رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

تحقيقات

الرئيس السيسى يشارك فى القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية بالأردن

الأحد 05/يناير/2025 - 06:47 م
صدى العرب
طباعة
محمد المسلمي _ وسيم كمال _ عمر البدوى _ عادل معبد
توجه الرئيس عبد الفتاح السيسى الأربعاء الماضى إلى مدينة العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية، وذلك للمشاركة فى القمة الثلاثية المصرية-الأردنية-الفلسطينية، التى تهدف إلى التشاور بين الزعماء الثلاثة بشأن التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى قطاع غزة، والعمل على دفع وتكثيف الجهود الرامية لوقف التصعيد وإنقاذ أهالى غزة من المأساة الإنسانية الجارية، واستعرض الرئيس خلال القمة الجهود المصرية لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، إلى جانب عرض رؤية مصر لكيفية الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، التى عقدت بمدينة العقبة بالأردن.
‏‎وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمى أن القمة جاءت فى إطار اللحظة الفارقة التى تواجه المنطقة العربية، حيث حرص السيد الرئيس على تنسيق المواقف مع شقيقيه الملك عبد الله الثاني، والرئيس محمود عباس، لضمان وحدة الصف والمواقف، وبما يحافظ على أمن واستقرار شعوب المنطقة.
‏‎وأضاف المتحدث الرسمى أن السيد الرئيس استعرض خلال القمة الجهود التى تقوم بها مصر لفتح الحوار مع كافة الأطراف بهدف وقف إطلاق النار الفورى فى غزة، مشيراً إلى حرص مصر على تقديم وتنسيق وإيصال المساعدات الإغاثية إلى أهالى القطاع، وهو ما نتج عنه إدخال آلاف الأطنان من الوقود والمواد الإغاثية، واستقبال أعداد كبيرة من المصابين لعلاجهم بالمستشفيات المصرية، مشدداً على أن ما تم تقديمه ليس كافياً لحماية أهالى القطاع من الكارثة الإنسانية التى يتعرضون لها، والتى تتطلب وقفة حاسمة من المجتمع الدولى للدفع تجاه وقف إطلاق النار، والذى يمثل الضمانة الأساسية لإنقاذ أهالى القطاع، ونزع فتيل التوتر فى المنطقة.


‏‎وقد تم التوافق خلال القمة على الرفض القاطع لأية مساعى أو محاولات أو مقترحات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، كما تم تأكيد الرفض التام لأية محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة، والتشديد على ضرورة تمكين أهالى القطاع من العودة إلى ديارهم، وأن يضطلع المجتمع الدولى بمسئولياته لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد تم التحذير من خطورة الأعمال العدائية فى الضفة الغربية، فضلاً عن الانتهاكات التى تتعرض لها المقدسات الدينية، والتى تزيد من الاحتقان فى المنطقة، الأمر الذى قد يؤدى إلى خروج الوضع عن السيطرة.
‏‎كما تم تأكيد الدعم والمساندة الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية، بما يسمح لها بالقيام بمهامها فى حماية الشعب الفلسطينى من الانتهاكات التى يتعرض لها فى الأراضى الفلسطينية كافة.
‏‎وتم كذلك التشديد على رفض أية محاولات لفصل المسارات بين غزة والضفة الغربية، وتأكيد أن الضامن الوحيد لاستقرار الأوضاع فى الإقليم، وحمايته من توسيع دائرة الصراع وخروج الأمور بشكل كامل عن السيطرة، يتمثل فى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، على أن تتضمن إقامة والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفى هذا الصدد أكد عدد من الخبراء والسياسيين أن القمة الثلاثية، التى انعقدت، فى مدينة العقبة الأردنية، بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، والرئيس الفلسطينى محمود عباس- جاءت لدعم التنسيق والتشاور بين قادة الدول الثلاث، لمواجهة تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، مع التأكيد على ضرورة الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، وفقًا لمقررات الشرعية الدولية.
وأوضح الخبراء أن تلك القمة، هى الثالثة التى تجمع بين قادة الدول الثلاث خلال عام واحد، بعد قمتين عُقدتا قبل اندلاع الحرب، فى يناير وأغسطس ٢٠٢٣، مشيرين إلى أن الاجتماع الحالى يأتى وسط ظروف بالغة التعقيد، وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إلى المنطقة، وقبل لقاء مرتقب له مع الرئيس السيسى، ما يستدعى التنسيق وترتيب المواقف للضغط من أجل الوصول لوقف إطلاق النار وإنهاء معاناة الأهالى فى قطاع غزة.
فى البداية أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس وعضو حركة «فتح» الفلسطينية، أن القمة الثلاثية جاءت فى ظروف غاية فى التعقيد، وقبل لقاء مرتقب بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، موضحًا أن ترتيب المواقف بين القادة العرب فى هذه القمة أمر مهم جدًا، خاصة أنه لم يظهر فى جعبة «بلينكن»، حتى الآن، ما يدلل على وقف هذه الحرب، بل حديث عن آليات وصفقات لتبادل الأسرى والمحتجزين وإعادة تموضع واستمرار الاحتلال الإسرائيلى فى الحرب على قطاع غزة. 
وقال «الرقب» فى تصريحات صحفية : «القمة الثلاثية بحثت فى كل الخيارات وكيفية مواجهة إصرار الاحتلال على حوكمة السلطة وإعادة تشكيلها»، معربًا عن أمله فى وضع القمة آليات من أجل إنهاء الانقسام الفلسطينى، الذى أصبح مشكلة كبيرة جدًا تواجه الفلسطينيين، وذلك من خلال تشكيل إطار قيادى أو حكومة تمثل الكل، ويكون من بين مهامها إعادة ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل.
وحول إدخال المساعدات وفتح معبر رفح، قال: «القمة ركزت على هذا الجانب بشكل أساسى، وهذا دور مصر وتستمر فيه منذ فترة طويلة، ولا تحتاج إلى قمة للحديث عن محاولاتها لإدخال أكبر قدر من المساعدات إلى القطاع، ولا حديث عن إغلاق معبر رفح فى وجه المساعدات أو إخراج الجرحى، لأن هناك طاقة استيعابية كافية فى المستشفيات».
وتابع «إغلاق المعبر يكون فقط بوجه الأفراد العاديين، ونحن نتفهم موقف مصر، لأن السماح بإخراج أعداد كبيرة جدًا من قطاع غزة يعنى عملية نزوح طوعية أو قسرية كبيرة، وهو ما تتصدى له مصر». 
واستطرد «مصر تحاول قدر المستطاع أن تحافظ على الفلسطينيين، ودخول الجرحى والمصابين له ترتيبات محددة، بين وزارة الصحة والمستشفيات التى تستقبلهم، ومصر بذلت جهدًا كبيرًا جدًا لحل المشكلة، مع الحفاظ على القضية الفلسطينية وعدم السماح بتصفيتها من خلال عملية تهجير طوعى أو قسرى، وتنفيذ مخطط الاحتلال».
ووصف القبطان محمد اسبيته، القيادى بحركة فتح مستشار سلطة الموانئ الفلسطينية السابق، الدور المصرى- الأردنى بأنه يقف حائط صد أمام مشروع التهجير للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى عدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد «اسبيته» فى تصريحات صحفية أن مصر دولة محورية وذات قيمة عربيًا وعالميًا، وغزة تمثل البعد القومى لها.
وأوضح أن التعاون المصرى- الأردنى يدعم الموقف الفلسطينى أمام العدوان الإسرائيلى، وهو ما ظهر بوضوح من خلال القمة المصرية- الفلسطينية- الأردنية وفى وجود الرئيس الفلسطينى. 
وأضاف أن العقبة فى وقف الحرب هى الموقف الأمريكى المساند والداعم لإسرائيل، بالإضافة إلى أن اغتيال القيادى فى حماس، صالح العارورى، عقب مباحثات وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى والمحتجزين.
وقال الدكتور ماهر صافى، الباحث والكاتب السياسى الفلسطينى، إن القمة الثلاثية بالعقبة تعد استمرارًا للجهود المكثفة والاتصالات الجارية التى تقوم بها مصر مع مختلف الأطراف للدفع باتجاه وقف إطلاق النار والنفاذ الفورى للمساعدات الإنسانية بالكميات الكافية إلى قطاع غزة، لإنهاء معاناة المدنيين.
وأوضح، فى تصريحات صحفية أن القمة بحثت آخر التطورات فى حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة والضفة الغربية، خاصة أن القضية الفلسطينية تمر اليوم بمفترق طرق، ما يتطلب من المجتمع الدولى والقوى الفاعلة التحلى بأعلى درجات المسئولية التاريخية والسياسية والإنسانية، للعمل على تحقيق التسوية العادلة والشاملة، التى تتضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف: «إقامة الدولة الفلسطينية هى الضامن الأساسى للأمن والاستقرار فى المنطقة، لأن ما تفعله إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة يهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين، عبر عمليات نزوح كبيرة تجاه المنطقة الجنوبية من قطاع غزة، الأمر الذى أدى إلى كوارث إنسانية وبيئية ومجاعة فاقت الحدود، خاصة فى ظل نقص المساعدات الإنسانية وبرودة الشتاء، ومعاناة أهالى القطاع مع الأمطار الغزيرة التى سقطت على الخيام التى تؤوى النازحين».
وقالت نرمين سعيد كامل، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن مصر تبنت، منذ اليوم الأول لبدء العدوان على غزة، موقفًا داعمًا لإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، مع رفض مخططات التهجير لمنع تصفية القضية، مع مراعاة مصالح مصر القومية وسيادتها على كامل أراضيها. وأضافت أنه فى هذا الإطار جاءت كل تحركات الدبلوماسية المصرية على المستويين الإقليمى والدولى، واشتملت اللقاءات التى جمعت الرئيس المصرى بنظرائه من قادة العالم، وآخرها القمة الثلاثية فى العقبة، مع الرئيس الفلسطينى والعاهل الأردنى، تأكيدًا على هذه الرسالة حتى باتت قناعة مترسخة لدى العالم بأن مصر لن تسمح باستغلال أراضيها أو التلاعب بسيادتها.
وأشارت «كامل» إلى أن تحركات مصر الدءوبة كانت على كل الأصعدة، وأحدثها اللقاء الذى جمع بين الرئيس المصرى ونظيره الفلسطينى فى القاهرة، وكذلك القمة الثلاثية فى العقبة، التى تستهدف بشكل أساسى التباحث حول كيفية التوصل لوقف شامل لإطلاق النار واستمرار دخول المساعدات الإنسانية.
وقال السفير محمد عريقات، رئيس المجلس الأعلى للشباب الفلسطينى، إنه فى الوقت الذى تدور فيه يوميًا حرب يرتكبها جيش محتل غاشم على أهلنا بقطاع غزة والضفة الغربية، تأتى زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، التى تشارك دولته، بأسلحتها، فى قتل أبنائنا وحماية إسرائيل بالمنطقة. وأوضح أنه ردًا على هذه الزيارة عقدت القمة الثلاثية، المصرية- الأردنية- الفلسطينية، لتكثيف الدور العربى وتوحيد الآراء أمام المجتمع الدولى للمطالبة بوقف الحرب على غزة. وأضاف عريقات: «أعتقد أن مصر والأردن أيضًا مستهدفان من هذا العدو الغاشم المتربص، الذى يطرح فكرة التهجير لمصر والأردن، وشعبنا الفلسطينى وقيادة مصر الحكيمة وقيادة الأردن الحكيمة يسقطون هذه الصفقة». وأشار «عريقات» إلى أن زيارة «بلينكن» لن تأتى بالجديد، ومن نتائج اجتماع القمة العربية الثلاثية المطالبة الدولية بحماية الشعب الفلسطينى ووقف الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة.
وقال سامح المحاريق، الكاتب والباحث السياسى الأردنى، إن القمة الثلاثية جاءت فى ظل زيادة المخاوف من توسع نطاق الصراع إقليميًا، وسط رغبة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف فى حكومته فى البحث عن توسعة للحرب، من أجل تغطية فشلهم فى تحقيق الأهداف المعلنة لها، خاصة ما يتعلق بالقضاء على حركة «حماس» الفلسطينية، وكذلك توسيع الاشتباكات لتشمل الضفة الغربية لتحقيق نفس الغاية أمام الرأى العام الإسرائيلى.
وأضاف «المحاريق»، فى تصريحات صحفية : «الاحتمالات القائمة دفعت الإدارة الأمريكية للتحرك من أجل احتواء الموقف على المستوى الإقليمى، وتبقى الأولويات متباينة بين مصر والأردن ومعهما السلطة الفلسطينية من جهة، وبين الولايات المتحدة من جهة أخرى، والأولوية فى لقاء العقبة تمثلت فى البحث عن حلول لوقف إطلاق النار فى غزة، وتحسين الظروف الإنسانية لأهالى القطاع.
وأكد أن الأسابيع الطويلة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهدت تغيرات جوهرية فى مواقف العديد من الدول، وأصبح من المطلوب تنسيق الجهود الدبلوماسية للخروج بتسوية تخدم الفلسطينيين على المدى الطويل.
وقال الدكتور محمود الخرابشة، وزير أردنى سابق، إن القمة الثلاثية التى عقدت فى العقبة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك عبدالله الثانى ملك الأردن والرئيس الفلسطينى محمود عباس، انعقدت فى ظروف بالغة التعقيد.
وأضاف فى تصريحاتصحفية ، أن جدول أعمالها سيكون مليئا بكل المواضيع المتعلقة بغزة لبحث كل تطورات الوضع فى غزة فى ظل العمليات التى يمارسها الكيان الإسرائيلي، وفى ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطينى أيضا فى الضفة الغربية من استفزاز واقتحامات واعتداءات من قبل المستوطنين.
وتابع أن القمة تأتى بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكى إلى المنطقة واجتماعه مع القيادات فى الدول التى زارها، وسيكون هناك بحث بكل الجوانب المتعلقة بقضية غزة وما يحدث بها.
وأكد ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل، أن القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية التى استضافها ملك الأردن عبدالله الثانى فى مدينة العقبة، وحضرها الرئيسان عبدالفتاح السيسى ومحمود عباس، قمة دورية من القمم التى يعقدها القادة الثلاثة بين الحين والآخر للتنسيق فيما بينهم حول القضايا المشتركة بين الدول الثلاثة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضاف «الشهابي» فى تصريحات صحفية، أن أهمية هذه القمة تأتى لبحث ما طرحه وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى جولته بالشرق الأوسط؛ وذلك للوصول إلى موقف واحد تجاهها والتى استهلها بزيارة تركيا ثم اليونان والأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل، ومن المقرر أن يختمها بزيارة الضفة الغربية ومصر.
وتابع أن القمة الثلاثية بحثت أيضا التطورات الخطيرة فى قطاع غزة جراء العدوان الوحشى لقوات الاحتلال الإسرائيلى على أهلنا هناك، والمستجدات فى الضفة الغربية وأيضا تتناول القمة تطورات المحاكمة الجنائية الدولية لإسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.
وأكد رئيس حزب الجيل، أن القمة الثلاثية التى يعقدها القادة الثلاثية باستمرار تعبير عن العلاقات الاستراتيجية التى تربط قادة مصر والأردن وفلسطين المهمومين والمهتمين بإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الدكتور هشام عناني، رئيس حزب المستقلين الجدد، إن القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية هى استمرار لدور مصر فى محاولة وقف العدوان على غزة، وتأتى فى ظل الصمت الدولي. 
وأضاف «عناني» فى تصريحات صحفية أن هذه القمة الثلاثية تأتى تأكيدا على استمرار التطابق فى الموقف المصرى والأردنى مع موقف السلطة الفلسطينية بالرفض التام لمحاولة إسرائيل بتصفية القضية على حساب دول الجوار، وهى رسالة جديدة للعالم تؤكد تمسك مصر والأردن بالثوابت الخاصة بالحفاظ على القضية الفلسطينية فى ظل القرارات الدولية الخاصة بالقضية.
وأكد أن ثبات الموقف المصرى والأردنى له أكبر الأثر فى ثبات الشعب الفلسطينى ضد العدوان ورفض التهجير، وثمن الجهود المصرية فى الوساطة والقراءة الجيدة المدروسة للموقف، الأمر الواضح بالتحذيرات المصرية بالتهديد الواضح للاستقرار حال إسرائيل على استمرار التصعيد.
وأشار إلى أن هذا اللقاء فى ضوء المستجدات الموجودة فى المنطقة واتساع العدوان على الضفة الغربية أيضا فى غاية الأهمية؛ لدعم السلطة الفلسطينية حتى تستطيع مجابهة هذا الاعتداء على الفلسطينين فى الضفة الغربية، والذى سيكون له عواقف وخيمة.
وقال الدكتور السعيد غنيم النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إنَّ القمة الثلاثية بين كلا من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وملك الأردن عبدالله بن الحسين، والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن فى مدينة العقبة الأردنية، تستهدف بحث مستجدات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية وضرورة حل القضية ووقف الاعتداء الغاشم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى الأعزل.
وأكّد النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، فى بيان له، أنَّ القمة تأتى فى وقت شديد الدقة، وتعد بمثابة خطوة فى إطار الجهود المستمرة فى تنسيق المواقف العربية، للضغط على المجتمع الدولى للوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع، وتأكّيد أهمية الدور العربى فى القضية فى ظل ما نشهده من صمت من قبل المجتمع الدولى بشكل كبير حيال الأحداث فى قطاع غزة والمجازر الدموية التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى يوميًا.
وأكّد «غنيم»، أنَّ موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت عبر التاريخ لم ولن يتغير قيادةً وشعبًا، مبينًا أنَّ الدور المصرى ساهم بقوة فى حلحلة القضية على مر التاريخ من خلال العديد من المبادرات والتدخلات والسياسية والعلاقات المصرية الدولية، وأن موقف الدولة المصرية شعبا وقيادة داعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أهمية الدور المصرى فى جمع الرأى العام العالمى الرافض للتهجير لعدم تصفية القضية، وذلك بعد رفض مصر الفكرة من الأساس، واستطاعت الدولة المصرية بخطوات جادة حشد رأى عام عالمى لمنع التهجير حتى لا يتمّ تفريغ القضية من مضمونها.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي، أن القمة الثلاثية التى تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسى وملك الأردن عبد الله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس، فى مدينة العقبة، لبحث التطورات الخطيرة فى قطاع غزة والمستجدات فى الضفة الغربية، هى «قمة استثنائية» من حيث الجوهر والتوقيت.
وأوضح هريدي، فى تصريحات صحفية ، أن القمة استثنائية من حيث الجوهر، لأن الشرق الأوسط يمر بلحظة فارقة فى تاريخ المنطقة التى لن تكون أوضاعها مثلما كانت قبل السابع من أكتوبر الماضي، سواء على صعيد التعامل مع القضية الفلسطينية أو فيما يتعلق بالعلاقات العربية - الإسرائيلية، وكذلك مستقبل العلاقات العربية - الأمريكية، بعد الانحياز السافر للإدارة الأمريكية الحالية للاحتلال الإسرائيلى فى عدوانه الغاشم على قطاع غزة.
وتابع أن «قمة العقبة» استثنائية من حيث التوقيت، نظرًا لأنها تأتى تزامنًا مع الجولة الرابعة خلال ثلاثة أشهر إلى المنطقة لوزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، والتى استهلها الجمعة الماضية بزيارة تركيا، ثم اليونان والأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل والضفة الغربية، ويختتمها بزيارة مصر، بهدف بحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنع اتساع رقعة الصراع فى المنطقة.
وشدد على أهمية التنسيق بين قادة مصر والأردن وفلسطين فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى الذى يدخل شهره الرابع، وحصد - وما زال - حياة الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين، علاوة على التدمير الممنهج للبنى التحتية والمرافق الحيوية والمساكن على امتداد قطاع غزة، مع ما يصاحبه من الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل فى القطاع، فضلًا عن تصريحات لبعض المسئولين و المتطرفين فى الائتلاف اليمينى الحاكم من دعوات لإفراغ القطاع من سكانه الفلسطينيين وعودة المستوطنين مرة أخرى للاستيطان به. وأشار إلى أن مباحثات «بلينكن» مع القادة العرب ركزت على قضايا رئيسية، فى مقدمتها السعى لعدم التصعيد للحيلولة دون حدوث مواجهة عسكرية بين حزب الله وإسرائيل، وكذلك التصدى لهجمات الحوثيين فى جنوب البحر الأحمر، والبحث فى ترتيبات المرحلة الانتقالية فى قطاع غزة بعد إسكات المدافع.
ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق، فى هذا الصدد، إلى ضرورة انعقاد القمة المصرية - الأردنية - الفلسطينية، لتبادل وجهات النظر بشأن تقييم نتائج جولة «بلينكن» فى المنطقة، وتنسيق المواقف بين الدول الثلاث، حول تحرك مشترك للتوصل إلى وقف عاجل ومستدام لإطلاق نار فى غزة، وكذا بلورة رؤية وصيغ مشتركة حول المرحلة الانتقالية فى القطاع.
وذكر السفير هريدى بموقف مصر والأردن والسلطة الفلسطينية الصارم إزاء مستقبل قطاع غزة، وتأكيدهم أن الشعب الفلسطينى هو الجهة الوحيدة التى يجب أن تدير وتحكم قطاع غزة، دون أى وصاية إسرائيلية بأى شكل على مستقبل القطاع، وربطه كوحدة جغرافية واحدة مع الضفة الغربية كنواة للدولة الفلسطينية المستقلة.
ورأى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن موضوع الترتيبات الأمنية فى قطاع غزة يتطلب الاتفاق على ترتيبات مرحلية يضطلع فيه الفلسطينيون أنفسهم بدور، بدعم مالى وأمنى عربى وأوروبى ودولي، وفى إطار قرار لمجلس الأمن الدولى من أجل ضمان الأمن لكافة الأطراف المعنية دون أن يكون أمن إسرائيل على حساب أمن واستقرار الشعب الفلسطيني.
وتوقع السفير حسين هريدى أن تشهد الأسابيع القادمة تكثيف التنسيق والتشاور بين الدول العربية حول مجمل هذه المسائل المحورية، مشيدًا بالجهود المضنية التى تبذلها مصر من أجل وقف الحرب على أهل غزة ونصرة القضية الفلسطينية وحماية أمن واستقرار المنطقة العربية برمتها، بالتنسيق والتعاون مع السلطة الفلسطينية وحركات المقاومة فى قطاع غزة، وكافة الدول العربية.
وقال الكاتب الصحفى عماد الدين حسين، إنّ الموقف المصرى المهم والمبدئى والعروبى والوطنى المتواجد منذ يوم 7 أكتوبر وحتى هذه اللحظة هناك من يكرهه، وله أعداء كثيرون، مؤكدًا أن مصر لعبت حتى هذه اللحظة الدور الهام فى إفساد المخطط الإسرائيلى الرامى إلى تصفية القضية الفلسطينية. 
وأضاف حسين فى تصريحات صحفية أن إسرائيل تلعب الدور الأكبر فى توجيه وبث ونشر إشاعات كثيرة بطرق ملتوية، فهم خبراء فى الدعاية السلبية والسوداء، مشيرًا إلى أن هناك بعض العرب وللأسف الشديد بعض الأصوات المصرية التى تحاول أن تقلل من الموقف المصري. 
وأوضح حسين، أن هناك بعض السذج الذين لا يدرون بحقائق الصراع السياسى على الأرض، وبالتالى فإن هذا أمر طبيعى أن تحاول بعض هذه الأصوات والدعاية الإسرائيلية السلبية التأثير فى موقف مصر، فيجب علينا ألا نخاف لأن من يحاربوننا كُثر فى هذا الصراع، وأن يكون هناك رد سريع وهو ما تم بالفعل.
وثمنت النائبة الدكتورة نيفين حمدي، عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب عن حزب حماة الوطن، مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، التى عقدت بمدينة العقبة بالأردن، مؤكدة أن القمة عقدت فى توقيت هام وحساس للغاية، فى الوقت الذى لم تتوقف فيه الجهود المصرية منذ بداية الحرب على غزة فى 7 أكتوبر  الماضي.
وقالت النائبة نيفين حمدى فى بيان لها، إن القمة الثلاثية جاءت لتؤكد من جديد على الدور التاريخى والمحورى الذى تقوم به الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي، وبالتنسيق مع الأشقاء فى الوطن العربي، بشأن القضية الفلسطينية بشكل عام من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 1967، ووقف الحرب على قطاع غزة بشكل خاص، حفاظًا على أمن واستقرار شعوب المنطقة.
وأكدت أن كلمة الرئيس السيسى بالقمة، جاءت صريحة وشاملة وداعمة للسلام العادل فى فلسطين، فضلًا عن تأكيد سيادته على أن ما تم تقديمه ليس كافيًا لحماية أهالى القطاع من الكارثة الإنسانية التى يتعرضون لها، والتى تتطلب وقفة حاسمة من المجتمع الدولى للدفع تجاه وقف إطلاق النار، والذى يمثل الضمانة الأساسية لإنقاذ أهالى القطاع، ونزع فتيل التوتر فى المنطقة، مشيرة إلى أن الرئيس أكد على الثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية وموقفها الداعم للأشقاء فى المحن والأزمات.
وأضافت نائبة حماة الوطن، أن بيان القمة سيكون بداية جديدة للتعامل مع القضية الفلسطينية من خلال التأكيد على ضرورة الدفع نحو عملية سلام شاملة تنهى الاحتلال وتحافظ على حقوق الشعب الفلسطينى العادلة والمشروعة، مشددة على ضرورة أن يتعاطى العالم والمنظمات الحقوقية والمجتمعية الدولية مع الدعوات المصرية، وخصوصًا ما خرجت به القمة الثلاثية، بشأن ضرورة الوقف الفورى للحرب وإدخال المزيد من المساعدات للفلسطينيين.
وقال الدكتور أسامة السعيد، مدير تحرير جريدة الأخبار، إنّ القمة الثلاثية بين مصر وفلسطين والأردن، باتت إطارًا مستقرا للتنسيق حول شواغل القضية الفلسطينية سواء فيما يخص أحداث ما بعد 7 أكتوبر أو ما قبل هذا التاريخ، مشيرًا إلى أن هذه القمة ترسى إطارا مهما للغاية لمساندة القضية الفلسطينية. وأضاف السعيد فى تصريحات صحفية، أنّه من المعروف أن مصر والأردن هما الرئة التى تتنفس من خلاله القضية الفلسطينية، وبالتالى كل دولة من هاتين الدولتين تتحمل مسئوليات كبيرة من دعم ومساندة القضية الفلسطينية.
وأكد أن توقيت انعقاد القمة الثلاثية يضيف أهمية بالغة لعقد مثل هذا اللقاء والتنسيق، خاصة أن قبلها بيومين عقدت قمة مصرية فلسطينية فى القاهرة، وقبلها بأيام قليلة كانت هناك قمة مصرية أردنية، وبالتالى فإن هناك أهمية بالغة للتنسيق والتشاور فى هذه المرحلة الفارقة من عمر القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الدول الثلاث معنيون بما يجرى اليوم فى قطاع غزة، خاصة ما يحاك للقضية الفلسطينية من محاولات للتصفية والتهجير ودفع سكان قطاع غزة للنزوح قصريًا من منازلهم، وبالتالى هذه الدول الثلاث أعلنت مواقف واضحة منذ بداية الأزمة برفض أى محاولة للتهجير وبدعم غير محدود للشعب الفلسطينى للصمود على أرضه.
ولفت إلى أن القمة الثلاثية معنية بثلاث قضايا أساسية، الأولى هى السعى لوقف إطلاق النار فى محاولة لتهيئة الأجواء سواء لتخفيف وطأة البعد الإنساني، والثانية تتمثل فى المساعدات الإنسانية، والثالثة تتمثل فى رفض مخطط تهجير سكان غزة طواعية أو قسرًا.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads