طباعة
sada-elarab.com/82906
العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018"، التي انطلقت قبل أيام، تعدّ الأكبر في تاريخ المواجهات العسكرية والأمنية مع الإرهاب، حيث يشارك فيها كافة أفرع القوات المسلحة، بجانب كافة أجهزة وزارة الداخلية، وتتعاون فيها أجهزة الاستخبارات الرئيسية.
يمكن القول إن الحملة بعد مرور أسبوع على بدئها، تحقق أهدافها المرسومة بوضوح، للقضاء على الإرهاب واستئصاله من جذوره، لتعزيز مناخ الأمن والسلام الذي تنعم به مصرنا الحبيبة.
هذه العملية تأتي تتويجاً لسلسلة من العمليات العسكرية واسعة النطاق التي نفذتها القوات المسحلة ووزارة الداخلية منذ أغسطس 2011 وحتى اليوم.
كما أنها تأتي استمرارًا لعمليتي "نسر" الأولى والثانية، وسلسلة عمليات "حق الشهيد" التي بدأت في سبتمبر 2015. وما تبعهم من أكثر من ألفي عملية عسكرية، لكن "سيناء 2018" تحتفظ بعدة مقومات تجعلها متفردة ومختلفة عن بقية العمليات السابقة.
هذه العملية تشارك فيها كافة أفرع القوات المسلحة، بجانب كافة أجهزة وزارة الداخلية، وتتعاون فيها أجهزة الاستخبارات وجهاز الأمن الوطني.
كما أن النطاق الجغرافي لهذه العملية هو الأوسع على الإطلاق، حيث يشمل كافة المناطق التي شهدت خلال السنوات الماضية نشاطاً ولو طفيفاً للمجموعات الإرهابية على اختلافها، وهذه المناطق هي المحور الشمالي والأوسط لسيناء، ومحافظات الدلتا، والمنطقة الصحراوية الغربية المحاذية للحدود المصرية مع ليبيا.
وقد بدأت التحركات في كافة المناطق بشكل متزامن، مع تركيز أكبر على شمال سيناء، ولذلك فإنه يمكن القول إنه من الناحية التكتيكية نستطيع أن نعتبر هذه العملية هي المرحلة النهائية من تحركات الجيش في سيناء لأقتلاع جذور الأرهاب ، عقب تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي لرئيس أركان الجيش في 29 نوفمبر الماضي بالقضاء على أي نشاط إرهابي خلال مدة ثلاثة أشهر.
المختلف هذه المرة أن هذه العملية تأخذ شكل "العمليات الاستباقية"، ففي الأسابيع الماضية انصبّ اهتمام قوات الجيش والشرطة شمال ووسط سيناء على عزل العناصر الإرهابية عن بعضها البعض، وقطع طرق الإمداد المتوفرة لديهم، ونجاح رجال الحرب الألكترونية في القيام بعمليات التشويش والأعاقة لمنع أي اتصالات، ومحاولة حصرهم في مناطق محددة يسهل استهدافهم فيها.
كما أن أهم ما يميز العملية الأخيرة هو أن النجاح الذى حققتة القوات إلى الآن يرجع إلى تعاون أهالى سيناء بشكل كبير مع الجيش وذلك من خلال تزويدهم بالمعلومات عن الارهابين واماكن تواجدهم، خصوصًا أن مصر تواجه تحديات ضد مجموعات متنوعة من التنظيمات المسلحة، مثل الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة فى الصحراء الغربية، والمجموعات النشطة مثل حركة حسم فى منطقة الدلتا، وتنظيم داعش فى شبه جزيرة سيناء.
وفي النهاية سيناء تتطهر من الأرهاب إن عملية المواجهة الشاملة "سيناء 2018"، يمكن أن نطلق عليها "الثأر لشهداء مصر".
مقالات وكتاب
تصويت
تابعنا على فيسبوك
تابعنا على تويتر
