طباعة
sada-elarab.com/158494
في الأفكار البسيطة ما يرفع العبء الكبير عن كاهل كثيرين في المجتمع لمواجهة معضلات ربما يومية أو في ظروف استثنائية، ولهذا كان لأصحاب الأفكار البسيطة والإبداعية الحق علينا في أن نقدم لهم عظيم الشكر والامتنان؛ على ما يقدمونه لتيسير حياتنا دون أن نشعر بحجم العمل الذي يقومون به.
ولعل من أمثلة الأفكار البسيطة والتي أصبحت شيئا مهما وكبيرا لا يستغني عنه أهل البحرين في السنوات القليلة الماضية، هي خدمة «تواصل أهل البحرين» التي تبعث برسائل عن الوفيات والجنائز وتفاصيلها لمجموعات التواصل الاجتماعي على مدار الساعة دون كلل أو ملل، حيث بدأت الفكرة من أحد رجال البحرين الطيبين الاوفياء المخلصين الحريصين على فعل الخير، وهو أحمد بن جمعة الغريب، صاحب فكر شبابي مبدع، استطاع أن يستفيد من مجموعات «الواتس آب» ليطلق وينشر هذا التواصل بين أهل البحرين الكرام.
وحتى اليوم ومنذ انطلاقتها فكرة بسيطة تستند إلى فعل الخير والأجر لا أكثر، أصبحت «تواصل أهل البحرين» المصدر شبه الرسمي لمعرفة الوفيات في مملكة البحرين، وباتت بعض الصحف اليومية تعتمد عليها في هذا الشأن، لتأخذ الطابع الرسمي والموثوقية في نقل هذه المعلومة الهامة والتي لا تحتمل الفبركة أو الخطأ ولا حتى التأخير.
ورغم صعوبة الاستمرار في هذا العمل بصورة انفرادية وبشكل يومي، إلا أن صاحبها استمر في تقديم المعلومة الموثوقة دون أدنى خطأ في نشر معلومات عن شخص حي بأنه توفي، وهذا كان المحك الكبير الذي جعل تلك الفكرة تنمو وتصل لما نعرفه عنها اليوم، وبات كل من له فقيد يتواصل مع «تواصل أهل البحرين» لتكون ناشرا للخبر.
الأخ العزيز أحمد الغريب معروف لدى أكثر من نصف شعب البحرين، وندعو له بدوام الصحة والعافية وطول العمر لخدمة بلده بالطريقة التي اختارها ويعشقها ويؤديها لوجه الله تعالى.. لكن هناك مرحلة في أي مشروع يجب عندها إيجاد وسائل دعم للتوسع واستدامة النجاح واستمرار المشروع بنفس القوة في الأداء، وهذه المرحلة قد بلغها مشروع «تواصل أهل البحرين».
فقد اتسعت دائرة العمل لدى صاحب الفكرة، ويحتاج الى دعم معنوي ومادي حتى يستطيع تقديم الخدمة بكفاءة عالية مع هذا التوسع، فكلنا يعلم أن أخبار الموت لا موعد لها، وأن هذا المشروع الخيري لا يعترف بساعات الدوام والإجازات الرسمية، وهو ما يجعلنا نفكر جديا في دعمه بأي وسيلة.
مشروع «تواصل أهل البحرين» يجب أن يكون مشروع أهل البحرين، أهل الخير، لكي يكون نافذة رسمية للمناسبات، تعمل على مدار الساعة، ويشرف عليها متخصصون من الشباب البحريني المتفرغ للمهمة، ولكن كل ذلك يحتاج للدعم المالي والبشري، لذلك كان من الواجب علينا أن نبدأ في التفكير مع صاحب المشروع بكيفية دعم هذا المشروع حتى لا يتوقف، ونناشد من هذا المنبر جميع المؤسسات الحكومية والشركات الوطنية والاجنبية والجمعيات الخيرية والأفراد، كل حسب استطاعته، دعم هذا المشروع الرائد ليخفف العبء المالي عن صاحب الفكرة ومؤسسها وراعيها.
كما أتمنى لمشروع «تواصل أهل البحرين» أن يتنوع ولا يقتصر على الوفيات، بل لنجعله أيضا موقعا لتبادل الأخبار المفرحة من أعراس ومناسبات عائلية ومجالس، خاصة أن حسابه الآن على «إنستغرام» تجاوز 19 ألف متابع، ويزداد يوما بعد آخر، ويمكن مع هذا النمو أن يصبح نافذة للمناسبات العائلية البحرينية بكافة اطيافها وأجناسها.
ولا أظن أنني أتجاوز بأحلامي سقف الطموح، بل أرى في التوسع خليجيا فرصة كبيرة لهذا الاسم فيكون «تواصل أهل الخليج»، فجميعنا يعلم أن أهل الخليج عائلة واحدة، وفي المناسبات نحتاج دوما لمن يخبرنا بها أو يبقينا على التواصل في الأفراح والأتراح.