطن، حيث ضجت وسائل التواصل بردود أفعال تشكر سموه على هذا الود الكبير، فقد علق أحدهم قائلا «يلوموننا في حب عيال زايد».
والأمر الثاني في هذه الواقعة، هو التحرك السريع للمسؤولين في أبوظبي ونقل المشهد إلى ولي العهد ثم تنفيذ توجيهات سموه بالانتقال إلى منزل تلك العائلة، وهو ما يندرج أيضا تحت قاعدة الحرفية في التعامل مع حدث عارض خلال مناسبة سياسية، وكيفية مزج العمل الدبلوماسي مع الفعل الوطني والأبوي ليخرج لنا توليفة حازت على إعجاب كل من تابعها.
والأمر الثالث الذي يجب أن نلتفت إليه في هذه الواقعة هو تعزيز الانتماء والولاء بطرق غير تقليدية، حيث تجد ذلك في تعليقات المواطنين بدولة الإمارات الشقيقة، ومدى اعتزازهم بقيادتهم، وحبهم لعيال زايد بلا جدال أو منازعة، ففي لحظة لا تتجاوز الثواني الثلاث وما تلاها من رد فعل الشيخ محمد بن زايد، تم تعزيز الولاء للدولة والانتماء إلى ترابها دون دروس ومحاضرات ولقاءات.
لا ننفي على قادتنا مثل هذه الأفعال، ولكن ما نحتاجه، هو العمل الإعلامي الاحترافي، وكذلك التحرك السريع للمسؤولين في الدولة وإيصال المعلومة لأصحاب القرار، وانتهاز الفرص السانحة الكثيرة في تعزيز الولاء والانتماء، فكم من عشرات اللقاءات لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى التي جمع حوله أطفالنا، وكم هي المبادرات السامية التي خدمت أبناء البحرين، لكن غفا عنها الإعلام وتجاهلها المختصون من أصحاب القرار. وللحديث بقية.