اقتصاد
مورايز وشارينا يتصدران المرحلة الأولى من رالي أبوظبي الصحراوي

اختتمت منافسات مرحلة ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة (المرحلة الأولى ) من النسخة الـ 34 لرالي أبوظبي الصحراوي الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وبتنظيم منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية، ومجلس أبوظبي الرياضي، خلال الفترة من 21 – 27 فبراير الجاري.
حيث خاض المتسابقون 400 كيلومتر شاقة وصولًا إلى واحة ليوا الساحرة وبلدة مزيرعة، عند أطراف الربع الخالي المهيب، وتُعد مزيرعة المركز الرئيسي لواحة ليوا، التي تمتد على أكثر من 110 كيلومترات، وهي موطن لتل مرعب الشهير، والذي يبلغ ارتفاعه 300 متر وطوله 1.2 كيلومتر، ما يجعله أحد أكبر الكثبان الرملية في العالم.
وتقع ليوا في قلب منطقة الظفرة، وتتمتع بتاريخ طويل، حيث كانت قلاعها في الماضي ملاذًا آمنًا لسكان أبوظبي، ويمتزج الجمال الطبيعي مع الأهمية الثقافية في المنطقة، مما يجعلها بوابة مثيرة إلى أعماق صحراء الربع الخالي.
وفي تعليق على أهمية عودة رالي أبوظبي الصحراوي إلى مزيرعة والمنطقة الأوسع، قال سعادة ناصر المنصوري، وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة: "يسرنا في ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة أن نواصل رعايتنا لرالي أبوظبي الصحراوي مع دخوله عامه الرابع والثلاثين، إن دعمنا لمثل هذه الفعاليات، ذات الأثر العالمي، يلعب دورًا مهمًا في تسليط الضوء على الأهمية الثقافية والجمال الطبيعي المذهل لمنطقة الظفرة.
وأضاف قائلاً: "إن العودة إلى مزيرعة للسنة الثانية على التوالي، بالإضافة إلى الانطلاقة الأولى من العين ومعسكر القوع، تعكس الطابع الابتكاري لهذا السباق، الذي يواصل التألق كجولة ثانية في بطولة العالم للراليات الصحراوية الطويلة للسيارات والدراجات النارية، وتفخر المنطقة بمزجها بين التقاليد والتطور، وهي قيم تتجسد في الطابع والتطور المستمر لرالي أبوظبي الصحراوي."
وواجه المتسابقون خلال المرحلة الأولى، مرحلة خاصة بطول 243 كيلومترًا، أخذتهم في أعماق صحراء أبوظبي. حيث تكونت 75% من المرحلة من الرمال والكثبان، والبقية من أحواض جافة ومسارات ترابية، شكّلت هذه المرحلة اختبارًا حقيقيًا للقدرة على التحمل والدقة في الملاحة.
وكان توشا شارينا، متسابق فريق هوندا اتش ار سي، هو من أثبت تفوقه في فئة الدراجات النارية، حيث افتتح سباقه في الرالي الصحراوي بأداء مثالي بعد تصدره مرحلة التصفيات في العين. هذا الفوز منحه ميزة اختيار مركز انطلاقه في المرحلة الأولى، حيث قرر بحكمة الانطلاق من المركز العاشر، مستفيدًا من 9 مسارات أمامه لتحديد طريقه بدقة، وقد أثبتت هذه الاستراتيجية نجاحها، حيث هاجم شارينا بقوة، وبعد 164 كيلومترًا، كان متقدمًا بفارق 1 دقيقة و15 ثانية عن أقرب منافسيه، لوتشيانو بينافيديس. ومع استمرار المرحلة، وسّع الإسباني الفارق، ليحقق فوزًا مستحقًا بفارق أكثر من دقيقتين عن زميله في هوندا ريكي برابيك، وبأكثر من ثلاث دقائق عن متسابق ريد بُل كي تي ام بينافيديس.
وسيتعين على شارينا الآن أن يكون أول المنطلقين في المرحلة الثانية، مما يعني أنه سيفتح الطريق للمتسابقين خلفه، لكن الإسباني أكد استعداده لهذا التحدي، قائلاً: "لقد كان اليوم رائعًا، كنت مستعدًا للهجوم، توقعت أن المتسابقين الآخرين لن يرغبوا في فتح المسار غدًا، وأعتقد أننا فزنا، لذا غدًا ستكون مهمتنا صعبة في فتح المرحلة وسنرى ما سيحدث."
وكان الوضع مختلفًا في فئة السيارات، فبعد أن حقق ناصر العطية الفوز في مرحلة التصفيات، كان الأسرع عند الكيلومتر 107، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على الصدارة في القسم الأخير، حيث انتزع لوكاس مورايز من فريق تويوتا جازو ريسينغ الفوز بالمرحلة بفارق 1 دقيقة و1 ثانية عن زميل العطية في فريق داسيا ساندرايدرز، سيباستيان لوب، الذي حلّ ثانيًا، وجاء سيث كوينتيرو في المركز الثالث بسيارة تويوتا هيلوكس الرسمية، متأخرًا بأكثر من دقيقتين عن المتصدر. أما العطية، فقد تراجع إلى المركز الرابع بفارق 2 دقيقة و16 ثانية عن الصدارة في نهاية المرحلة.
وحقق لوكاس مورايس اليوم أول فوز له في مراحل الرالي، وهو انتصاره الثامن في بطولة العالم للراليات الصحراوية الطويلة، وبهذا الإنجاز، أضاف فريق تويوتا انتصاره السابع والستين في البطولة، وتجدر الإشارة إلى أن مورايس كان العام الماضي منافسًا قويًا حتى احتراق سيارته هيلوكس عند خط نهاية المرحلة الثالثة أثناء سعيه للفوز.
وكانت المفاجأة الكبرى لهذا اليوم هي ما واجهه يزيد الراجحي، سائق أوفردرايف ريسينغ والفائز برالي داكار 2025، حيث عانى من مشكلة في قوة محرك سيارته تويوتا هيلوكس، مما أدى إلى إنهاء المرحلة متأخرًا بفارق 8 دقائق و14 ثانية عن مورايس.
وشهدت فئة شالنجر دراما كبيرة عندما تعرض نيكولاس كافيغلياسو، متصدر السباق في المراحل الأولى مع فريق بي بي ار موتور سبورت، لانقلاب سيارته عند الكيلومتر 83، ورغم أن السائق الأرجنتيني وزوجته المساعدة فالنتينا بيرتيغاريني خرجا سالمين، إلا أنهما احتاجا إلى مساعدة طاقمهما الفني لإجراء الإصلاحات، وفي النهاية، ذهب لقب الفئة إلى السعودية دانية عقيل، حيث احتل فريق بي بي ار المراكز الثلاثة الأولى.
وفي فئة اس اس في، انتزع السائق الإماراتي منصور بالهلي من فريق ليوا لقب المرحلة، بينما كانت الفرحة مضاعفة في فئة كوادز، حيث تمكن عبد العزيز أهلي من التعافي من مشكلات مرحلة التصفيات ليحقق فوزًا ساحقًا في المرحلة الأولى، متفوقًا بفارق 12 دقيقة كاملة على إنريكو غاسباري. أما في فئة رالي 2، فقد كان الفائز هو الجنوب إفريقي مايكل دوهيرتي.
وفي تعليقه على التحدي الكبير الذي واجهه المتسابقون في اليوم الأول، قال سعادة خالد بن سليم، رئيس منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية: "قدّمت المرحلة الأولى اليوم سباقًا رائعًا واختبارًا قاسيًا للسائقين والدراجين، نعبر عن خالص شكرنا لـسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على رعايته الكريمة لرالي أبوظبي الصحراوي، كما أود أن أشكر استضافة العين لنا في انطلاقة الرالي لأول مرة في تاريخه".
وسيتجه المتسابقون في المرحلة الثانية إلى مسار تقني يمتد لـ 302 كيلومترًا حول منطقة مزيرعة، بما في ذلك 74 كيلومترًا من الطرق الممهدة و228 كيلومترًا من المرحلة الخاصة، التي تمر عبر التضاريس الصعبة لواحة ليوا، مما يمثل اختبارًا حقيقيًا للمهارات الملاحية وقدرة التحمل.
ويحظى رالي أبوظبي الصحراوي برعاية من الشريك في قطاع الطاقة "أدنوك للتوزيع"، دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، الشريك التكنولوجي “اتصالات"، الشريك اللوجستي الرسمي دي اتش ال ، الشريك في قطاع السيارات "الفطيم تويوتا"، كما يحظى بدعم، وزارة الدفاع،القوات المسلحة، شرطة أبوظبي، قيادة الحرس الوطني ، الإسعاف الوطني ،هيئة أبوظبي للدفاع المدني،شركة صحة، مستشفيات الظفرة، شركة طاقة للتوزيع، بلدية مدينة العين وبلدية منطقة الظفرة، مجموعة تدوير، وقناة أبوظبي الرياضية.