فن وثقافة
فى ملتقى الهناجر الثقافى "السوشيال ميديا وحرب الشائعات"
الثلاثاء 25/سبتمبر/2018 - 04:47 م
طباعة
sada-elarab.com/114896
* هشام عزمى : الشائعات خطر يهدد السلام الاجتماعي
* رشا نبيل : اذا وجدت المعلومة الصحيحة قتلت الشائعة
* نسرين البغدادى : رأس المال الاجتماعى من أهم مميزات السوشيال ميديا
* جمال الشاعر : على الإعلام تطوير نفسه المرئى والمسموع والمقروء
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، أقام قطاع شؤون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، اللقاء الشهرى لملتقى الهناجر الثقافي تحت عنوان "السوشيال ميديا وحرب الشائعات"، بمركز الهناجر للفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، تحت إشراف الفنان محمد دسوقى مدير المركز .
شارك في الملتقى االدكتور هشام عزمى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، الدكتورة نسرين البغدادى، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، الإعلامى جمال الشاعر، وكيل الهيئة الوطنية للإعلام، الإعلامية رشا نبيل من التليفزيون المصرى، وأدار الملتقى الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقي .
فى البداية تحدثت الدكتورة ناهد عبد الحميد، قالت إن السوشيال ميديا ومواقع التواصل الإجتماعي والتكنولوجيا بشكل عام بقدر ما أفادت البشرية في مجالات كثيرة، بقدر ما تحولت في بعض جوانبها الى عبئ ثقيل ومرض خطير، بل تحولت إلى كارثة إنسانية وحضارية تهدد العقل البشري سلوكا وأخلاقا وأمنا، لافتة إلى أن المجتمع المصري الآن يعاني من ظاهرة خطيرة وهى ظاهرة إنتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، ومع تطور التكنولوجيا وعصر السوشيال ميديا تطورت معها الشائعات لدرجة جعلتها جزء من الحروب والتى وصفها الخبراء بأنها أحدث أسلحة حروب الجيل الرابع.
وأشار الدكتور هشام عزمي، فى كلمته إلى أن مصر شهدت تحولات جذرية في الأخلاقيات بالشارع المصرى والمعاملات بعد ثورة 25 يناير، وتلك التحولات غير منفصلة عما يحدث على الساحة السياسية، وما جرى من تحولات كان لها أثر أيضا على طريقة تناولنا لوسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك، باعتباره أشهر وسائل التواصل الاجتماعى على مستوى العالم وليس فى مصر فحسب موضحا أن خطورة الفيس بوك تكمن في سرعة انتشار الأخبار المختلقة من خلاله خاصة في غياب منهجية التحقق من المعلومة قبل نشرها، وفي ظل بيئة ترى السلبي في كل شىء فتنتشر الشائعات، وأخطر تلك الشائعات التى ترتبط ببث الحقد والكراهية، وهنا تصبح الشائعات خطر يهدد السلام الاجتماعي، وتعتبر الشائعات من أهم أسلحة حروب الجيل الرابع
مشيرا إلى أهمية التواصل بين الأجيال وأن الشباب يبحث عن المعرفة من خلال وسائل تختلف إلى حد ما عن الوسائل التي يستخدمها الآباء .
وقالت الإعلامية رشا نبيل إن أهم الشائعات وأخطرها هى مايتعلق بالأمور والأوضاع السياسة والاقتصادية والاجتماعية، فهذا هو قلب أو صمام الأمن القومى المصرى والسلام المجتمعي ومن هنا تبدو القضية خطيرة للغاية، وأضافت أنه فى تصورى الشخصى أن السبب الرئيسى فى الشائعة يكمن فى غياب المعلومة وغياب حرية تدوال المعلومة، لذلك كنت أعول كثيرا على المجلس الأعلى للإعلام فى أن يتبنى سريعا إصدار قانون حرية تدوال المعلومة، لأنه اذا وجدت المعلومة الصحيحة قتلت الشائعة أن لم نكون قد أحبطنا أيضا صنع هذه الشائعة فى صناعتها من الأساس وأشارت إلى ضرورة سد الفراغ فى حياتنا بالمعلومات الصحيحة حتى لا يضطر الفرد إلى اللجوء لسد فراغه بمعلومات خاطئة .
وأشادت الدكتورة نسرين البغدادى، بما يناقشه الملتقى من قضايا هامة تخص المجتمع بكل فئاته ومراحله العمرية
قالت إن هناك مميزات وجوانب إيجابية للسوشيال ميديا وخاصة الفيس بوك، فهناك على السوشيال ميديا المعروف ب "رأس المال الاجتماعى" وهو يتكون من أسرتى ومجموعة من الأقارب وعلاقتنا بالأصدقاء وقدرتنا على التواصل مع الآخرين بلغة مشتركة وبأسلوب ديمقراطى، ولكن من الممكن أن يهتز او نفقد جزء منه بسبب الشائعات،
والتواصل الاجتماعى هو منبر يمكننى من طرح رأى ومناقشته مع الآخرين، ويستطيع الفرد معرفة الكثير من الأخبار عن وطنه والعالم بصفة عامة وبذلك تكون السوشيال ميديا مصدر معرفة، وحين تنعدم رقابة الأسرة على الأبناء تبدأ سلبيات السوشيال ميديا، فلابد من التواصل مع الأبناء ومعرفة آرائهم ومنهجهم فى التفكير وتوجيههم للطريق الصحيح، فعن طريق السوشيال ميديا تخلق أفق من التوقعات لدى الأفراد وأن يكون لديهم رغبة فى جودة الحياة وكيف تكون .
وأعرب الإعلامى جمال الشاعر عن إعجابه بما قدمه السادة ضيوف الملتقى من حوار ونقاش وآراء حول السوشيال ميديا وعلاقتها بالشائعات، وأشار إلى أنه يؤيد فكرة اصدار قانون تدوال المعلومات، ولابد من ضرورة تواجد شخصيات تكون قادرة على تقديم شروحات للرأى العام والتواصل معه، إلى جانب ضرورة أن يقوم الإعلام بتطوير نفسه سواء المرئى او المسموع او المقروء وأن يتحول كل هؤلاء إلى إعلام ألكترونى بقوة، لأن 70% من المجتمع وهو شريحة الشباب تتجه إلى السوشيال ميديا والإعلام الألكترونى فأذا لم نتواصل معهم بالطرق الحديثة، سيقعوا فريسة سهلة فى أيدى الجماعات المتطرفة الإرهابية، لافتا إلى أن تحليل المعلومات أصبح علما كبيرا ولكى نواجه الشائعات لابد من أن يكون لدينا أسلحة المواجهة التى تكمن فى معرفة ثلاث أشياء وهم " معرفة مصدر الخبر، نغمة الخبر أهو سلبى ام ايجابى، المستفيد من الخبر"، واختتم حديثه بإلقاء أحدث قصائده التى حملت عنوان " أعظم انجازاتك .. ذاتك "
و قد افتتح الملتقى بعزف السلام الجمهورى، ثم قدمت الدكتورة ناهد عبد الحميد السادة الضيوف، وتخلل برنامج الملتقى عرض "غنا مصرى" تغنى فيه المطربين "رباب ناجى، ماهر محمود، مصطفى سامى" بباقة من الأغانى الشعبية الأصيلة التى نالت إعجاب السادة الحضور وتفاعلوا معها، منها " قمر سيدنا النبى، رايحة فين يا حاجة، انتى عاوزة منى أيه، مدد شدى حيلك يابلد، ياما دقت على الراس طبول" بمصاحبة فرقة الموسيقى الشعبية بقيادة المايسترو الفنان محمد باهر .