طباعة
sada-elarab.com/167223
استقبلت الأسبوع الماضي أصدقاءً اعزاء من المملكة العربية السعودية الشقيقة، حضروا للبحرين في زيارة «موجهة»، حيث جاؤوا خصيصًا لزيارة مشروع يسمى «مزارع الجزيرة»، والحقيقة أنني لم أسمع عن هذا المشروع من قبل ولم تكن لدي معلومات عنه.
ولا ألوم نفسي أو أحدًا في الجهل بهذا المشروع، بينما عرفه الأخوة السعوديون، ولكن ربما يرجع السبب في ذلك لمكانه الذي يقع في منطقة قريبة من «جو»، فقمنا بترتيب الزيارة والتواصل مع المسؤول عن المشروع، حيث استقبلنا المدير العام الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، بترحاب وسعة صدر أشكر سعادته عليها.
وقدم الشيخ راشد شرحًا وافيًا للمشروع، قال إنه بدأ منذ 8 سنوات تقريبًا ويهدف لإحداث الاكتفاء الذاتي من الخضروات والألبان ومنتجاتها، وشاهدنا لديهم بجانب الزراعة، حظائر أغنام يتم فيها إنتاج حليب الأغنام وصناعة الأجبان وكافة منتجات الألبان، حتى أنهم ينتجون صابونًا طبيعيًّا مصنعًا من حليب الغنم.
ويتم ريّ المنتجات الزراعية في المشروع، بطرق حديثة مبتكرة وبأقل كميات من المياه، كما أن الزراعة تتم في صوبات متطورة تعمل على مضاعفة إنتاجية المحاصيل وتنويعها في السنة الواحدة، وتقدم للسوق البحريني منتجات طازجة وذات نوعية متميزة.
الحقيقية أننا قضينا وقتًا ممتعًا وسعيدًا ومفيدًا مع الشيخ راشد الذي قدم شرحًا وافيًا للمشروع، وجعلنا في حالة انبهار بهؤلاء الذين ينظرون لمستقبل الوطن من جانب الأمن الغذائي، وهو موضوع تطرقت إليه في مقالات سابقة وطرحت أسئلته على المسؤولين في الحكومة، وقد كانت «مزارع الجزيرة» أحد الإجابات على سؤالي بشأن كيفية تأمين الغذاء لمملكتنا.
المشروع كبير ويحمل آمالًا أكبر في أن يقدم للسوق البحريني منتجًا نتكئ عليه في حال توقف أو حدوث مشكلة في الاستيراد، خاصة وأن تلك المنتجات يتم استيرادها بشكل يومي، وفي حال تعرّض المصدرين لمشاكل، فسيكون حالنا مرتبطًا بهم وهو أمر خطير يجب أن نحسب حسابه.
الأخوة الأعزاء السعوديون حضروا الى البحرين خصيصًا بعد أن سمعوا عن هذا المشروع ونجاحه، وهذا يمثل لي شخصيًا شرفًا كبيرًا أن يأتي مستثمرون من دول أخرى للاطلاع على مشاريعنا والتعلم منها، ولذلك شعرت بفخر أن يكون هذا المشروع على أرض مملكتنا.
ولكن تبقى المسؤولية الحكومية تحت منظار البحث.. لماذا لا يتم دعم مثل هذه المشروعات واستنساخها في بلدنا ليصبح لدينا اكتفاء ذاتي في سوق الغذاء؟ خاصة وأن مؤسسات اقتصادية حكومية وخاصة تقدم دعما متنوعا لشتى المشروعات والمبادرات في المملكة، ربما لا يعود منها على الدولة بفائدة معتبرة، اللهم إلا توظيف بحريني هنا وهناك، وهو ما يمكن أن توفره تلك المشروعات وبأعداد مضاعفة عما يتم حاليًا.
كما أن قطاع الزراعة في البحرين يحتاج إلى جانب دعم مشروعاته، أن تتم إعادة النظر إلى التعليم الزراعي، فلا يوجد لدينا خريجون من هذا القطاع الهام، ونفتقر إلى أبحاث وطنية في تطوير الزراعة، وهو أمر يحتاج تشجيع ورعاية ودعم من الدولة ووزاراتها.
ولقد ظهر في الآونة الأخيرة مقترح لزراعة التبغ في البحرين، وللأسف الشديد وجد دعمًا «غريبًا» من بعض المسؤولين في الحكومة على الرغم من مخالفة فكرة المشروع لاحتياجاتنا المعيشية والبيئية وكذلك للجدوى الاقتصادية، فهل يمكن أن نسمع من هؤلاء المسؤولين تصريحًا واحدًا يدعم فيه مشروعات صناعية او زراعية مماثلة لمشروع «مزارع الجزيرة»؟
وللحديث بقية.