طباعة
sada-elarab.com/755516
عندما نحتفل بالذكرى الرابعة والعشرين لميثاق العمل الوطني الذي دعا إليه بكل ثقة واقتدار حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في استفتاء عام كانت نتيجته 98.4 %، حيث صوت شعب البحرين على ما جاء في هذا الميثاق من مكاسب وطنية جمة هي في صالح الوطن والمواطنين، ولعل أبرزها عودة الحياة البرلمانية ممثلة في مجلسي النواب والشورى وتسمية حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى والبحرين مملكة لها تاريخها الناصع ومواقفها الإيجابية نحو مواطنيها وأمتها العربية والإسلامية.. وكانت الذكرى تعيد لنا كمواطنين بحرينيين المرحلة التي فرحنا بها واستبشرنا خيرًا وبركة، فهنيئًا لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وإلى الشعب البحريني الأبي الذي وقف مع قائده بكل ثقة واطمئنان للسير على درب الخير والنماء والبناء.
أتذكر أنه في كل عام نحتفل بهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعًا موقف كل طوائف ومكونات الشعب مع قائده مناصرًا ومؤيدًا وداعمًا ولسان الحال يقول سيروا ونحن معكم سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، ويبرز الفنانون بإبداعاتهم التي تؤكد بأن مملكة البحرين تقدر مبدعيها في مختلف المجالات، ولعل في الإبداع الفني ما يؤكد على مكانة البحرين ثقافيًا وأدبيًا منذ العصور جنبًا إلى جنب ومكانتها السياسية والإقتصادية والثقافية، وتأكيد إنتمائها الوطني والقومي مما يدعونا للفخر والاعتزاز، وشدت الحناجر بحب الوطن وكان لطلبة وطالبات مدارس مملكة البحرين الأثر البالغ في هذه الفرحة عنوانًا ورمزًا للتكاتف الوطني وغرس روح الانتماء في نفوس الناشئة.. شعب البحرين عندما خرج معبرًا عن فرحته بهذه الذكرى يعيد إلى الذهن تلك الوقفات الوطنية التي وقفها رئيس وأعضاء لجنة إعداد الميثاق، رحم الله من اختاره وإلى جنات الخلد وأطال الله في عمر من بقي ويحكي لما بفخر وإعتزاز تلك المرحلة من عمر الوطن بما فيها من عزة وإباء وشمم.
كانت الأغاني التي أعدت للميثاق تعبر عن كل طوائف المجتمع بالإضافة إلى المبدعين كلمات شعرية وألحان موسيقية وأداء لأصوات عرفت بتاريخ البحرين الغنائي والفني.
إن الإبداع الأدبي والفني والغنائي هو جزء من ثقافة الوطن والمثقفون هم عنوان ورمز هذا الإبداع الذي به يفاخر أبناء الوطن مع ما لهم من أيادي ناصعة وأفكار نيرة في خدمة الوطن في مجالات متعددة من أجل النماء والبناء والتفاني في العمل والبذل من أجل رفعة شأن البلاد والإسهام مع العقول المبدعة لتطوير مملكة البحرين سياسيًا وإقتصاديًا وصناعيًا وماليًا واجتماعيًا وثقافيًا.
إن الفن عمومًا هو أحد مكونات المجتمعات الأساسية وعندما يسمو ويرتفع الفن في أشكاله وتنويعاته وتقسيماته فإن مردوده يضاف إلى بقية المكونات بما يضيف الكثير لإنجازات الوطن – عاشت مملكة البحرين ملكًا وحكومة وشعبًا.
كان المبدعون في وطننا العربي وبالذات في جمهورية مصر العربية لهم مواقف مشهودة في الدفاع عن حياض الوطن وترسيخ روح الانتماء والولاء وكان الفن جزءًا أساسيًا في غرس روح التضحية والفداء، وتاريخ الفن العربي زاخر في كل أوطاننا العربية ولا يزال طالما كان هناك شعور بدور الفن وأهميته في غرس روح التضحية والفداء لما يصون للوطن كرامته وعزته.
وأضرب مثلًا بذلك من مواقف كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وموقفها من دعم المجهود الحربي وتطوافها في بعض البلدان من أجل دعم قضية الوطن الأساسية وليس بغريب أن يخصص هذا العام 2025، وبمرور خمسين عامًا على وفاتها أن يكون العام الحالي هو عام أم كلثوم بامتياز..
ورحم الله الشاعر عبدالرحمن الأبنودي عندما اختار الفنان الراحل الكبير عبدالحليم حافظ لأغنية من كلماته وألحان وتوزيع الموسيقار كمال الطويل، حيث يقول:
أحلف بسماها وبترابها
أحلف بدروبها وأبوابها
احلف بالمبنى وبالمدفع
أحلف بالقمح وبالمصنع
وبأولادي وبأيامي الجاية
ما تغيب الشمس العربية
طول ما أنا عايش فوق الدنيا
بأولادي وبأيامي الجاية
ما تغيب الشمس العربية
طول ما أنا عايش فوق الدنيا
فما أحوجنا اليوم للتغني بالوطن وتذكر مناسباته الوطنية والقومية وجهود قادتنا وحكوماتنا ومواطنينا على الإحساس بقيمة الوطن وضرورة الذود عنه وحمايته والكل يقوم بالواجب الذي يمليه عليه ضميره وبما يسند إليه من تكليف القيادة والوطن.
فالأوطان لها حق علينا والمناسبات التي تمر بها تذكرنا دائمًا بأن ما تحقق هو نتيجة التكاتف والتآزر والتعاون ومن حق الوطن علينا أن نحتفل بالذكرى التي تؤكد على ما تحقق من إنجازات في فترات قصيرة من عمر الزمن، لكنها إنجازات كبيرة ومشهودة بحكم نتائجها ومردودها الخير على الوطن والمواطنين.
سيظل ميثاق العمل الوطني مناسبة عزيزة على البحرينيين جميعًا فيها الخير والنماء والبناء والشعب والقيادة عندما قالوا نعم لميثاق العمل الوطني فإن معنى ذلك المُضي قدمًا نحو النماء والبناء والوقوف صفًا واحدًا أمام تحديات العصر وتقلباته. حفظ الله مملكة البحرين وقائدها وشعبها الأبي وإلى مزيد من هذه الإحتفالات والمكاسب الوطنية.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..