عربي وعالمي
الثلوج تغيب عن قمة جبل فوجي لأطول فترة منذ 130 عامًا
الأربعاء 06/نوفمبر/2024 - 09:46 ص
طباعة
sada-elarab.com/742858
شهد جبل فوجي، الذي يعد من أبرز الرموز الوطنية في اليابان، أطول فترة غياب للثلوج عن قمته منذ بدء تسجيلات الطقس قبل 130 عامًا. عادةً ما يبدأ تساقط الثلوج على القمة في أكتوبر، لكن هذا العام تأخرت الثلوج حتى أوائل نوفمبر، ما أثار القلق بين السكان المحليين، خاصةً في مدينة فوجيوشيدا الواقعة عند سفح الجبل.
يعتبر جبل فوجي، الذي يبلغ ارتفاعه 3,776 مترًا، رمزًا روحيًا وثقافيًا لليابان، وقد ألهم العديد من الأعمال الفنية والأدبية عبر التاريخ. ولكن هذا العام، ومع ارتفاع درجات الحرارة غير المألوف، بقيت القمة خالية من الثلوج لأطول وقت مسجل، وهو ما لم يحدث منذ أن بدأت وكالة الأرصاد اليابانية في توثيق الطقس في عام 1894.
يقول المسؤولون المحليون إنه رغم أن الثلوج بدأت بالتساقط صباح الأربعاء، فإن الغيوم الكثيفة حالت دون تأكيد الحدث بشكل رسمي في البداية. لكن وسائل الإعلام المحلية نشرت صورًا توضح غبارًا من الثلج على قمة الجبل.
التغيرات المناخية هي من بين العوامل التي ساهمت في تأخر الثلوج هذا العام، حيث قال توموكي تاناكا، الباحث في مكتب الأرصاد الجوية بالقرب من الجبل، إن الاحترار غير الموسمي قد أسهم بشكل كبير في هذه الظاهرة.
تعد قمة جبل فوجي واحدة من المشاهد الأكثر شهرة في الفن الياباني، وقد تم تصويره غالبًا وهو مغطى بالثلوج في أعمال فنية شهيرة مثل سلسلة "36 منظرًا لجبل فوجي" للفنان كاتسوشيكا هوكوساي، التي ساهمت في نشر صورة الجبل حول العالم. في السابق، كان يُنظر إلى الجبل كرمز للاستمرارية والخلود في الثقافة اليابانية، لكنه الآن يواجه تحديات مناخية تغير من ملامحه.
اليابانيون، الذين اعتادوا رؤية الجبل مغطى بالثلوج طوال العام تقريبًا، عبروا عن شعورهم بالغرابة من مشهد القمة الخالية من الثلج في نوفمبر. هذه التغيرات في مظهر الجبل تعكس التأثيرات المتزايدة للتغير المناخي على معالم طبيعية كانت تعتبر جزءًا ثابتًا من هوية البلاد.
التأثيرات السياسية والثقافية لجبل فوجي
يعود تاريخ تمجيد جبل فوجي إلى العصور القديمة في اليابان، حيث كان يُعتبر رمزًا للإلهية والثبات. وفي القرنين الثامن والتاسع، ظهر الجبل في قصائد أدبية قديمة وصفته قمة دائمة الثلوج، وهو ما أضاف له قداسة وروحانية خاصة. كان للجبل أيضًا تأثير سياسي، حيث روج حكام الشوغونات في فترة إيدو له كرمز للاستقرار السياسي في البلاد.
ومع تغير الظروف المناخية، يبرز تساؤل هام: هل سيستمر جبل فوجي في احتفاظه بمكانته كرمز ثقافي وتاريخي لليابان في ظل التغيرات البيئية الجارية؟