طباعة
sada-elarab.com/739598
تزامنًا مع احتفالات مصر والقوات المسلحة بمرور 51 عامًا على نصر أكتوبر المجيد، تابعنا بكل فخر واعتزاز وشموخ، حفل تخرج الكليات العسكرية 2024، لأول مرة بمقر الأكاديمية العسكرية، بمقر القيادة الاستراتيجية الجديد، بالعاصمة الإدارية.
لعل هذا الاحتفال، الذي يأتي في ظروف دقيقة، كان فرصة لكي يوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، عددًا من الرسائل الهامة، يأتي في مقدمتها، إظهار حجم النهضة التنموية العمرانية الحديثة، التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، إضافة إلى توجيه رساله طمأنة للشعب المصري على قدرة الدولة ومؤسساتها الوطنية على حماية الأمن القومي لهذا الوطن والحفاظ على مقدراته.
ربما كان مبهرًا ولافتًا أن استعراضات حفل التخريج بعروضه المختلفة، أرسلت رسالة قوية وواضحة عن جاهزية قواتنا المسلحة في حماية الأمن القومي للبلاد ومواجهة كل التحديات.
وهنا يجب أن نشيد بروعة وتخطيط مقر الاكاديمية العسكرية المصرية والقيادة الاستراتيجية واتساعه الكبير، الذي جاء تصميمه مواكبًا للتطوير والتحديث والتنوع فى تسليح كل أفرع قواتنا المسلحة، برًا وبحرًا وجوًا ودفاع جوي، مما يؤكد أن جيش مصر العظيم أخذ بكل أسباب العلم وتطبيقاته الحديثة، ليحتل مكانه بين أقوى جيوش العالم، وليعلن لأصحاب المخططات المعادية امتلاك مصر القوة القادرة على الردع والحفاظ على الوطن والدولة ومقدرات الشعب.
نتصور أن أكثر ما يميز هذا الحفل السنوي، هو كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أرسل في خطابه عددًا من الرسائل المهمة، حيث أكد أن ما حققته مصر في حرب أكتوبر المجيدة منذ 51 عامًا سيظل أبد الدهر، شاهدًا على قوة إرادة الشعب المصري وكفاءة قواته المسلحة، وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم.
أما الرسالة الثانية للرئيس السيسي فكانت بمثابة تأكيد على أن احتفالنا هذا العام، بذكرى نصر أكتوبر المجيد، يأتي في ظرف بالغ الدقة في تاريخ منطقتنا التي تموج بأحداث دامية متصاعدة تعصف بمقدرات شعوبها وتهدد أمن وسلامة بلدانها .
كما أكد الرئيس السيسي في رسالته الثالثة أن السلام العادل هو الحل الوحيد لضمان التعايش الآمن والمستدام، بين شعوب المنطقة، مشددًا على موقف مصر الثابت المدعوم بالتوافق الدولي بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس، كسبيل وحيد لإرساء السلام والأمن والاستقرار للجميع.
وفي الرسالة الرابعة خصَّ بها الرئيس السيسي قواتنا المسلحة، حيث توجه إليها بالتحية والتقدير، لكونها المؤسسة الوطنية العريقة، التي لم ولن تتخلف يومًا عن التصدي لتحمل المسؤولية، مهما ثقلت، وتأدية الأمانة مهما بلغت.
كان لافتًا أيضًا تلك التحية التي وجهها الرئيس السيسي لشهداء مصر الأبرار من القوات المسلحة الذين ضحوا بأرواحهم فداء للشعب، ثم تحية الاحترام والتقدير المتجددة إلى روح البطل الشهيد الرئيس محمد أنور السادات، صاحب قرار العبور.
ولم ينسَ الرئيس السيسي، أن يتوجه برسالته الأخيرة إلى الشعب المصري الأمين، مؤكدًا أن وحدته و صموده أمام كل التحديات هو الذى حقق للوطن سلامته، وأن تضحيات الشعب هي نهر عطاء مستمر على مدار التاريخ.
يمكننا القول إن خطاب الرئيس السيسي الشامل والمهم للداخل والخارج، يأتي في وقت عصيب تمر به الأمة العربية والإسلامية، كما أنه بمثابة طمأنة للشعب، ورسالة تفاؤل واستحضار روح عزيمة وإرادة انتصار أكتوبر