طباعة
sada-elarab.com/753735
العديد من المصريين لا يعرفون بأن هناك متحفاً رائعاً وأكثر من رائع ، يضم تاريخ أعمال وبعض مقتنيات موسيقار الأجيال الأستاذ محمد عبدالوهاب ؛ فى البداية عندما ذهبت أنا وبعض الاصدقاء إلى المتحف استقبلنا الموظفين العاملين بالمتحف بمنتهى الذوق والترحاب والرقى ،ورافقنا أحدهم ليرينا المتحف وقاعاته وعلمنا أن هذا نظام المتحف بأن كل ضيف يرافقه موظف أو مرشد يتولى تعريف الضيوف بالمعروضات وينتقل معه من قاعة لقاعة حتى نهاية الزيارة .
بدأنا بالجزء الذى يُعرض فيه الآلات الموسيقية المختلفة،وفيه رأينا آلات من مختلف الدول ومختلف العصور ،كما رأينا صور العديد من الشعراء والملحنين على الجدران وشاهدنا المسرح الذى شهد العديد من حفلات الموسيقار محمد عبدالوهاب وكوكب الشرق السيدة أم كلثوم وغيرهم من كبار المطربين ؛ثم انتقلنا بعدها للقاعات المخصصة لمتحف الموسيقار محمد عبدالوهاب ، وبدأنا بالقاعة المعروض فيها مقتنيات الأستاذ مثل بطاقته الشخصية ،نظارته،ساعة اليد وبعض ملابسه ، بعض الصور العائلية وصور من مناسبات هامة وبعض التكريمات والأوسمة التى حصل عليها الأستاذ محمد عبدالوهاب من مصر ومختلف الدول أو بمعنى أصح من رؤساء مصر وبعض ملوك ورؤساء الدول العربية .
رأينا أيضاً جراما فون به أسطوانة قديمة عليها أغنية من أغانى الأستاذ ، رأينا أيضاً أول أسطوانة بلاتينوم وتماثيل تُظهر الأستاذ بمختلف مراحله العمرية،كما شاهدنا أفيشات بعض الأفلام القديمة بطولة الأستاذ محمد عبدالوهاب وتضم العديد من الأغانى منها أفلام وأغانى نادرة جداً، حقيقة قاعة مميزة جداً ترى فيها عزيزى القارئ الأستاذ منذ مولده وتعليمه وعمله كمدرس للموسيقى بمدرسة الخازندار وأعماله الفنية ولقاء السحاب مع كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وحياته الأسرية والعائلية والجوائز والأوسمة والنياشين التى حصل عليها وكل حياته حتى وفاته ،تُشعرك بالإنبهار الحقيقي عزيزى القارئ من حياة مر فيها الأستاذ على مختلف العصور وشهد الحكم الملكى والجمهورى ،كما شهد كل التغيرات التى طرأت على المجتمع من إرتداء الرجال للطربوش مروراً بإرتداء الشباب للجينز والشيرلستون والميكروجيب وصولاً لأول التسعينات من القرن الماضى .
مسك ختام الزيارة بالمتحف كان القاعة الخشبية التى تضم العديد من أجهزة الكمبيوتر الحديثة مسجل عليها كل ما يخص الأستاذ محمد عبدالوهاب من سيرة ذاتية ومقتطفات من أفلامه وخصوصاً الأفلام النادرة وأكثر من ٣٠٠ أغنية منهم أغانى لم أسمعها من قبل وأكاد أُجزم أن العديد من أبناء جيلى لم يسمعها من قبل أيضاً،بهذه القاعة تستطيع عزيزى القارئ الجلوس أمام أحد أجهزة الكمبيوتر ويرشدك الموظف المرافق بكيفية استخدام الجهاز لتشاهد الأفلام أو تقرأ السيرة الذاتية أو تسمع الأغانى إما بإستخدام السماعات أو لا إذا كنت ترغب بالإستماع بصوت عالى .
وأؤكد لك عزيزى القارئ بأنك حرفياً بهذه القاعة ستنفصل تماماً عن الواقع وستنتقل عبر الزمن لزمن الفن الجميل الراقى الذى لم ولن يأتى له مثيل ،ستنسى الوقت عزيزى القارئ،ستنسى مشاكلك ،ستنسى العديد من الأشياء وستندمج كلياً مع الماضى الجميل ، لا أعلم كيف مر الوقت ولكن عندما انتهت الزيارة وودعنا الموظفين بنفس الذوق والترحاب والرقى ظل هناك شعور جميل بالإنفصال عن الواقع وكأننا أخذنا هذا الماضى الجميل معنا والشعور بهدوء أعصاب وسلام نفسى غير طبيعى ،حتى أن البعض قام بالبحث عن أغانى الموسيقار محمد عبدالوهاب على الإنترنت ،ومنا من قام بتحميل العديد من الأغانى على أجهزة الموبايل والآيباد .
متحف الموسيقار محمد عبدالوهاب موجود داخل معهد الموسيقى العربية بشارع رمسيس بجوار صيدلية الإسعاف وتذكرة الدخول ب٢٥ جنيه فقط ، المتحف يتبع المركز الثقافى القومى التابع لوزارة الثقافة ، أحب أن اوجه خالص الشكر والتقدير والتحية لكل القائمين على المتحف ولمعالى الوزير د. أحمد هنو وزير الثقافة للجهد المبذول فى الحفاظ على التراث الجميل وطريقة عرضه والرقى فى استقبال الزوار ،حقيقة صورة عظيمة ومشرفة لمصر ،أتمنى لهم المزيد من التوفيق .