طباعة
sada-elarab.com/97585
معرض سوبر ماركت "أهلا رمضان" الذى أقيم خلال الفترة من 10 إلى 13 مايو الجارى فى أرض المعارض بمدينة نصر، خطوة مهمة من الحكومة لتخفيف العبء عن المواطنين وإتاحة وتوفير الاحتياجات والمستلزمات قبيل شهر رمضان المبارك.
المعرض هذا العام شهد إقبالًا كبيرًا وملحوظًا، مقارنة بالسنوات الماضية، خصوصًا فى ظل توفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة للمواطنين، حيث تراوحت التخفيضات بين 15 و20% مقارنة بالأسعار المثيلة فى الأسواق.
أكثر ما لفت الانتباه هو مستوى تواجد الشركات فى المعرض هذا العام كبير مقارنة بالعام الماضى، حيث وصل عدد الشركات المتواجدة إلى أكثر من 200 شركة ما بين قطاع عام وخاص، كما تقام معارض مماثلة لهذا المعرض على مستوى جميع محافظات الجمهورية، ويصل عددها إلى 122 معرضًا لتوفير احتياجات المواطنين من السلع الغذائية والأساسية خلال الشهر الفضيل.
الزائر لهذا المعرض وغيره من المعارض المنتشرة على مستوى الجمهورية، يلاحظ للوهلة الأولى توافر جميع السلع داخل هذه المعارض بالكميات والأسعار المناسبة، والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية لضمان استمرارية تزويد تلك المعارض بكميات إضافية لمواجهة الطلب عليها من جانب المواطنين، فضلًا على أن إمكانية مد فترة المعارض يرتبط بمستوى إقبال الجماهير.
إن التركيز فى المرحلة الحالية من جانب الحكومة ينصب على توفير السلع الغذائية الأساسية بشكل خاص، حيث يتم ضخم كميات كبيرة منها لمواجهة الاستهلاك، إلى جانب العمل على تخفيض الأسعار من خلال تقليل الحلقات الواصلة بين المنتج والمستهلك، والاستمرار فى الإجراءات المتعلقة بضبط الأسواق ومنع الاحتكار لحماية المستهلكين.
ومن المعروف أن الحكومة خصصت ما يقرب من 70 مليار جنيه فى الموازنة العامة للدولة للعام المالى 2017/2018 لدعم توفير السلع الغذائية والتموينية، بهدف توفيرها بأسعار مناسبة، كما قامت باستيراد كميات إضافية من اللحوم والدواجن والأسماك لتلبية الزيادة المتوقعة من تلك المواد خلال الشهر الكريم.
وعلى الرغم من سمو المعانى التى يكرسها شهر رمضان، من خلال الإحساس بالفقير والتدرب على حرمان النفس والتحكم فى الرغبات والشهوات، لكن هذه المعانى تحولت إلى توصيات، وأصبحت الرغبات تتحكم فينا وتسيرنا، حتى صارت الثقافة السائدة فى الشهر الكريم البذخ والإسراف فى الشراء والاستهلاك.
ورغم الدعوات المتكررة إلى التركيز على الجانب الروحى فى رمضان، إلا أن الشهر الفضيل لا يزال يقترن قدومه سنويًا بارتفاع الأسعار، خصوصًا فى ظل ثقافة الاستهلاك الخاطئة للمواطنين الذين يتهافتون على اقتناء مستلزمات لا تكون فى أغلب الأحيان ضرورية، ما يجعل هذا الأمر أزمة فى كل عام، ولذلك يجب التركيز على أهمية التوعية من قبل كافة الجهات المعنية.
ونعتقد أنه يجب مراجعة العديد من الممارسات السلبية، حيث إن الاستمرار فى الممارسات الاستهلاكية الخاطئة فى ظل هذه الظروف والأزمات سيضاعف من الخسائر الاقتصادية وستكون له انعكاسات على مجمل الأوضاع الاقتصادية ومؤشراتها.