طباعة
sada-elarab.com/746955
خلال زيارتى الأخيرة لمعرض "أوتوميكانيكا دبى 2024" الذى يقام سنوياً ، والذى إستضافه مركز معارض المركز العالمى للتجارة بإمارة (دبى) العالمية .. كان لى لقاء سريع مع ممثلى الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات (EECA) والذين شاركوا بمعرض هذا العام بجناح متواضع للغاية - لا يعبر بأى شكل من الأشكال على مكانة مصر العالمية بين الدول – ومع حوارى المفتوح معهم وجدتهم قد رفعوا شعار (التوفير والتقشف بالمصروفات) وهو ما إنعكس على ما يلى:
• عدم مشاركتهم بجناح جاذب أو بمساحة محترمة يمكن إستقبال ضيوف عالميين به أو حتى بموقع مميز داخل قاعات العرض.
• عدم توافر مطبوعات وأدلة مساعدة لأى من الضيوف المحتملين.
• عدم وجود رؤية تنسيقية مع عدد الشركات المصرية المحدودة التى شاركت بالمعرض ، فلم يتم التفكير حتى بعمل جناح وطنى مصرى يجمع تلك الشركات فى شكل متكامل ومعبر على الصناعة المصرية – ولو بأبسط الصور – وهو ما أعطى إنطباعاً ضعيفاً عن المشاركة المصرية بمقابل نموذج قريب لنا والمتمثل بالجناح الوطنى المغربى بالرغم من صغره النسبى مقارنة بالعديد من الأجنحة الوطنية الأخرى ، إلا أنه عبر بكل الصور عن إمكانات المملكة المغربية فى هذا الإتجاه.
وبالرغم من حماسة المجموعة التى كانت متواجدة بجناح الهيئة بالمعرض وإتصافهم بالإحترام وعلى رأسهم الوزير التجارى المفوض بالإمارات ، وكذلك بالرغم من لقاءى السريع مع الرجل الجاد والمشهود له بالخبرة ، اللواء/ شريف الماوردى – رئيس الهيئة مع بدايات تحمله مسئولية الهيئة ببدايات العام الجارى وتصريحاته الحماسية عن مستقبل أعمال الهيئة ... إلا أنه من الواضح بأن هؤلاء القادة لم يتمكنوا بعد من تفعيل أفكارهم وأحلامهم بتطوير أداء الهيئة بالصورة العالمية التى نحلم بها جميعاً لمصرنا الحبيبة.
لقد إستفزنى شكل تمثيل "مصر" وسط هذا المحفل العالمى الذى يتوافد عليه ويشارك به مئات الدول وممثليها من حول العالم ، ونحن نشارك بهذا الشكل المتواضع للغاية .. وهو ما سيفقدنا إهتمام الآخرين بمعارض مصر بصورة لا نتمناها تحت شعار التوفير وضغط الإنفاق؟!
ياسادة ، إن المنافسة العالمية بالمعارض آخذه فى النمو الشرس ، ونموذج ذلك الحى (معارض أوتوميكانيكا) التى يتم تنظيمها بأكثر من 13 دولة حول العالم وعلى رأسها فرانكفورت ، شنغهاى ، دبى ، وأسطنبول .. والذين يحققون نسب مذهلة سنوياً لحجم النمو بالمساحات وأعداد الشركات المشاركة وكذا نسب الزيارة العالمية ، ونحن فى مصر نستمر فى فقدان عدد من المعارض من أجندتنا – مثل معرض القاهرة الدولى للسيارات ، وغيره – بخلاف الإنحسار المستمر فى حجم المعارض الأخرى القائمة أو حتى عدم قدرة بعض منظمى المعارض على إستحداث معارض جديدة ، وذلك جميعه بالوقت الذى تتميز فيه "مصر" بالعديد من عوامل الجذب من طاقات سياحية اهائلة وطقسها الممتاز طوال أيام العام بالنسبة للأجانب ، بخلاف عملتها المتدنية القيمة أمام باقى العملات العالمية .. وبالرغم من ذلك جميعه ليس لدينا الإرادة للإستثمار القوى والسريع بهذا القطاع ، بل وحتى لم نحافظ على ريادتنا التى كنا عليها قبل 25 عاماً بين دول المنطقة فى صناعة المعارض.
وفى النهاية أتمنى أن تصل رسالتى هذه إلى من يهمه الأمر لعله يتمكن من إتخاذ الإجراءات العاجلة لإنقاذ هذا القطاع الإقتصادى الهام فى مصر.