وزير الأوقاف في اليوم العالمي للمياه: الماء سبب الحياة وجوهر الوجود
السبت 22/مارس/2025 - 04:24 م
قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن الله سبحانه وتعالى بسط لنا من النعم ما لا يُحصى، وجعل الماء جوهرَ تلك النعم جميعًا؛ حتى إن العلم الحديث أثبت أن النسبة الغالبة من جسم الإنسان تقوم على الماء، فهو سبب الحياة وجوهر الوجود، وكلما أراد الإنسان في بحوثه داخل كوكب الأرض وخارجه أن يبحث عن دلائل الحياة؛ بحث عن آثار وجود الماء.
وأضاف الوزير إن الإسلام أمرنا بحفظ موارد المياه من كل أشكال التلويث والإسراف حتى وإن كان الاستخدام لأغراض العبادة؛ فكأن الحفاظ على المياه من صميم العبادة ومن دواعي قبولها لمن أراد أن يحسن التعبد لله.
كما أكد الوزير أن العالم يدرك أهمية الحفاظ على المياه حتى إنه خصص لذلك يومًا يصادف ٢٢ من مارس من كل عام، من أجل التوعية بأهمية المياه والتغيرات التي تطال مخازنها الطبيعية – لا سيما الجليدية منها – ومقدار المفقود منها وما لذلك من تأثير وجودي في حياة الإنسان على كوكب الأرض؛ مضيفًا أن أسباب الشح المائي وظواهر المناخ المتطرف في الدول النامية مردُّه في المقام الأول إلى أنشطة واقعة خارج أراضيها حققت الرخاء لدول أخرى هي الأقل تأثرًا بمظاهر التغير المناخي – وفي ذلك من غياب العدالة ما فيه.
وأشار الوزير إلى أن البشرية دخلت حقبة الندرة المائية، وليس أدل على ذلك من فقد الأنهار الجليدية أكثر من ٦٠٠ جيجا طن من المياه في عام ٢٠٢٣، وهذه أكبر خسارة مسجلة في كتلتها منذ ٥٠ عامًا؛ علمًا بأن ٧٠٪ من المياه العذبة على الأرض هي على شكل ثلج أو جليد؛ وهو ما يدعونا جميعًا -نحن البشر- إلى التعاون على البر والتراحم بوقف الاحترار العالمي، وحسن إدارة الموارد المائية وعدم الاستئثار بها عند المنابع، وتشجيع جهود البحث العلمي لخفض درجة حرارة الأرض وترشيد الأنشطة البشرية ذات البصمة الكربونية العالية، ولاستكشاف تقنيات جديدة ميسورة التكلفة لتحلية المياه والاستمطار بالبذر السحابي وغيرها، وحُسن استغلال الموارد المائية الجوفية.
كذلك أكد الوزير اهتمام الدولة عمومًا والوزارة خصوصًا بقضية المياه وحُسن إدارة الموارد المائية، وأن تلك الجهود حاضرة في كل صور التوعية التي تقدمها الوزارة، كما أن الوزارة اتفقت مع وزارة الموارد المائية والري على اختيار هذا اليوم (٢٢ من مارس ٢٠٢٥) ليشهد توقيع الوزارتين على بروتوكول تعاون لنشر التوعية المائية تحت شعار: "نيلنا نحميه... ونحافظ عليه".
وفي ختام بيانه، استحسن الوزير تخصيص موضوع لليوم العالمي للمياه ٢٠٢٥ بعنوان "الحفاظ على الأنهار الجليدية"، مؤكدًا أن المعلوم الديني العلمي جعل الماء أغلى النعم، والنعم واجبة الشكر، وشكرها يكون بما يقرره العلم من حقائق وتقنيات تناسب تنمية ذلك المورد النفيس، وبما تتوافق عليه الأمم من سبل حفظها، وحُسن إدارتها التوافقية، وإطلاق جريانها في مجاريها المقدرة لها منذ آلاف السنين.