أجواء رائعة نعيشها كل عام، نشارك فيها لحظات غالية في حياة نخبة عزيزة على قلوبنا من خيرة شباب الوطن، الذين اجتهدوا وثابروا طوال فترة دراستهم، ليقفوا في صلابةٍ، حُرَّاسًا للأمن، في تأكيد على جدارتهم بالانضمام لصفوف عطاء رجال الشرطة لترسيخ دعائم الاستقرار لهذا الوطن العظيم.
لعل أهم ما يميز حفل تخريج هذه الكوكبة من أكاديمة الشرطة، في هذا التوقيت، أنه يأتي مواكبًا ومتزامنًا مع احتفالات مصر بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، التي جسدت بطولات ملحمة أبهرت العالم.
وبالطبع لا يفوتنا في هذه المناسبة الغالية، أن نتقدم بكل فخر واعتزاز وكل تحية وتقدير إلى قواتنا المسلحة الباسلة، راجين المولى سبحانه أن يكلل مسارات التكاتف والتكامل بين جناحي الأمن بالأمة المصرية لمزيد من التوفيق والسداد، وترسيخ دعائم الأمان والطمأنينة في ربوع الوطن.
إن هذه المناسبة، فرصة عظيمة، لنبارك لهؤلاء الخريجين، وأن نذكرهم بأن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تعيش فترة ذهبية من الإنجازات والتطوير في كل المجالات، مدعومة بإرادة وطنية لبناء دولة حديثة، مما كان له عظيم الأثر فى قدرة الدولة على مواجهة المتغيرات والأزمات المتتالية الناجمة عن تصاعد حدة الصراعات والإضطرابات على المستويين الإقليمي والدولي والتي ألقت بظلالها السلبية على المقدرات السياسية والاقتصادية لشعوب العالم، وفرضت على بلادنا تحديات كبيرة بحكم موقعها الجغرافي والمسئوليات الواقعة على عاتقها لدورها الريادي بالمنطقة .
لقد أدركت وزارة الداخلية وأجهزتها حجم التحديات التي تحيط بالوطن، ولذلك فإنها تعمل جاهدة على تكثيف الجهود لتحقيق مفهوم الأمن الشامل من خلال القراءة الدقيقة للتهديدات الأمنية المتنامية بالمنطقة والتصدى الحاسم لكل صور الخروج عن القانون وإجهاض المحاولات اليائسة والمستمرة للتنظيمات الإرهابية ومن يشاركها أهدافها الآثمة.
كما يجب أن نثمن حرص قيادات الشرطة والأمن وكافة المنتسبين من ضباط وأفراد، على اتخاذ أقصى درجات اليقظة، واستمرار الأخذ بزمام المبادأة والاستباق الأمني، فى مواجهة تلك المخططات الشيطانية والهدامة، استنادًاإلى وعي المواطنين والتلاحم الشعبي .
وإذ نشهد تخريج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة لينضموا إلى صفوف زملائهم، فإن ذلك تأكيد على أن مسيرة الأمن ستظل عازمة على تحقيق الآمال والطموحات، في غد أكثر أمنًا وأمانًا، وأقل في معدلات الجريمة.
ولا يفوتنا أن نتقدم بكل التقدير والوفاء والعرفان والمحبة لأرواح شهداء الوطنالأبرار، الذين قدموا أرواحهم في سبيل وطنهم، داعين المولى أن يكون جهد الخريجين الجدد متصلًا بعطائهم وتضحياتهم الغالية .
ونقول لأبنائنا الخريجين: اليوم تؤدون قَسَمًا عزيزًا غاليًا، تلتزمون فيه بالوفاء للوطن والولاء لشعبه، حاملين رسالتكم بالذمة والصدق والإخلاص، ماضون على نصرة الحق والعدل، متمسكون بالشجاعة والمثابرة والإقدام في مواجهة التحديات، فاجعلوا قَسَمَكم عقيدة راسخة ومنهج عمل لحماية أمن الوطن وتدعيم استقراره.