خالد القاضي يدعو لتأسيس منتدى إسلامي دولي للسلام.. ويشيد بندوة الحج الكبرى بالسعودية

دعا المستشار الدكتور خالد القاضي رئيس محكمة الاستئناف بالقاهرة  وأستاذ القانون الدولي ، إلى تأسيس ( المنتدى الإسلامي الدولي للسلام  ) تكون غايته الكبرى وهدفه الأسمى نشر مبادئ الإسلام الداعية للسلام ، والرد على افتراءات البعض بأن الإسلام دين عنف وتطرف وإرهاب ، وأن يعقد المنتدى جلساته في مختلف العواصم الأجنبية ، ويتحدث لهم بلغاتهم ، ويحاورهم بالحجة والبرهان واليقين ، ليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. 

قدم القاضي هذه الدعوة  من خلال مداخلته في  دراسة حول : المبادئ الدولية في الإسلام  لتحقيق السـلام العـالمي ، وقد تضمنتها توصيات ندوة الحج الكبرى المعنونة ( الحج منبر السلام من بلد الله الحرام ) والتي عقدت بمكة المكرمة قبيل موسم الحج الماضي خلال الفترة من  ( 4- 5 / 12/ 1438 هـ   &  26 – 27 / 8 / 2017 م  ) برعاية الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن وزير الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية ، وشارك فيها قرابة 200 عالم من جميع أنحاء العالم. 

قال القاضي في دراسته أنالسلم و السلام هو ركن ركين وأساس متين في العلاقات الدولية وفق أحكام القانون الدولي المعاصر ، وقد شرع المجتمع الدولي في سن نصوص قانونية من خلال الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي  تطمح إلى إقرار السلام بين دول العالم عن طريق نظام عصبة الأمم ، و ما لحقه من نصوص ما بعد الحرب العالمية الأولى ، ثم استخلف بميثاق الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية  التي تأسست عام 1945 ، ومازالت منذ ذلك التاريخ تباشر مهامها في حفظ السلم والأمن الدوليين ، فتفلح تارة  ، وتخفق تارة  أخرى. 

وأكد القاضي أن رسالة الإسلام الأزلية الأبدية سبقت تلك الجهود جميعها منذ نيف وألف وأربعمائة عام مضت  ، بل وتعرشت عليها ، وتفوقت في مفاهيمها ومضامينها ، وما من شك أن تلك الرسالة العالمية للإسلام لتحقيق السلام بين الأمم والشعوب الإسلامية فيما بينها ، أو بينها وبين الأمم والشعوب الأخرى ، قد تأصلت وتواصلت مبادئها الدولية عبر تلك السنين والتي وضعت ناموسا كونيا لما ينبغي أن يسود بين الناس جميعا من قيم إنسانية رفيعة ، تحترم الآخر ، وتحرم سفك الدماء ، وتحرص على سيادة النظام والقانون. 

وقد أجمل القاضي تلك المبادئ في خمسة هي : 

أولا : الوفاء بالعهود 

ثانيا : عدمالإكراه في الدين 

ثالثا : التعاون السلمي بين الدول الإسلامية وغيرها   

رابعا : المساواة في قيمةالسلام في العلاقات الدولية 

خامسا : القوة في الإسلام لتحقيق السلام

وأكد القاضي في دراسته أن كل مبادئ القانون الدولي المعاصر لايمكنها أن تضارع تلك المبادئ الإسلامية السمحة لا في معناها ولا في مبناها ، وليس هذا إلا تقرير لواقع نعيشه كل صباح، فالقوة في العلاقات الدولية هي قوة المال والسلاح ، والعدوان لا يمكن مواجهته لا بالحكمة ولا بالموعظة الحسنة ، وأصبحت شريعة الغاب هي السيد في العلاقات الدولية ، والحل الناجع في رأينا هو التمسك بسماحة الإسلام من منطلق القوة في الحق والعدل والسلام ، مشيرا أن الإسلام دين السلام ، لأن ديننا يهدف إلى تحقيق السلام معنى ومبنى ، وفي دعوته وغاياته وجميع مقاصده، وفي كل أحواله، كما يتأكد ذلك من آي القرآن وتشريعاته، ومن الهدي النبوي وتوجيهاته، ومن سيرة خلفاء المسلمين وملوكهم ورؤسائهم، من خلال التاريخ الحافل بالمواقف ومن مختلف المواثيق والمعاهدات التي عقدوها مع الأمم والأنظمة، حتى كان السلام شعار المسلمين في كل مكان، به يتصفون ويتشبثون، وإليه يدعون، وعنه يدافعون ويذودون، وانطلاقا من عقيدتهم التي تؤصل السلم والمسالمة، وتوجه إليه في السلوك والمعاملات سواء بين المسلمين أنفسهم ، أو بينهم وبين غيرهم من الشعوب.

وفي نهاية دراسته قال القاضي : بعد ذلك العرض الموجز للمبادئ الدولية في الإسلام لتحقيق السلام العالمي نستطيع القول صادحين بالحق صادعين للعدل : إن الإسلام دين السلام ، لأن ديننا يهدف إلى تحقيق السلام معنى ومبنى ، وفي دعوته وغاياته وجميع مقاصده، وفي كل أحواله، كما يتأكد ذلك من آي القرآن وتشريعاته، ومن الهدي النبوي وتوجيهاته، ومن سيرة خلفاء المسلمين وملوكهم ورؤسائهم، من خلال التاريخ الحافل بالمواقف ومن مختلف المواثيق والمعاهدات التي عقدوها مع الأمم والأنظمة، حتى كان السلام شعار المسلمين في كل مكان، به يتصفون ويتشبثون، وإليه يدعون، وعنه يدافعون ويذودون، وانطلاقا من عقيدتهم التي تؤصل السلم والمسالمة، وتوجه إليه في السلوك والمعاملات سواء بين المسلمين أنفسهم ، أو بينهم وبين غيرهم من الشعوب.

إشادة القاضي بندوة الحج الكبرى 

كما اختتم القاضي دراسته مشيدا بندوة الحج الكبرىباعتبارها واحدة من أهم وأكبر المنتديات العلمية الإسلامية التي تحتضنها المملكة العربية السعودية في موسم الحج ، منذ ما ينيف على أربعين عاما ، كما عبر القاضي عن امتنانه العميق  للقيمة العلمية لمحاور تلك الندوات ، وموسوعية المحاضرين ، وكفاءة الباحثين ، وتنوع المشاركين من مشارق الأرض ومغاربها، وقال القاضي  : أن هذه الكلمات ما هي  إلا أوراقاً خضراء أرويها بندى المحبة ، وأصافحها بعين المودة لشعب المملكة العربية السعودية وملكها المفدى خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ، وحكومة  المملكة  الغراء  ، ولمعالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن الموقر ، وفريق عمل الوزارة الذين يواصلون الليل بالنهار لإنجاح هذه الندوة الكبرى .   

ندوة الحج الكبرى منذ 42 سنة 

وقد ذكر القاضي أن وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية قد دأبت ومنذ 42 سنة  على عقد ندوة الحج الكبرى سنويا بمشاركة كبار علماء ومفكري ومثقفي وأدباء العالم الإسلامي خلال مواسم الحج، وذلك تأكيداً للدور الشامل الذي يتضمنه مفهوم الحج بصفته تجمعًا دينيًا وعلميًا يتم عبره التعارف والتواصل الديني والمعرفي بين المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها. 

وتأتي هذه اللقاءات المعرفية لتتيح لكافة المهتمين والمتخصصين في العالم الإسلامي تدارس ومناقشة القضايا المختلفة ذات الصلة بالحج والحجاج التي تهم المجتمع الإسلامي في كل أرجاء العالم، كما تهيئ لهم تبادل الخبرات والتجارب لمواجهة التحديات التي تهدد العقيدة والأمة والثقافة.

القاضي رئيسا للجنة تفعيل توصيات الندوة 

وقم تم اختيار خالد القاضي منذ ندوة عام 1437 هـ  / 2016 م رئيسا للجنة تفعيل التوصيات الصادرة عن الندوة ، ومن ثم شارك في ندوة عام 1438 هـ / 2017 م وكان عضوا كذلك في لجنة صياغة التوصيات ، وذلك بهدف تحقيق مقاصد الحج الكبرى  والتأكيد على القيم والمبادئ الإنسانية الإسلامية  من التسامح والوسطية والتعارف بين جميع شعوب العالم ، والتي تكرس فقه التيسير في الحج الذي يتجنب الأخطار ، ويتوقى الأضرار  في كافة مراحل أداء تلك الفريضة المقدسة ، وفقا للمشهور من المذاهب الفقهية المعتبرة ، ووفقا لخصوصية كل دولة.  

بردية مصرية هدية لوزير الحج والعمرة 

وقد أهدي القاضي بردية فرعونية مصرية لمعالي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن وزير الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، وذلك تعبيرا عن شكره وامتنانه وتقديره لما لاقته الوفود المشاركة من حفاوة الاستقبال ودقة التنظيم لموضوعات الندوة ومنهاهجها العلمية ، وأثنى القاضي على حسن رعاية معالي الوزير لضيوف الندوة ، ومتابعته المستمرة لجلساتها ، ومناقشاتها ، ومن ثم توصياتها. 

وإشادة بمجلة الحج 

كما أشاد القاضي بمجلة الحج التي تصدرها وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية والتي تعد أولى المجلات الحكومية صدوراً في عهد الملك المؤسس - طيب الله ثراه - وإحدى أعرق الإصدارات الصحفية المتخصصة في العالمين العربي والإسلامي،وقد التقى خالد القاضي برئيس تحريرها الأستاذ طلال بن حسين قستي  والأستاذ مصطفى سعيد في حفل توديع الوفود المشاركة في الحج.