طباعة
sada-elarab.com/729641
ما شاهدناه في المشروع القومى العملاق لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية بتوشكى، معجزة بكل المقاييس، وإنجاز كبير يدعو للفخر، بما حققه من زيادة رقعة مصر الزراعية، وإنشاء مجتمعات زراعية متكاملة، لها مردود وعوائد اقتصادية كبيرة، تسهم بلا شك في تحقيق طفرة هائلة في مجال الأمن الغذائي.
هذا المشروع العظيم، يضاف إلى إنجازات أخرى للدولة، في تحقيق أهداف الجمهورية الجديدة، التي بدأت قبل سنوات، حيث يستهدف المشروع زيادة الناتج المحلي من المحاصيل المتنوعة والاستراتيجية، لسد الفجوة الحاصلة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك.
لقد حالفني الحظ مؤخرًا أن أكون واحدًا من الإعلاميين والصحفيين المشاركين فى جولة للمشروع القومي العملاق لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية بمنطقة توشكىً وجهاز مستقبل مصر ، وابراز الإنجازات التى تحققت بجهود وسواعد أبناء الشعب فى مختلف القطاعات.
"توشكى الخير" مشروع ولد عملاقًا، حيث تبلغ مساحته 400 ألف فدان، وستصل إلى 600 ألف فدان بنهاية العام المقبل، ويضم إنجازات كبيرة كنا شهود عيان عليها بأنفسنا، لتوثيق ما يحدث في هذه البفعة الغالية من أرض مصر.
ما رصدناه، يصل إلى حد الإعجاز، حيث شاهدنا أكبر مزرعة تمور في العالم، والمزروعة على مساحة 38 ألف فدان، بواقع 1.6 مليون نخلة مثمرة،حيث تنتج أكثر من 44 صنفًا من التمور، وهو ما يساعد بوضع مصر في صدارة أهم 10 دول منتجة ومصدرة للتمور حول العالم، وقد تم تسجيلها بموسوعة جينيس القياسية كأكبر مزرعة في العالم، بالإضافة إلى الاستفادة من المسافات البينية في زراعات لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مصر وتعزيز التنمية المستدامة.
أما الأمر الذي أبهرنا هو تلك المساحات المنزرعة من القمح، التي وصلت هذا العام إلى نصف مليون فدان، باعتباره المحصول الاستراتيجي للمشروع، حيث ينتج الفدان الواحد في المتوسط ما بين 18 إلى 20 إردبًا، ومن المتوقع ارتفاعها في الفترة المقبلة إلى 22 إردبا للفدان.
لم يكن ذلك كل المشاهد الحقيقية على أرض الواقع، بل هناك محاصيل الذرة الشامية البيضاء التي تدخل في صناعة الدقيق، بالإضافة إلى محاصيل البطاطس والفول السوداني، وغيرها من المحاصيل التي تسد الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك والاستيراد، وتحقق طفرة غير مسبوقة في الأمن الغذائي.
أما قطاع الفاكهة، فقد لفت انتباهنا أن توشكى ليست مجرد مزرعة فحسب، خاصة مع استغلال العاملين على المشروع لصعوبة الطقس ودرجات الحرارة في الاستفادة من زراعة 200 فدان من العنب بأصنافه المختلفة من أجود الأنواع، ليكون صالحًا للتصدير ومنافسة المنتجات العالمية، بالإضافة إلى مزرعة المانجو باعتبارها المحصول الثاني بعد النخيل، بأعلى إنتاجية للفدان،الذي يتراوح إنتاجه ما بين 3 إلى 8 أطنان مانجو للفدان بأصنافه وأنواعه المختلفة، إضافة لتميز المنتج بأنه خال من جميع أنواع المبيدات الزراعية.
لعل أبرز ما رصدناه، ويحتاج إلى الإشادة الكبيرة، هو أن الأغلبية العظمى للعمالة القائمة على تنفيذ مشروع تنمية واستصلاح وزراعة توشكى هي "عمالة مدنية"، بواقع أكثر من 4 آلاف موظف وعامل ومهندس زراعي.
تحية من القلب لرجال مصر الأوفياء يد تبني وتزرع ويد تحمل السلاح، ولجميع القائمين على المشروع، الذين قدموا ملحمة وطنية، سيخلدها التاريخ بأحرف من نور.