طباعة
sada-elarab.com/146512
من بين ما يستحضر به الناس شهر رمضان واستعدادته اللوجستية، تجد الرسائل النصية والمصورة والفيديوهات والرسوم المتحركة تتقافز بين وسيلة تواصل اجتماعي وأخرى، حتى أن كثيرين قد لا يقرأون تلك الرسائل، ولا يهتمون بها ويأخذون منها نسخة لإعادة الإرسال لباقي قائمة الأصدقاء.
لكن المفاجأة الكبرى التي وصلت لكل مواطن ومقيم في مملكة البحرين كانت رسالة قصيرة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، يبعث فيها تهنئته القلبية لكل فرد يعيش على أرض البحرين الغالية، بمناسبة الشهر الفضيل.
جاءتني الرسالة وكنت أظن أنها لبعض الأشخاص الذين تشرفوا بلقاء جلالته، حيث كنت من المحظيين بهذا الشرف قبل أسابيع قليلة، وقرأت الرسالة فأكدت لي كلماتها أنها رسالة خاصة من جلالة الملك المفدى لي فقط، دون الناس جميعا.
لكن أهازيج الفرح بدأت تتعاظم في منزلي حين جاءت ابنتي لتخبرني بتلقي رسالة نصية قصيرة من ملك الإنسانية جلالة الملك المفدى يهنئها بحلول شهر رمضان المبارك، واكتشفت أن كل عائلتي تلقوا الرسالة على هواتفهم الخاصة، وهنا تأكدت أن الرسالة القصيرة في كلماتها والعظيمة في معناها، مرسلة من إنسان عظيم، من جلالة الملك المفدى إلى أبنائه من شعب البحرين، الذين يحبون وطنهم وهم جميعا كذلك.
وما أن توصلت لتلك النتيجة الأولية، حتى اكتشفت أن الرسالة النصية من جلالة الملك حفظه الله ورعاه قد وصلت لكل الناس في البحرين، مواطن وأجنبي، عربي وأعجمي، عامل بسيط أو عالم أكاديمي، ولم يُستثنَ أحد في البحرين من هذه النفحة الطيبة لجلالته في مطلع الشهر الكريم، فكانت بداية الكرم لشهر رمضان أن تأتينا الرسالة السامية.
كل يوم نرى من مليكنا المفدى أفعالا ودروسا يجب أن تمثل للجميع مركزا لتعلم الأخلاق الرفيعة، وأن نسمو كما هو سمو الملوك في تعاملاتنا مع بعضنا البعض، فلقد رأيت في تلك الرسالة المبعوثة للجميع فيض محبة لم يستثنِ المسلم أو غيره، ومن يحفل بشهر رمضان أو من ينكره، بل إن الرسالة وصلت حتى لمن يعارضون جلالته ويستخدمون هواتفهم للتحريض على الوطن وقيادته، ووصلت لكل مسيء للبحرين قبل المحب لها. بالفعل يضرب جلالة الملك المفدى مثالا للتسامح والتعايش الذي طالما نادى به جلالته، وأكد أن البحرين هي أرض المحبة والتعايش والتراحم، وقبول الآخر بعيوبه ومميزاته، بعقيدته المغايرة واختلافه معنا في الدين والرأي والعبادة.
وأكاد أجزم أن لهذه الرسالة فوائد ومكاسب أخرى سنشهد مردودها على المدى البعيد، فالنظرة الاستراتيجية لجلالة الملك ورؤيته الشمولية لشعب مختلف الأعراق، تؤكد الحكمة التي يرمي إليها جلالته لأن تصل الرسالة النصية القصيرة للجميع دون استثناء، فمهما بلغ الإنسان من علم وعمل، لن يرضي الأطراف كافة، وسيبقى فصيل من الناس لا يريد إلا الانتقاد والرفض لمجرد الرفض.
وعندما تأتي رسالة محبة ومودة من ملك الإنسانية الذي يحكم هذه البلاد، سيعلم الجميع أن حكمة الوالد هو أن يستوعب كافة الأبناء الطائع منهم والعاصي، لأنهم في النهاية أبناؤه ولن يرضى يوما لهم إلا الخير، ولا يريد أن يرى سوى بسمة على الوجوه تعم الجميع.
لا أشك أن كل من تلقى الرسالة وقرأها قد ارتسمت على وجهه ابتسامة، وحتى لو كنت على خلاف مع صاحب الرسالة، فستحبه بعدها وستعرف مدى حبه لك، وقدرته على احتواء الجميع دون استثناء، فكل عام وانت مليكنا وحبيبنا ووالدنا الذي يحتوينا، ولو ما استطعنا أن نرد على الرسالة، فواجبنا الولاء والطاعة لجلالتكم.
رئيس تحرير جريدة الديلي تربيون الإنجليزية