محافظات
المدن الذكية.. مستقبل عُمان لتعزيز التنويع والاستدامة وجودة الحياة
الأربعاء 01/يناير/2025 - 03:00 م
طباعة
sada-elarab.com/749159
تمثل المدن الذكية أحد المحاور الأساسية لتحقيق أهداف "رؤية عمان 2040"، باعتبارها خطوة مهمة نحو تحسين جودة الحياة، وتعزيز الاستدامة، وجذب الاستثمارات، إضافة إلى تنويع الاقتصاد العماني.
وبحسب المختصين، فإن المدن الذكية تسهم في تحسين كفاءة استخدام الموارد، وتعزيز الاقتصاد الرقمي، مما يسهم بشكل كبير في الاستدامة البيئية والاجتماعية. وقد أكد الدكتور صالح بن ناصر الساعدي، مدير مركز أبحاث الطاقة المستدامة وأستاذ مشارك بكلية الهندسة في جامعة السلطان قابوس، أن تنفيذ المدن الذكية في عمان يأتي بفوائد عديدة.
أولًا، من خلال استخدام الموارد بشكل مثالي عبر التكنولوجيا، مما يعزز كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين. كما تسهم المدن الذكية في تعزيز الأمن والسلامة عبر استخدام التقنيات الحديثة للمراقبة المستمرة، مما يعزز البيئة الحضرية ويقلل من المخاطر الأمنية.
وأضاف الدكتور الساعدي أن المدن الذكية ستسهم أيضًا في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين في قطاعات متعددة، مثل الصحة، والنقل، والطاقة، مما يعزز الاستدامة البيئية والاقتصادية. واعتبر أن هذه المشاريع تُعد أحد الحلول الفعالة لتعزيز الاستدامة الاجتماعية من خلال تحسين مستوى الحياة اليومية، وتوفير بيئة ملائمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
وبيّن الساعدي، أن هناك تحديات اقتصادية تواجه سلطنة عمان في التحول إلى المدن الذكية، منها ارتفاع التكاليف، حيث إن هذه المدن تحتاج إلى بنية تحتية متقدمة، وتكلفة مرتفعة نتيجة لاستخدام تقنيات عالية مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، مشيرًا إلى التحديات الاجتماعية التي تتمثل في صعوبة اندماج بعض فئات المجتمع مع التقنيات الحديثة، وخاصة بسبب الخصوصية أو قلة الوعي بالتقنيات الجديدة.
وأكد الدكتور الساعدي على أهمية مشاركة المواطنين في عملية التحول نحو المدن الذكية، من خلال الفعاليات والاستبيانات التي يمكن أن تنظمها وزارة الإسكان، مما يسهم في تعزيز الثقة لدى المواطنين في الخدمات التقنية. وأكد على ضرورة التوعية المستمرة للمجتمع حول فوائد المدن الذكية وكيفية الاستفادة من هذه التقنيات لتسهيل حياتهم اليومية.
وأشار الدكتور الساعدي إلى أن هناك تجارب دولية ناجحة يمكن أن تستفيد منها سلطنة عمان في مجال المدن الذكية، وقد بدأت بالفعل في تأهيل بعض المناطق لاستخدام جزئي لمفهوم المدن الذكية، ومن أمثلة ذلك مدينة السلطان هيثم، التي تم تصميمها لتكون مدينة ذكية ومستدامة.
وأكد أن المدن الذكية ستؤثر بشكل كبير على رفع جودة حياة المواطنين في هذه المدن، من خلال تحسين الكفاءة في استخدام الموارد، وبالتالي تنويع الاقتصاد وفتح آفاق جديدة لفرص العمل وحاضنات الأعمال، خاصة للشركات الصغيرة.
ودعا الساعدي الجهات المعنية في سلطنة عمان إلى ضرورة الاستثمار في مشاريع المدن الذكية، مؤكدًا أن هناك فوائد مباشرة وغير مباشرة تعود على الفرد، والمجتمع، والدولة على حد سواء. كما شدد على أهمية مشاركة المواطنين في بناء مفهوم المدن الذكية، مشيرًا إلى أن هذا النوع من المدن يمكن أن يوفر بيئة نوعية خاصة ومميزة للمواطنين العمانيين، بما يتماشى مع الاحتياجات المستقبلية.