طباعة
sada-elarab.com/745352
شهدت صحافة السيارات بشكل خاصة وكافة قطاعات الصحافة بشكل عام تطوراً كبيراً خلال (الربع قرن الأخير) ، حيث إنتقلت عالمياً بشكل عام ، ومحلياً بشكل خاص .. من الصحافة المطبوعة بشكل شبه كامل إلى الصحافة الأليكترونية بشكل شبه كامل .. وخاصة بعد أحداث الربيع العربى وما نتج عنها من تغير بأفكار وتوجهات العاملين على وسائل الإعلام المختلفة..
ولكن هل يعد هذا التطور أو (التبدل) فى شكل الصحافة إيجابياً أم سلبياً؟ من جانب يعد هذا التطور إيجابياً بطبيعة الحال ولكن من منظور سرعة نقل الأخبار بين المصادر والمنصات المختلفة على مستوى العالم ، وعلى الجانب الآخر .. يعد سلبياً للعديد من الأسباب ، والتى يأتى منها:
· إفتقار الأخبار إلى التحليلات الأكثر تعمقاً وتوضيحاً وتحولها إلى العناوين السريعة بشكل عام.
· تحول أغلب (ممارسى الصحافة) إلى صحافى الـ " تيك أواى " أو الـ (Copy – Paste) وهو ما خلق جيل منهم يفتقرون لأغلب صور حرفية المهنة ، ويفتقرون لمهارات الإتصال ، وكذا جهل الكثير منهم بقواعد اللغة العربية ووقوعهم بالعديد من الأخطاء اللغوية والإملائية .. علاوة على جهل الكثير منهم للغة الإنجليزية وهو ما يجعلهم محاصرين فى إتصالاتهم بالأسواق المحلية فقط ، بخلاف (عدم تمثيلهم المشرف) أمام المصادر الدولية.
· فتح الباب أمام غير المتخصصين من ممارسى المهنة (للهبوط) عليها .. شأن موظفى الأعمال ومحصلى الفواتير بالمؤسسات الصحفية ، مندوبى الإعلانات ، أو حتى المنتقلين من قطاعات صحافية لأخرى سعياً وراء التميز.
· إطلاق العنان للشركات (بقطاعاتها المختلفة) للسيطرة على ممارسى الصحافة هؤلاء ، سواء بفرض توجيهات منها قد تتعارض مع الآداب الصحفية الأصيلة أو حتى مع توجهات المؤسسات الصحفية نفسها ، ولكن الكلمة العليا تأتى من الإعلانات والإغداق على هؤلاء المأجورين بالرحلات والهدايا والتمييز بحضور أحداث دون غيرهم.
· ظهور فئة (وليس كل) من المتاجرين بخدمات ومنتجات الشركات والذين أطلق عليهم (بلوجرز) أو (يوتيوبرز) واللذين ساهموا بقوة فى إفساد مهنة الصحافة المحترفة بكافة قطاعاتها وبلا رادع وبلا فهم من تلك الشركات سوى لأمر واحد فقط (كما يعتقدون) وهو تجميع أكبر قدر من المتابعين .. بغض النظر عن جودتهم وتخصصهم وأعمارهم.
وإذا ما أخذنا مثالاً عملياً لشكل الصحافة المتخصصة بالسيارات بدول العالم (خارج عالمنا العربى وربيعه) .. فمن خلال إحدى زياراتى الأخيرة لإحدى الدول الأوروبية وبالتحديد بمحال الكتب والمجلات بالأسواق الحرة داخل مطارها لاحظت وجود أكثر من 70 مجلة مطبوعة متخصصة بوسائل التنقل والسيارات وهو ما يمثل ما لايقل عن 5 مجلات لكل دولة أوربية مُصنعة فى المتوسط ، فيما أصبحت مصر لا تملك سوى مجلة واحدة (فقط) مطبوعة للسيارات تصدر بشكل دورى - وبقرار حكومى - بمقابل إختفاء باقى المجلات المطبوعة والمتخصصة واللذين كان يزيد عددهم عن 8 – 10 مجلات مختلفة. والرد على السؤال التقليدى بعدم قدرتهم على الطباعة؟ هو .. لماذا لا ننسخ التجربة العالمية ، فهم يقومون بطباعة مجلاتهم المتخصصة مع كافة تقاريرها الصحفية التفصيلية ، فيما يُنشر على المواقع الأليكترونية التقارير والصور المختصرة .. ومن يرغب فى المزيد اليكترونياً يقوم بدفع إشتراكات مالية للحصول على التفاصيل ، ومن ثم توافر للناشرين فرصة مزدوجة للحفاظ على أعمالهم سواء بمجلاتهم المطبوعة أو مواقعهم الأليكترونية.
وتعليقى الأخير على هذا الوضع: " نحن ياسادة قد أجدنا فى نقل الصور السلبية من الغرب ، وإستسلمنا لمفهوم الإلتزام بالحد الأدنى لمعدلات أداء العمل".